...مَن أَنتَ؟...

1K 90 1
                                    

.
.
.
وقفت تشاستين امام نزل للبحارة بالقرب من رصيف الميناء وتطلعت على المكان. لقد كان اشبه بفندق رخيص مع حانة في الطابق الارضي يجتمع بها البحارة في الليل وينطلقون منه في الفجر.

مارسيل كان هنا، ذلك ما قالته لورين، وبالنظر الى الثمن الذي دفعته، لا يمكن ان تكون كاذبه.

من ناحية المشعوذة اقد اتمت جانبها من الاتفاق، حتى انها اخفت المعلومات عن سيدها وميكائيل وخاطرت بنفسها من اجل الخلود، لذا ستضع تشاستين المزيد من الثقة بها.

دفعت الفتاة الباب الخشبي للحانه ودخلت بعد ان تفقدت الفستان المهترئ الذي اعطته لورين لها لكي تختلط. لم تكن تشاستين لتقبل لكنها كانت مضطرة لذلك.

كان الفستان ذا الوان باهته من كثرة الغسل وفاضح من منطقة الصدر وبدت تماماً كبائعة الهوى بعد ان حركت شعرها لتبرز الخصال الفضية بشكل مجنون من جميع الاتجاهات.

بدت ان خطتها قد نجحت حين دخلت ولم يلتفت اليها احد من البحارة وسارت الامسية دون ان يتحرك احد بأتجاهها فالجميع كان مشغول بالكلام والغناء والمشاجرة وشرب الكحول بشكل مبالغ فيه.

جلست تشاستين على احد الطاولات الصغيرة وطلبت كأس من الجعة لكي تختلط وتختبئ خلفه وتنصت لما يدور في الارجاء.

في بادئ الامر احست بالملل ثم بلسعة الخيانه بعد ان مرت ساعتين دون ان يظهر مارسيل او يتحدث اي احد عنه واستمر الوضع على هذا المنوال حتى دقت الساعه الثانية عشر من منتصف الليل.

استسلمت تشاستين وكادت ان تنهض وتغادر لتعود الى القصر لتجعل لورين تتذوق القليل من الغضب الذي كانت تشعر به وفي تلك اللحظة رفعت عينيها الى السلالم التي تؤدي الى الغرف لتشاهد مارسيل وهو ينزل ببطئ ويتجه الى الخارج دون ان ينتبه له اي احد وانسل في الظلام كأنه احد الضلال.

تسمرت عيناها عليه وهي تتذكر اخر مرة رأته فيها والالم الذي تسبب به، حتى شعرت بغضبها يسيطر على جسدها وبأطراف اصابعها الدافئة تعود للبرود مجدداً وهي تنظر اليه.

اغتنمت تشاستين هذه الفرصة وذهبت خلفه وهي تتسائل لماذا كان يسير ببطئ ملحوظ وبدا الضعف والشحوب على وجهه اكثر من ذي قبل.

حين خرجت ولاحظت القمر الذي اخذ يسطع على البحر الواسع امامها ويعكس نوره على ما حولها. تمهلت قليلا واخذت تنظر في الارجاء لعلها تلمحه او تسمع صوت تحركاته وما ان وصل سمعها صوت انتحاب على نهاية الرصيف حيث التقت الاشجار بضفاف البحر..

كانت دقات قلبها تتسارع وهي تتجه نحو الصوت، هل كان ذلك مارسيل؟ سارت بحذر وهدوء وما ان رأت هيئته من بعيد حتى تأكدت شكوكها.

مشعوذة الجنرال ( مارسيل )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن