.
.
.
.
اغلق ميكائيل باب مكتبه بهدوء واتجه ليجلس على كرسيه وهو يحدق بكريستن:
- تعلم بأني احترم شكوكك.
قال له وهو يضع كفيه على سطح المكتب:
- خاصة بعد ما جرى مع بيكاسوس...ووجود متطفل في القصر، لذا اخبر...
- لا اعتقد ان هناك متطفل في للقصر...
قال كريستن وهو ينظر الى العدم...
- كل شيء كان امام اعيننا طوال الوقت!
- ماذا تعني؟
سأله ميكائيل وهو يحاول التسلل الى عقله دون جدوى:
- الا ترى؟!
كانت ظلال الملك قد بدأت تنساب من احباطه واجاب:
- كيف لي ان ارى والجميع يتعلمون كيفية رفع الحواجز حول عقولهم؟ لن اتفاجئ اذا وجدت الخدم على علم بهذه المقدرة!
تراجع كريستن قليلاً واراد ان يبادر بالاعتذار ، لكن لم؟ فقط لانه اراد بعض الخصوصية؟
- انها ميراج...
- بحق السماء، كريستن هل تسمع نفسك؟ كيف لميراج ان تكون المتطفل؟!
- انت لا تفهم!
قال كريستن وهو يضع كفيه الخاليتان من القفازات امام ناظري الملك ليثبت حقيقة اقواله:
- لقد رأيته! انها تحمله!
بدا الملك مشدوهاً وهو ينظر بين يدي كريستن ووجهه، ماذا كان يقول؟
هل يحتمل ان يكون ذلك صحيح؟ لا شيء مستحيل، وبسبب قدرة ميراج على اغلاق محيطه عن العالم الخارجي كان من غير الممكن له ان يعلم حتى لو اراد...
.
.
ثم بدأ يتضح كل شيء...
.
.
حين وصل الى القصر...
حين شعر بوجوده واقترابه منه بعد ان وصل الى غرفة زوجته وكيف اختفى كل شيء حين مكث الى جانبها ...
- اتعلم ما يعني ذلك؟!
قال كريستن وابتسامته تشع عبر وجهه المظلم:
- ميكائيل ستصبح ا...
- لا تقل ذلك.
قال ميكائيل مقاطعاً بعد ان نظر الى قريبه وهو يقطب حاجبيه:
- لا تقل ذلك. لا نعلم من قد سيسمعك.
- اذن فليفعلوا! هذه اخبار ساره الا ترى!
- كلا.
اجاب الملك بهدوء وهو يقف من كرسيه ويبدأ بالتجول في المكتب كالقط القلق:
- لا يمكن لاحد ان يعلم بهذا الامر اتسمعني كريستن؟
بدا كريستن غير قادر على تصديق اذناه! ماذا بحق الجحيم كان يفكر قريبه؟!
- تباً...
همس ميكائيل ولوهله كان قريبه يشك بما قد سمعه فعاد ما قال بصوت غاضب:
- تباً!
ورمى احد الكراسي التي قطعت طريقه بأتجاه الحائط ليتحطم ويعود ليصبح مجرد كومة باليه من الخشب...
ثم مرر اصابعه فوق رأسه وخلال خصلاته السوداء بقوة وبأحباط حتى كاد ان يقتلعه، كيف حدث هذا الان؟ هذا كل ما فكر به.
- حسناً...انا اعلم بأنك قد تكون غير مستعد ولكن هذا كثير...
قال كريستن ثم اكمل:
- لقد توقعت بأنك ستصرخ من الفرح لا من الغضب...
- الفرح؟!
قال ميكائيل وقد انزل يديه من شعره ونظر الى قريبه بعينين حمراوتين قاتمتين:
- اي فرح هذا يا قريبي؟! اين سيكون الفرح حين سيعلم بيكاسوس بالامر؟! او المتمردين؟! ماذا ستكون خططهم حين سيعلمون بأن الملك قد اكتسب نقطة ضعف لا يمكن ان لا تستغل من قبل كل من هو ذكي ومقتدر!؟!
أتتخيل كم سأسمع من الافكار السلبية والمؤلمة للتخلص منها او فقط من اجل النميمة عنها؟! اتتخيل ماذا سيحدث حين لو عاد بيكاسوس من اجلها؟ الا ترى ماذا يفعل المتمردون من اجل هلاكي؟ على الرغم من تخلصنا من فجر لكن السحرة كثيرون! ماذا لو اصابت لعنة ما ميراج؟! او الجنين؟ ماذا لو اصبح مثلي يا كريستن؟!
- وماذا لو اصبح كذلك؟
قال قريبه وهو يقطب حاجبيه واكمل:
- الا تشعر بالسعادة الان؟ الا تريد لوريثك ان يشعر بها؟
- بالطبع اريد!
قال ميكائيل بيأس واعاد:
- بالطبع! لكن لا ارغب ان تمر القرون ويصبح وحيداً مظلماً دون امل للحياة!
- انت تفكر كثيراً.
اجابه كريستن ثم نهض ليضع يده على كتفه:
- لم لا تتمتع بسعادتك قليلاً؟ اذهب وشارك زوجتك هذه الاخبار وشاهد كيف ستكون...حينها لن تفكر بهذا الشكل المهووس.
لم ينتبه الملك لخروج قريبه حين حدق بأحد اللوحات التي تحمل وجه والده عليها ...
ماذا فعل والده حين علم بأمره؟ أكان سعيداً ام بائساً ؟
تباً...
كان عليه الان ان يخبر ميراج...
.
ميراج...
.
لم ينسى كم كانت صغيرة بالاضافة الى انها مصاصة دماء حديثة الولاده...ماذا لو خرج كل شيء عن السيطرة...
كيف سيعود ليواجهها؟...
مرر يده على فوق شعره للمرة الاخيرة وخرج من المكتب ليتجه نحو الحديقة ويسير عبر النهر نحو القرى التي احاطت بالمدينه...كان لابد له من اخذ جولة لتصفية افكاره قبل عودته ...
.
.
.
.
في تلك الاثناء لم تتمكن ميراج من النوم، كانت تتقلب في فراشها يميناً ويساراً وشعرت ان هناك خطباً ما...ميكائيل كان يعاني من خطباً ما، انه منزعج وغاضب...
شعرت بالخوف تجاه تشاستين ومارسيل، فلطالما كانت تشجعهما منذ البداية بالرغم من الالم الذي تسبب به مارسيل لصديقتها لكن لا بأس بذلك...فالحب لا يعرف حواجز كالوقت والزمن...وخير مثال على ذلك ،وهي وميكائيل...لقد انتظرها قرون بينما لم تعلم هي بوجوده اساساً...
ميكائيل...
ذلك الملاك المظلم الذي غير حياتها بالكامل واعطاها فرصة لاختبار الابدية الى جانبه...
استلقت ميراج على ظهرها ونظرت الى السقف ...بعد ان فكرت بالامر جميع من في القصر كانوا كالملائكة المظلمين...عدا كارلوس بالطبع وبيكاسوس...
لم تتمكن من مقاتلة لسعة الدموع التي شعرت بها حين فكرت بالطبيب الخائن...
لقد اشتاقت له...
بالرغم من مرور اشهر قليله الا انها شعرت بها كالسنوات...
ارادت ان تراه وتلتقي به...
ارادت ان تشعر به الى جانبها...
فهو كان كالنور الذي يحميها ...
لا تزال الذكرى جديدة في مخيلتها...كيف انقذها من المتمردين...صوت انينه وهو يحتضنها ودموعه التي لسعت جبينها وكيف هلمَ لعلاجها متناسياً نفسه واصابته...
بيكاسوس كان جزءً من عائلتها... ولا تستطيع ان تنساه او ان تغضب منه لوقت طويل...
ربما لانها احست بأن ما فعله ميكائيل بعائلته امر غير منصف...لهذا تقبلت ما حدث...تقبلت ان تدفع حساب ميكائيل بنفسها فقط ليصبح بمأمن...
مر الوقت وميراج مستلقية ، كقطعة حطام طافية في البحر...متى سيعود؟ فكرت في نفسها...لقد تأخر واحست بالحاجة اليه بشكل ملح هذا اليوم، خاصة بعد شعورها بمشاعره المتصارعه...
ولحسن حظها ، لم تنتظر وقتاً اطول...
سمعت صوت خطواته تقترب وبالبهجة تغمر قلبها ثم تحرك مقبض الباب ودخل ميكائيل بحذر من اجل ان لا يوقضها:
- ميكائيل...
همست بأسمه وهي تجلس على السرير بحذر...
- صغيرتي...
اجاب وهو ينظر اليها بعيون حزينه...:
- ماذا جرى لك؟!
قالت بعد ان رأت ثيابه التي مزقتها اغصان الاشجار والخدوش التي بدأت تلتئم على خديه وذراعيه:
- يا اللهي...ماذا جرى...
اعادت مجدداً بهمس وهي تنهض لتتجه له بضعف وتستند على ساعديه:
- لقد علمت ان هناك امرا ما! كان يجب ان الحق بك!
- ميراج...
همس وهو يلتقط وجهها بيديه.
- حبيبتي... اهدئي...اهدئي...
قال بصوت لطيف وهو يقبل جبهتها:
- لقد خرجت الى نزهة حول الغابة لا اكثر، كل هذ بسبب الاشجار وبعض الطيور المجنونة...
اخذت ميراج تفحص جسده بحذر ولولا ملاحظتها للأوراق وقطع الخشب الصغيرة العالقه في ثيابه لفزعت بالتأكيد.
- دعيني اخذ حماماً واغير ثيابي، سأتي الى جانبكِ بعد قليل.
قبل جبهتها مجدداً وارشدها الى الفراش تاركاً اياها في حيرة من امرها...لقد ذهب ليحادث كريستن، ماذا كان يفعل في الغابة؟
سمعت ميراج صوت المياه من الحمام وبقيت تنصت اليه حتى توقف تدريجياً بعد قليل وخرج ميكائيل مبلل الشعر مرتدياً قميصاً ابيض فضفاض وبنطال نوم اسود اللون...
كيف كان لشخص ان يصبح انيقاً حتى في منامه؟...
- ان النهار يبزغ...
قالت ميراج وهي تلاحظ اطراف الشمس المزعجة تطلع شيئاً فشيئاً وقطبت حاجبيها.
لاحظ ميكائيل ذلك واتجه ليغلق الستار خوفا عليها ثم انضم لها في السرير ويلملم جسدها برفق ليضعه بين ذراعيه بحذر ويسند رإسها على صدره.
- ميكائيل...
همست ميراج... وتبا كم احب اسمه حين نطقت به بهذا الصوت الناعس...
- اخبريني حبيبتي...
- ماذا حدث؟
قالت له وهي ترفع رأسه لتقابل عينيه...
- مع كريستن...ماذا حدث؟ لقد شعرت بك...كنت تتألم تارةً وتغضب تارةً اخرى...
تصلب ميكائيل تحت يدها التي حطت على ذراعه...لم يكن بأمكانه ان يكذب عليها ، فهي ستشعر به دون ادنى جهد...
-هل ستكون تشاستين على ما يرام؟
كيف بأمكانه مقاومة تلك اللمعة في عينيها؟
تنهد بصعوبه وقال :
- بالطبع ستكون على ما يرام، لا تقلقي.
- هذا جيد...
قالت براحة ثم عادت لتحرك يدها فوق ذراعه بحركة مهدئة ارسلت في جسده العديد من الشرارات الكهربائية والتي رحب بها دون ملل، لذا اغمض عينيه وركز على ذلك الشعور:
- هناك شيءٌ اخر...
فتح ميكائيل عينيه مجدداً بعدما سمعها تتحدث:
- الن تخبرني؟...
ضمها ميكائيل اكثر اليه بعد تردد وقال وهو يتكئ بذقنه فوق رأسها:
- قريباً ... سأخبركِ قريباً...
ثم سكت بعد ذلك ، ليظهر بأنه لا يريد التحدث اكثر...
لا احد يعلم ما كان يجول في عقل الملك تلك الليله واو ماذا سيفعل، لكنه بالتأكيد لم يكن ليجلس ويشاهد من حوله يتناقلون اخبار عائلته حتى تصل الى الاذان الخطأ...
.
.
.
.
يتبع...
——————————————————————————————————
*اعتذر عن التحديث المتأخر بس جاي اواجه صعوبه مع القصه والكثير من الاحيان افكر اتركها 🤦🏻♀️
لهذا السبب جاي احدث القصص الثانيه ومخططه انزل روايه جديده اسمها ** سَديم ( أحببتُ خائنة)**
اتوقعها راح تكون احلى من هالقصه بكثير لان صارلها فبالي سنه تقريبا وانا اخططلها. راح تكون مجرد نظره اوليه او جزء واحد ما بين اكمل هالقصه و قصة الجندي.
كثيراً مشكوره لصبركم وان شاء الله ما يخيب ظن احد❤️
أنت تقرأ
مشعوذة الجنرال ( مارسيل )
Vampiros****مكتملة**** مارسيل.. حبها الذي دفنته تحت انقاض ماضيها.. حدادها الذي استمر لمائة عام.. وحزنها الذي وشحها بالسواد منذ الازل... او هذا ما ظنت به.. حين يُبعث مارسيل مجدداً للحياة على هيئة الد اعدائها تجد تشاستين نفسها بأمس الحاجة للهروب منه وتبقى ممز...