إذا إستيقظت في أحد الأيام ووجدتَ أنك فقدت ذكرياتك لِـ اليوم السابق بالطبع سَـتُجن وتبدأ في محاولات عديدة آملًا أن تتذكر رُغم أنه يومًا واحدًا فقط ومِن المُحتمل ألا يكون حدثَ به الكثير ! لكن الفكرة ذاتِها مُرعبة !!
إن حدثَ ونسيتَ أحدهم كان يعني لكَ الكثير بالتأكيد سَيُعاني ذلك الآخر ، لن يكون من السهل أبدًا أن يُعامل كما لو أنه لم يأتِ يومًا لكنك سَتُقابله بِـمشاعر باردة ليس لأنك حقًا ذو مشاعر مثل تِلك لكن لأنك لا تتذكر حقًا ورُبما لن تعودا كما السابق أبدًا ..
لكن ، دعني أسأل !
ما الذي سَيحدُث إذا فقدَ اثنين ذاكرتَهما ؟ إن إستيقظا ذات يومٍ ووجدا أنهما فاقدين تِلك الحُجرة في تِلك الذاكرة .. تِلك الحُجرة التي لَـطالما احتوت ذكرياتهما معًا وفُوجئِا أنهما لا يتذكران أي شيء عن بعضهما البعض وكأنهما لم يحدُث وأن تقابلا ؟ مؤلِم جدًا ، أليس كذلك؟!
دخلَ ذلك الرئيس الذي بدأ ينتظم أخيرًا في عمله منذُ لا يزيد عن أسبوعين فقط ، كان يبدو مُختلفًا ليسَ فقط بـشأن تِلك الندوب التي ظهرت مؤخرًا بسبب الحادثة التي وقعت مُنذ ثلاثة أشهر تقريبًا ، كانت هالته مُختلفة عن السابق وكأن تِلك الحُجرة التي فُقدت أثرت عليه وكأنه يفتقد شخصًا لا يعرفه ولكن ذلك الإحساس يستمر في الظهور !
- أين ملف اللُعبة التي نعمل عليها ؟
سألَ بِـنبرة غاضبة موجهًا سؤاله إلى تِلك المُساعدة التي تقف أمامه
= إحدي المُبرمجين أخذَ المـلـ...
- أُريده أمامي !
لم تفهم هل يُريد الملف أم المُبرمج؟
= أتقصِـ..
- حالًا !!!!!
صرخ بِصوتٍ عالٍ وصلَ إلى مسامِع تِلك الموظفة العائدة من إجازة دامت طويلًا بسبب حادثتها ، أخبرتها والدتها أنها كانت تسير في الشارع بينما صدمتها حافلة مما أدى إلى إختفاء بعض الذكريات الـغير مهمة _ كما تقول چوليا _
كانت تجلِس على مكتبها عندما جاءت مُساعدة الرئيس تحمل أخبارًا غير سارة قائِلة
- الرئيس يُريد الملف الخاص بِـ اللُعبة مع المُبرمج الذي يعمل عليها ! الآن !!!
نظرت ياسمين حولها مُتسائِلة عن ذاك الموظف الذي يبدو وكأن يومه الأخير هو اليوم والحقيقة أن ذلك الموظف لم يكُن أحدًا غيرها ! بحثت بِـعينيها عن أي شخصٍ يبدو خائِفًا ولو قليلًا كي تعرف مَن هو لكن كانت أنظار الجميع مُتوجهة نحوها ، نظرت لهم بعيون مُتسعة وإبتسامة مُرتعشة تتخلل شفتيها .. إبتلعت ريقها قبل أن تنظُر إلى رئيس القِسم الذي قال
- لقد كان ملفك قبل الحادثة !
= لكني كُنت في إجازة لِشهرين !!
أنت تقرأ
أحبـبتُه بَـاريسيًا
Romanceوعادَ مشهد الإعتراف مرة أخرى تركَ مالِك يدها وأخيرًا ليتجِه لشاشة التلفاز ويُوقِفها عِند ذلك المشهد ليعود ويجلِس بـقُربها ويقول - هُنا تحديدًا .. ماذا قال ؟ أيمزَح معها ؟ كيفَ ستقول له أنه قال " أُحبك " وهو في ذلك القرب ! هل ستنظر في عينيه الخضراو...
