MAYBE..♥️

2.1K 213 30
                                    

كانت تُحاوِل ألا تُفكِر كثيرًا في تِلك الشهور الماضية فَكُلما فعلت وددت لو أنها تجري إليه الآن وتُعانِقه .. ذلك العِناق الذي يجرؤ على مسح شهورٍ مِن الألم والحُزن !

خرجت ليلًا مُتجاهِلة إتصالات مالِك المُتتابِعة فَهي حتى الآن لا تعرِف ما إن كان يتذكَرها ويُمثِل العكس هو الآخر أم أنه فقط مُجرَد بائِس آخر لِحادِث لعين ؟!
جلسَت في غُرفة الضيوف حيثُ والدتِها وچوليا ، لم تجرؤ الأُخرى على مُحادثتِها منذُ شاجرَت والدتَها فَما هي إلا مُجرِمة أُخرى في قضيتها ومالِك .

إنقضت عدة ساعات بالفِعل قبلَ أن تهِم ياسمين إلى غُرفتِها لكِن كلمات والدتها أوقفتها عِندما قالَت

- يومين و هنرجَع على مصر !!

كان الأمر يميل أكثَر إلى كونِه أمر وليس إستشارة ! فَـ قالت ياسمين

= وليه نون الجمع دي؟ وإنتِ ليه أصلًا يا ماما هترجعي ؟ ليكِ إيه هِناك ؟

- نون الجَمع عشان أنا مش هَسيبِك هِنا لوحدك !
ليه هَرجع؟ لإنها مش بَلدي ولا بَلدِك إنتِ كمان .. إنما ليا إيه هِناك ؟؟ بيتنا يا ياسمين نستيته؟


= البيت اللي شَهد على كُل حاجة وحشة حصلتلنا ..
البيت اللي شَهد على موت إخواتي الصغيرين قُدام عيني وأنا عاجِزة مش قادرة أعملهم حاجه ؟ البيت اللي عرفتِ فيه إن الشخص الوحيد اللي حبيته خانِك وراح لِتانية ؟ البيت اللي جيراننا محدِش فيهم بيودِك ؟ البيت مش المكان اللي إتولدت فيه .. البيت هو المكان اللي حسيت فيه إني على طبيعتي وإني ولأول مرة هكون حُرة !



- أنا قولت اللي عندي ، إنتِ راجعة معايا !

خرجت ولم ترُد على والدتها ، لا نستطيع الإنكار أن ياسمين وبرغم كل ذلك إلا أن جُزء منها إشتاقَ لِبلدِها الأم ، حتى إن تقدِر على العمل الذي لَطالما تمنته هُناك حتى وإن سُلبَت كُل ما تُحب هناك ، حتى وإن لم تحظى بذاك الحُب الأول الذي تمنته ، لكنها إشتاقَت لِتلك البلد على كُلٍ .

مِصر وبكُل ما يُعيبها إلا أنها تَظل الأحَب إلى قلوبِ مواطنيها !🖤

دخلت لِـتكمِل دائرة النوم اللانهائية مُنذ حديثها الصباحي مع والدتِها ، نامت مُتجاهِلة إتصالات ورسائِل مالِك للمرة العشرين رُبّما ؟ لم تعرِف لمَ تتجاهله بالضبط ! بالتأكيد هو الآخر ضحية أُخرى لِمؤامرات والدتِها وچوليا فَـلمَ تِعامِله وكأنه مُجرِم؟!


إستيقظت صباحًا وقد عزِمت أن تَقضي اليوم بِرفقته ، لِيكُن ذلك هو اللقاء الأخير !؟ أو الأول ؟
أخبرت والدتَها التي رفضت أن تُكلِمها بِكلمة واحِدة حتى ، لكن في داخِلها كانت تكره ذلك ، كانت تكره أن تُعامِل ابنتها  الوحيدة بِتلك القسوة ولكن أحيانًا تُصبِح القسوة هي الحل الوحيد والأوحَد !

أحبـبتُه بَـاريسيًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن