8..

3.1K 274 107
                                    

ذهبَت العمل جائِعة وهي تحمِل عُلبَة الطعام لِـرئيسها الذي هو فقط مِن الأمس أصبحَ صديقُها . دخلَت الشركة ووجدَت الجميع مُلتَف حول شخص ما ، حاولَت السير بينهم علَّها تعرِف ما الأمر وعِندما وصلَت وجدَت شخصٌ بَدا مَألوفًا للحظة الأولى .. آاه إنَّه الرئيس الكبير " والد مالِك " كانَ يصيح بهِ وكُل ما يفعَله مالِك هو النظر في الأرض وكأنَّه إرتكبَ جُرمًا ما ! وما إن رأى وجه ياسمين وَسطَ الجُموعِ إندفَع وسط الزحام وأمسَك يدها وذهبَ بها إليه قائِلًا

- إنَّها هُنا مُنذ شهرين فقط ، إسألها !!

تفاجَئ ذلك الرئيس ونظرَ لها بتفقُّد وقالَ


- ما اسمُك ؟

= ياسمين .

- في أي قِسم ؟

- ألعابُ الڤيديو .

- هل تأخرَت رواتبكُم أكثَر مِن يومين ؟

= لا !

نظرَ له بنفس النَظرة وياسمين لا تفهَم شئ سمعَت مالِك يَقول له

- هل إكتفيّت ؟ شأُغادِر .

وإنصرفَ وسط نداءَات والِدهُ الكثيرة وضَجيج العُمال الذي لا يَهدأ ! ذهبَت ياسمين إلى مكتبِها ووجدَت الجميع ينظُر لها بسُخرية وتكلَّمت إحداهُن

- الآن فقط نفهَم لمَ أصبحتِ رئِيسة القسم بتِلك السرعة !

= ماذا تقصِدين ؟

فردت أُخرى كارِهة لها


- ألم يسحبكِ الرئيس فجأة وكأنكِ حبيبتهُ ؟ ماذا يوجَد بينكما !

إنفعلَت كثيرًا لذلك الكلام لَكنها لم تُرِد إفتعال شجار حتى لا يُخصَم من حافزِها ، فـإبتسمت بِـبرود وكأنَّ الأمر لا يَعنيها وجلسَت علة كُرسيها وقالَت


= لا دَخل لكِ في ذلِك.

فإشتعلَت الأُخريات غضبًا بينما هي إندمجَت في تصميم تِلك الشخصيات مُكمِلة ذلك العمل الذي توقَفا عِنده بالأمس . جاءَت الإستراحة ولم يُرسِل لها رسالة يُخبِرها أن تَأتي لِيعمَلوا معًا أو حتى ' كيفَ حالِك؟  ' ، قلقَت عليه وقررَت أن تذهَب إليه هي ، أخذَت عُلبة الطعام وتوجهَت إلى مكتبهُ .


لم تكُن من عاداتِها أن تستمِع لما يقولُه الآخرون لَكنها في المصعد سمعَت الموظفين يقولون جُملًا كثيرة جدًا لا تستطِيع إستيعابَها ، كـ أن المُدير التنفيذي يَكيد لأخيه المكائِد وأشياء كثيرة مثل تِلك ! لم تهتَم لهم وذهبَت لِمكتبه مُباشرًة ، طرقَت الباب عِدة مرات لكنهُ لم يأذَن لها الدُخول فتحَتهُ فـلم تجِده ، قررَت أن تنتظِره قليلًا وما هي لحظات حتى فُتِح البابُ .

لم يكُن مالِك كـعادَته .. كانَ جَسدًا بلا روح أو لَعلهُ فقدَها أيضًا ، لم يبتسِم حينَ رآها كَـكُل مَرة ، وكانَت عينياهُ حزينتان ذلك الحُزن على أزهارِ حديقتِه ، وذلك الحُزن الذي ينتابَك شعورًا بالبُكاء ما إن تَراه ، تمنَت أن تعود إبتسامتهُ إلى ذلك اليوم ، لِقائهما الأول الرائِع~. 

أحبـبتُه بَـاريسيًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن