... قريب ...

2.8K 177 12
                                    

بعد ان أنتهى اليوم الاول من رحلة المركب، بدأ الجو يعبر عن عكرة صفوته واخذت الرياح البحرية المالحة تسحب على اعقابها اسراب من الغيوم السوداء التي غطت الافق امامهم.
فكر القبطان في نفسه وهو ينظر الى العاصفة الاكيدة وتخيل كم سيكون قطع رأسه امرا حتميا في حال حدث شيء لزوجة الملك بسبب اهماله او قلة حكمته لذا وخلال دقائق استبدل اتجاههم نحو الشمال ليلف شرقا ثم عبر مضيق الجن الى ارض السحرة وهذا ما اخبر به مارسيل.
لم يكن الأخر يشعر بالاطمئنان لهذا التغيير لكن ليس بيده حيله، فالملك يعتمد عليه وكذلك سلامة حبيبته المستلقيه في السرير منذ يوم.
- افعل ما يجب عليك فعله، لكن دون ان نتوقف.
قال مارسيل واومئ القبطان غير واثقا ثم ادار المقود بكل قوته حتى استدار المركب بحركة حادة.
تردد مارسيل في اخبار من معه لذا قرر عدم البوح والانتظار ليرى ما سيحصل، وبالفعل وكما تنبأ القبطان ازدادت للرياح ضراوة وبدأت بتحريك الاشرع بقوة حتى كادت ان تخلعها.
-يجب ان نتوقف عند الميناء يا سيدي!
صاح القبطان لمارسيل وهو يحاول احكام قبضته على المقود.
- الا يمكن ان نجتازها فحسب؟
قال الاخر وهو يقف بشكل هادئ ومتزن فنظر إليه القبطان كما لو اصاب بالجنون.
- الرياح ستحطم الاشرعه اذا لم يفعل الموج العاتي ذلك!
اصاب مارسيل الانزعاج واراد ان يقضم رأس القبطان ويحل محله ليخرجهم من هنا يأسرع وقت لكن قيادة السفن ليست احد خصاله.
-ما هو اقرب ميناء من هنا؟
سأل وهو يدعو لعبور العاصفة والتخلص منها.
- ميناء الملكة افرودايت، يبعد ساعة من هنا نحو الشرق.
اجاب القبطان وهو ينتظر موافقة مارسيل بفارغ الصبر، بينما بقي الاخر يفكر في نفسه،  لقد سمع ان مملكة الجن احد حلفاء ميكائيل بالرغم من مقتل احدى اميراتها على ارض مصاصي الدماء.
تردد قليلا ثم اعطى موافقته وهو يشعر بالندم لذلك واتجه ليبلغ الملكة.

*مملكة الجن*

دخل احد الخدم الى القاعة الكبرى حيث جلست افرودايت وبيكاسوس حيث كانت هي منشغله بتوقيع بعض الاوراق وهو بقراءة احد كتبه ، لقد كانت تلك احد عاداتهم الجديدة عوضا عن عزل بيكاسوس كسجين حيث استمتعت افرودايت بمنظره كتحفة ذهبية تقبع بالقرب من شرفتها ليلا وصباحا عند احد الزوايا المظلمه.
- جلالتكِ.
تنحنح الخادم لتنتبه له الملكة التي بادرت بأبتسامة خفيفه واعطته الاذن للتحدث:
- لقد وصلنا ان هناك سفينة ملكية تابعه للجنرال ميكائيل قد طلبت الاذن للرسو في مينائنا.
قطبت افرودايت حاجبيها فهي لم تسمع بذلك من ميكائيل واصابها القلق على بيكاسوس الذي حول انتباهه من كتابه الى المتحدث:
- من تحمل يا ترى ولم هنا؟
سألت افرودايت وهي تسند ظهرها على المقعد.
- الملكة ومرافقتها بالاضافة حارس شخصي.
انتصب بيكاسوس ناهضا من كرسيه حتى كاد ان يسقطه بسبب سرعته.
- ميراج؟ اتعني انهم هنا الان؟!
سأل بحفاوة وهو ينتظر الاجابة واللهفة بادية على وجهه،  تنبهت الملكة الى ذلك وشعرت بالخيبة، فلقد املت ان ينسى بيكاسوس حبه لميراج بعد ان ابتعد عنها..
- ينتظرون الإذن للإرساء حتى عبور عاصفة بحرية ثم يكملون طريقهم، وجهتهم بقت مجهولة.
- هذا غريب...
قالت افرودايت...:
- اعطهم الإذن ثم ادعهم الى القصر.
اكملت وهي تنظر الى مرافقها لترى ما سيفعل:
- لقد فعل مسؤول الميناء ذلك لكن حارسهم الشخصي رفض ذلك وقال بأنهم سيرحلون حالما ستنجلي العاصفة.
- هذه وقاحة منه...
اجابت افرودايت:
-اعطيهم الإذن، لا اريد ان اجذب انتباه ميكائيل الى هنا.
- أمرك جلالتك.
قال الخادم ثم اسرع خارجاً تاركا بيكاسوس مغتبطا وافرودايت محتاره.
- هل..
قال بيكاسوس بعد فترة فأجابت:
- بالطبع لا.
ثم نهضت لتترك الغرفة واكملت:
- لن ادعك تذهب لتراها وتخاطر بكشف مكانك وعلاقتي بمملكة مجاورة. ستلزم مهجعك حتى يرحلون والا لن اتسامح معك ابدا.
ثم تركته وحيدا ورأسة ممتلئ بالافكار وقلبه بالمشاعر المختلطه.
العواصف هنا بالكاد تدوم يوما او نصف يوم على للرغم من حدتها، لا يمكن ان يدعهم يرحلون بهذه السرعه، يجب عليه رؤية ميراج فالضروف مهيئة لصالحه، لا يوجد ميكائيل ليلتصق بها كالمجنون ويمنعها من التقرب اليه. لكنه عقله توقف للحظه ليعود الى الحارس الذي برفقتها، من يا ترى ارسل الملك ليحمي زوجته؟ كريستن؟ مارك وكارل؟.....

مشعوذة الجنرال ( مارسيل )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن