... مُواجهةّ ...

3.5K 252 5
                                    

انا لا انتمي الى هذا العالم
هذا كل ما في الامر
هناك دائماً شيئاً ما يفصلني عن بقية الناس
اين ما اتجه...يغلق طريق مهربي...
Lana Del Rey- 13 beaches

.
.
.
.
- تراجعي عن ما قلته!
صاح بها من وراء الباب بعد ان اخذ يضرب عليه كالمجنون.
- تراجعي الان!
كيف وصل الحال بها الى هنا؟
لو اطبقت شفتيها واكملت طريقها متجاهلة اياه لما جرى هذا كله!
- ارحل بعيداً مارسيل، انت مخبول.
قالت له وهي تجلس على الطرف البعيد على سريرها.
تبا كم تمنت عودة ميكائيل الان...
- ماذا تفعل هنا مارسيل، هل جننت؟
جاء صوت إمرأة من وراء الباب وتمكنت تشاستين من تمييزه، لقد كانت الليدي سيلينا...
اليس ذلك شاعرياً؟ قالت بتهكم خفي نفسها وهي تبتسم بمرارة. تمنت في قرارة نفسها ان يرفضها ويرسلها الى غرفتها ويبقى يحاول ان يخرجها هي بالرغم من رعبها وخوفها منه...
- لا تتدخلي!
صاح مارسيل ليتسبب بتراقص شياطين تشاستين...لقد بدأ يرسل تلك المرأة بعيدا، بالفعل!
- ابتعدي عني ولا تتدخلي في شؤوني، اليس هذا ما تريدينه؟ اذاً هذا ما افعله! سأخرجها من تلك الغرفة اللعينة وادق عنقها لتترمد بين يدي ، فقط حينها سأشعر بالسكينة!
- مارسيل، عزيزي انت لا تفكر بشكل صحيح في هذه اللحظة.
عزيزها؟! فكرت تشاستين، منذ متى وهو عزيزها؟!
لم يستمع مارسيل لكلام سيدته بل قال بصوت مبحوح من الغضب:
- ارحلي الان قبل ان تندمي على انقاذي يا سيلينا.
ساد الصمت خارجاً لثواني قصيرة بعدها سمعت صوت كعب حذاء الليدي وهو يبتعد عن الغرفة وبدأ الطرق مجدداً بقوة اكبر.
تنهدت تشاستين بملل...هل كان جاداً؟ لقد سأمت من هذا الحال ، كانت تريد ان ترتاح قليلاً وتتحدث مع كريستن وتخلد الى النوم، لكن الاخر لم يكن في اي مكان في القصر، وحين سألت احد الخدم عنه، قال بأنه قد رحل في الصباح الباكر ليشرف على شحن المؤونة اللازمة لميكائيل والجنود ولم يعد حتى الان...
طرق مارسيل بقوة حتى بدأ الباب بالتصدع واصبحت الضجة لا تطاق...اذا كان يحاول ان يدفعها للجنون فكان على الطريق الصحيح.
كيف احبته سابقاً؟
ربما لانه كان اكثر تعقلاً ورحمة من الان...
شعرت تشاستين بالملل واليأس...الى متى سيستمر مارسيل على هذا الحال؟ لكم من الوقت سيعذبها؟...كم من الوقت قد يحتاج لتحطيم الباب والدخول لمعاقبتها؟...
بالتأكيد ليس بالكثير ولكن الامر كان يحدث عاجلاً ام آجلاً ولم يكن هناك احد ليساعدها سوى نفسها...
لكن ماذا لو لم تكن تريد المساعدة؟ ماذا لو ان القدر لعب لعبته وقرر مصيرها ...
ماذا لو انهى مارسيل حياتها بيديه؟
هل كان سيشعر بالرضا؟
هل كان ليحزن؟...او يشعر بتأنيب الضمير كما فعلت هي؟...
ارادته في قرارة نفسها ان يمر بكل تلك المعاناة التي شهدتها بسببه...كيف لامت نفسها على موته، وكيف نبذتها عائلتها دون ان تطرف اعينهم، وتلك الوحده التي استولت على قلبها وسحبتها للظلام وللآستسلام تدريجياً...
لم تدرك تشاستين انها نهضت وسارت الى الباب وامسكت المقبض بيدها...
اذا كان سيقتلها في اي وقت لاحق ، فلا بأس بالأن...
ادارت المقبض لتفتح الباب فجأة وتتوقف امام عينيها قبضة مارسيل الغاضبة التي كانت تطرق الباب بعنف.
بدا مأخوذاً لوهلة ثم استعاد نظرة الغضب لتعتري وجهه تقطيبة الحاجبين المعتادة.
- اذا كنت قد جئت الى هنا لتجعلني اتراجع عن ما قلته سابقاً ، فأنا اعتذر لكني لن اتراجع.
قالت له ونظرة باردة تجتاح عينيها بينما التقت بعينيه الزرقاوتين المتجمدتين.
- ستندمين!
قال من بين أسنانه المصرورة بغضب.
- هراء، أكل ما تفعله هو القاء التهديدات والوعود الفارغة؟
من اين جائت بكل تلك الشجاعة لمواجهته؟ لا تعلم... لكنها احست بشعور جيد!
اطبق مارسيل اصابعه بكل ما يملك من قوة حول عنقها النحيل وضغط دون رحمه. لو لم تكن تشاستين مصاصة دماء لماتت بالتأكيد في اول ثلاث ثوانِ او حين تحطم انبوب الهواء تحت يده كقصبة بالية.
لم تحاول ان تقاومه ولم ترفع يديها لأبعاده حتى، بل نظرت في عيناه التي غطتهما اكليل من الغضب الذي لم ترَ سببه حتى...
اغمضت عينيها بدورها ثم شعرت به يدفعها نحو الجدار المقابل بسرعة خارقة لترتطم به وتسمع صوت تكسر بعض اضلاعها ، ثم صوت اغلاق باب غرفتها وقبضته الباردة مجدداً لتنقض على عنقها الذي تغير لونه الى البنفسجي الداكن...
- لم لا تقاومين؟
سألها من بين اسنانه ، ولكنها لم تجب، اكتفت بالتركيز على مكان مغلق في ذاكرتها يحميها من الالم الذي تشعر به الان ومن واقعها المرير الذي لا مهرب منه.
- اجيبيني...
همس لها هذه المره بالقرب من اذنها اليمنى ، فتذكرت كيف كان يستدرجها سابقاً بهذه الهمسات ليسمع ما يريد...
- لا فائدة...
قالت بصعوبة فهدأت النيران في عينيه بينما استولى عليه الارتباك:
- لا فائدة؟
سألها بعدم تصديق فقالت:
- اجل...لا فائدة...اعلم ...بأنك .. ستنتصر علي لا محاله......فقط انجز الامر...وارحل.
ينجز الامر؟...كيف له ان ينجز الامر، لقد ظن بأنها ستقف وتدافع عن نفسها، لم يكن مطلقاً يقصد ان يقتلها...فقط ......

مشعوذة الجنرال ( مارسيل )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن