9..

3.1K 252 75
                                    

9
لم تجِد حلًا إلا أن تُبادِله العِناق وتربُت على ظَهره بِخفة بينما تقول

= لم أفعَل شيء.


ظلَّت تردِد ذلك كثيرًا حتى تركَها أخيرًا وإنصرفَ ، دخلَت المنزل لتجِد چوليا نائِمة كالعادة فَـتستسلِم للنوم على غير عادتِها .

كانَ غريبًا جدًا ذلك الغَريب الذي تعرِفه منذ شَهرين فقط ، كان هادئٌ بِطريقة يُخبرَك بها أن تقترِب تمامًا كـلحن يجذبَك للنوم ، إبتسامتُه عالَم آخر وكأنه خُلِق ليجعَل عقلَها يُجَن!

سبقَ وحذرَتها والدتُها من الأغراب .. لَكنها وبشكل مُدهِش عِندما رأت ذلك الغريب رمت بكُل مبادئِها عرضِ الحائِط !

وكأنَّه جاء ليُغير روتين حياتِها القاتِل !!

ذهبَت إلى العمل في اليوم التالي وهي لا تستوعِب ما حدَث اليوم السابِق , كيفَ إحتضَنها وكيفَ ربتَت عليه !؟
وكأنَّها ثملَت مثلًا ! ذهبَت إلى مكتبِهُ مُباشرًة وعِندما وصلَت لم تجِده .. كَعادته يأتي مُتأخِرًا هذه الأيام تركَت له ملاحظَة


إتصِل بي .. لِلضرورة .

وتركتَها وذهبَت لعملِها ، عِندما رأى مالِك الملاحظة إبتسَم وقالَ لِـنفسه " إِنها شيءٌ ما !  " ، ثُمَّ إتصلَ بها وأخبر!ها أن تأتي فـرفضَت فأغلقَ الخط وذهبَ لها بِنفسه !

كانَ من غير المُعتاد بالنسبة للموظفين أن يَروا الرئيس يَمشي بأريحية في الشركة بينما يبتسِم لكُل من يراه ، وينهَر بِشدة أي شخصٍ ينحني له وكأنَّه يرفُض تِلك العادات ، شعرَ الموظفون بالأُلفة تجاههُ وإرتاحوا كونهِ تخلى عن أي تكليف !

إتجه مُباشرًة إلى مكتَب رئيس ياسمين وإبتسَم بينما حياهُ بحُبٍ قائِلًا

- هل يُمكِنني أخذ ياسمين لِلحظة؟

توتَر الرجُل وقالَ مُتلعثِمًا

- بـ..بالطبع يُمكِنك .

- حسنًا شكرًا لكَ !

لم تُركِز ياسمين كثيرًا على ضَجة زميلاتها فـالفرنسيات يُحدثِن ضجة على الـلاشئ ، وضعَت كُل تركيزها في تصميم تِلك الشخصية الرئيسية التي ترفُض أن تُصمَم ، وعِندما فردت ظهرَها كي تستريح قليلًا فُوجئت بالجميع ينظُر لها قالَت لهم

= ماذا يوجَد ؟

و لمسَت وجهها خوفًا أن يكون شيئًا مُلتصِقًا به ، لكنها شعرَت بأنفاس أحدهم الحارة تخترِق أذنَها

- ماذا تفعلين ؟

لتنظُر خلفها في دَهشة بينما أنتفَضت من مكانِها قاِئلة

= ماذا تفعَل هُنا !؟

- جئتُ لأخذكِ ..

لِمَ يجِب عليه قول الأشياء الرائِعة في الوقتِ الخاطِئ !؟

أحبـبتُه بَـاريسيًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن