VOTE + COMMENT = ❤
_______°^°________°^°__________°^°_____السَادِسة صَباح أحدِ أَيام الأحدِ يرتفِع صوتُ Camila Cabello لـتُعلِن موعِد استيقاظ "ياسمين" وهي تقوُل
I'm just looking for some real friends ..
All the ever do is let me down
وَكأنَّها بِـذلِك تُعبِر عن تعاستِها غير الموجودة، تشعُر بِالوحدة على الرغم من وُجودِ أحدِهم بالفِعل جانِبها، ورُغم أنَّها شَخصيًا تَعرِف أنَّها صَديقتُها المُقرَّبة ولكنها تُنكِر ذَلِك!
أيامُ الأحدِ المُفضَلة لَديها، إِجازاتُها في باريِس .. كُل أحدٍ يكون عِبارة عن مَرح .. مَرح .. مَرح مرةٍ أُخرى .
استيقظَت وَ كَالعادة امتنعَت عن تَناولِ الفطورِ مع "چُوليانا"، فتاة ثَلاثينية رائِعة، كَـما المثلُ المِصري 'اسم على مُسمى' .. چوليانا في الفِرنسية تَعني الصَبيَّـة الحَسناء ذات القوامِ الجيِّد والشعرِ الطَويِل، هَذا الاسم مُشتَق مِن قَبِيلة رَومانيَّة كانَ رِجالُها مَعروفِين بِـالشعرِ الطَويِل، وكأنَّ الاسم خُلِق لَها!
تَعرَّفت "ياسمين" عليها في غُرفِ الدَردَشة في مِصر وأَصبحتا صديقتين بِـمرور الوقتِ، اقتنعَت "ياسمين" منذُ زمن أنَّ أصدقاءَ الإنترنِت هُم الأَفضل .. الأَوفى و الأَبقى، بعدما خذلتَها أكثَر مِن صديقة أو مَن اعتبرتهم صديقة، وعِندما أنّهت كُلية الهَندسة في القاهِرة تَحديدًا جامِعة عين شمس هَرعت إلى لِقاء صديقتِها الحَبيبة في باريِس !
بَاريَس .. الحُلم الجَميل لأي شَابٍ أو شَابَـة، الهدف الذي يَسعى الكثير مِن أجلِه ولا يَصِل له سوى مَن إمتلَك المال فقط! عندما تُذكَر باريس تتذكَر وبصورة خاصٍة بُرج 'إيڤل' الشاهِد الأول على حُب العُشاقِ، مَعشوق 'ياسمين'، تَمنَّـت أن تُغادِر إلى باريِس بِـسرعة حتى تَراه، ملَّت من مُشاهدتِه في الأفلام الذي لا يأتي سوى شاهِدًا على القُبلة الأولى لأي حَـبيبين، أرادت أن تشرَب تِلك القهوة الفرنسيَّة التي لَطالما سمعَت عنها في الرواياتِ !
تُرى ما الفرق بينها وبين قهوة "عمِّ سيد"؟
أن تمشي تحت المطرِ الباريسيِّ الذي له طعمٌ آخرٌ، مؤكد لن تهرَب هَذه المرة حتى لا تبتَل، لِـتبتَل ولِـيشتعِل العالَم !
سافرَت ياسمين إلى چوليانا، لم تتعرَف عليها بِـسهولٍة ولَـكنَّها أحسَت بِـشئٍ مِن دفء مُحادثتِهما يُحاصِرها، تِلك الفتاة البسيطة التي ترتدي ملابس أبسَط مِنها ولَـكنَّها جَميلة وتحمِل لافِتة صغيرة كُـتِب عليها بِـلُغة عَربية سيئة 'أُريد چاسمين' وكَأنَّـها تتذمَر فُقدانَها صديقتِها المُـقرَّبة لِـسنواتٍ عَديدة .
مَرت بِـالفعل سِت سنوات و "ياسمين" تعمَل في العاصِمة الباريسيَّة الأكثَـر مِن مُذهِلة ، وبِـالرغم مِن ذلك إلا أنَّها كلما خَرجت تكتشِف شيئًا أكثَر روعةً يجعَلها لا تندَم ولو لثانية أنَّها جاءَت هُنا، عملَت في وظائِف عديدة جدًا حتى نسيت أنَّـها حاصِلة على بَـكالوريوس هَندسة أصلًا! أرادَت أن تعمَل بـ شهادتِها في العاصِمةِ الأقرب إلى قلبِها لكن .. لم يُحالفها الحظ .
أما بِـالنِسبة لِـصديقتها "چوليانا" أو كما تُحِب أن تُناديها " چوليا " فهي رائِعةٌ حقًا، ولولا إِقتناعِها بِـأنَّه لا يُوجَد أحدٌ كامِل لَـأقسمَت أنَّها المرأة الأَكثر كَمالًا في العالَم ! وأكثَر ما يُثير دَهشة ' ياسمين ' بِها هو اعتزالِها لجميع أنواع الرِجال قائِلةً لها ناصِحةً
- جميعهم خائنون!
حتى اقتربَت ياسمين مِن الوصولِ لِـنفس النُقطة بعدما عاشَت معها سِت سنوات فأكثر .. دائمًا تكون هي الشخص الذي يعتذِر لها عن سوءِ العالَم حولها بـمُجرد "عناق" منها، أيضًا هي من تكفَلها كُل تِلك السنوات دون أن تشتكي .. هي حقًا إمرأة رائِعة !
استيقظَت ياسمين بضجرٍ كالعادة، بينما تستمِتع لأُغنيها الصباحيَّة المُفضَلة نادتها " چوليا " لتأكُل ولكنها رفضت قائِلة
= سآكل خارجًا، أُحبكِ!
ثم خَرجت مُعلِنة عودتها بعد عشرِ ساعات على الأقل، عملُها الجديد مُتعِب جدًا، تعمَل الآن مع أحد طواقِم المكياچ لِـلبرامِج التِلفزيونية جعلوها تَضع المكياچ لِـلضيوف !! هه !!! بعد أن كانَت مُهندسة أصبحت "كوافيرة" بـِلغة بلدها .. يالسخرية الأقدار!
عليها أن تنسى كُل ذلك الآن لتفرَغ لنفسها .. لها هي فقط .
دخلت أحد المطاعم التي اعتادَت أن ترتادها أيام عُطلتها، ذهبَت إلى طاولتِها ثم طَلبَت طعامَها المُفضَل وبدأَت تأكل، عَشرة دقائِق ثُم رنَّ هاتفها نظرَت له بِـيأس ثم ردَّت بينما تعرِف غرضَ المُكالَمة بالفِعل
=مرحبًا؟
- نريدكِ هُنا!
= اليوم عُطلتي! ألا ترى ذلك؟
- المُخرِج غاضِب جدًا و ..
لِتشعر بأحدِهم يأخذ الهاتِف مِنه
- تعالِ فورًا!!
= لا أستطيع ..
- الثانية بالدقيقة سأجِدكِ أمامي.
وينغلِق الخط .. لِـتذهب .
أنت تقرأ
أحبـبتُه بَـاريسيًا
Romanceوعادَ مشهد الإعتراف مرة أخرى تركَ مالِك يدها وأخيرًا ليتجِه لشاشة التلفاز ويُوقِفها عِند ذلك المشهد ليعود ويجلِس بـقُربها ويقول - هُنا تحديدًا .. ماذا قال ؟ أيمزَح معها ؟ كيفَ ستقول له أنه قال " أُحبك " وهو في ذلك القرب ! هل ستنظر في عينيه الخضراو...