كان مالِك يستمع لها وفي عينيه نظرة فخر غريبة لو رآها أحدٌ ما لـقال أنهم واقعون في الحُب منذُ زمن ! بعدما انتهت قرر أن تكون هذه هي الفكرة التي يعملون عليها وكانت قد أثارت إعجاب الموظفين بـحق وأدركوا أن ياسمين موظفة لا يُستهان بها ولا بـقُدراتِها ، ظلّ مالِك مُمسِكًا بيدها حتى انصرف الجميع وعاد ينظُر لها بـحُب دقائق حتى قال
- أيُـمكنني أن أنظُر إليكِ هكذا عِندما تكون وحدنا ؟
هل سـترفُض مثلًا عرضًا كـهذا ؟ لكن يجب أن تُرضي كِبرياءَها على الأقل . قالت
= بالطبع لا
ضحك وترك يدها وقام مُنصرفًا لكنه فجأة استدار لها وقال
- هل تُريدين أن نمشي قليلًا ؟= حسنًا
- هيا ، تعالي !
ذهبت ومشت بجانبه بينما تضع يدها في جيوبِها لأنها شعرت بالبرد نظر لها وقد لاحظَ مدى قِصرها وقال
- بالمُناسبة ، لا تُغيري مظهرك كثيرًا
= كيف ؟
- أقصد .. أنتِ رائعة هكذا لا تحتاجي إلى أي شئ آخر
نظرت بدورها إلى ملابسها التي يقول عنها رائعة وقالت
= هكذا ؟
وانفجرت ضاحكة ثُم قالت
= حسنًا حسنًا لن أُغيرها على أية حال
وأكملا مشي ثُم توقفت وأشارت له على مكان ليجلسا عنده وعندما جلسا سألته مُباشرًة
= هل تحدثت مع والدتي؟- همم نعم
= شكرًا لك
- لا يهُم ، أردتُ فقط أن أشعُر وكأنني أمتلِك عائلة حقيقية ولو لمرة !
صمتت قليلًا عِندما أصبح الجو أبرد ثُم قالت
= يُمكنك اعتباري عائلتَك أيضًا ، ليس الأمر وكأننا عرفنا بعضنا من الشركة فقط .
- هذا أكثر شئ مُريح قد أسمعه !
بدا أجمل في برد الشتاء ، لمعت عينيه بشدة و وجهه أصبح لطيفًا أيضًا وملابسه التي تُشعرك وكأنه شخصٌ مألوف عرفته لـمئات السنين ، لكن ملابسه كانت خفيفة جدًا بالنسبة إلى ذلك البرد فقالت له
= ألا تشعُر بالبرد ؟
هزّ رأسه نافيًا ثُم أكمل
- مُنذ قليل ، كنت أشعر بالبرد لكني حين أمسكتُ يدك شعرتُ وكأنه ذهبَ حقًا ولاحقًا عِندما تحدثتِ عن فكرة التطبيق الذي تُريدين صُنعه شعرتُ بـدفءٍ غريب .. كانت عيناكِ تلمع بطريقة رائعة لا تُدركيها أنتِ وأعجز عن تجاوزها أنا !
شعرت بالخجل الشديد عِندما تقابلت عيناهُما في مِثل ذلك المكان ، أدارت ياسمين وجهها لـتنظُر في الجهة الأُخرى فـأدخل يده لـيُمسك يدها فـنظرت له بـسرعة فقال
أنت تقرأ
أحبـبتُه بَـاريسيًا
Romanceوعادَ مشهد الإعتراف مرة أخرى تركَ مالِك يدها وأخيرًا ليتجِه لشاشة التلفاز ويُوقِفها عِند ذلك المشهد ليعود ويجلِس بـقُربها ويقول - هُنا تحديدًا .. ماذا قال ؟ أيمزَح معها ؟ كيفَ ستقول له أنه قال " أُحبك " وهو في ذلك القرب ! هل ستنظر في عينيه الخضراو...