مرّ اليومان بصعوبة شديدة على ياسمين ، أمضت أحدَهما في تجهيز حقيبتها والآخر نائمة لم تذهب إلى الشركة بعدما أخبرها مالِك أن تستريح في المنزل لكي لا تُجهد منه في الرحلة وأنها إن مرضَت لن يعتني بها 😂 ، جاء اليوم الذي انتظرته ياسمين كثيرًا أما چوليا فـأخبرتها أنها ستكتشف شيئًا جديدًا في شخصية مالِك بعد تِلك الرحلة ، تجاهلت أفكارها وانطلقت حيثُ مكان التجمُع ..
في تِلك الحافلة التي تحتوي جميع موظفي الشركة بِما فيهم الرئيس صعدت ياسمين ونظرت إلى الجميع بـابتسامة لم يُرَد عليها ، كان الجو صامتًا للغاية أشبه بأن تدخُل عزاء بينما تُدندِن أُغنيتك المُفضلة ! أشار لها مالِك مِن آخر مقعد في الحافلة لكي تأتي وتجلس بجانبه ، قالت له بينما تتوجه لذلك الكُرسي
= لماذا لا أجلِس معهم ؟
صمت قليلًا وقال بينما يجذب ذراعيها
- لأنني أُريدك بـجانبي !♡
لم يُخبرها أنهم رفضوا حجز مقعد لها ، اكتفى بأن يكذِب كذبة لطيفة على أن تُجرح مشاعرها ..
أخرجت هاتفها وسماعاتِها وبدأت تستمِع لِـأُغنية بدا أنها تُحبها ، نظر لها مالِك نظرة خاطفة ثُم لم يتمالك نفسه كي يغرق في تفاصيلها مرًة أخرى ونام بعدما اطمئن لِـملامحها الهادئة ، شعرت به فجأة يقع على كتفها ، لم يكُن كتفُها هو الذي آلمها بل كان قلبُها وكأنه يُصارِع وحشًا ما أو أنه يُريد الخروج من مكانه والإستقرار عِند قلبُه ، شعرت بالدم يندفِع مرة واحدة إلى وجهها ولكنها حاولت الصمود ..
بعد ساعاتٍ استيقظ مالِك بعدما سمع أُغنية مُعينة ، لم تكُن واضحة لأنها ترتدي السماعات ، شعر بنفسه يعود لذلك الوقت مرة أخرى ، عندما كان يبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا فقط وكان يستمِع لِـتلك الأُغنية ، نظر لها نظرة عميقة جدًا ، تعجبّت ياسمين ونظرت له هي الأخرى لِـتجده يسحب إحدى السماعتين ويضعها في أُذنِه ثُم لم يلبث أن عاد ينظُر إليها وسألها
- من أين عرفتِ تِلك الأغنية؟
وكأنها ارتكبت جُرمًا ما ، قالت
= وجدتها في قائمة الأغاني الخاصة بي ، لماذا ؟
- لاشئ ، فقط أُحبها !
وعاد ينظُر للطريق بينما يستمِع لها ، كانت الأُغنية تقول
"
Somebody needs you
Somebody wants you
Somebody dreams about you every single night
Somebody can't breathe , without you It's lonely
Somebody hopes that someday you will see
That somebody's me
That somebody's me "جعلته الأُغنية يتذكر حُبَه الأول الذي اكتشف بعد ذلك أنه لم يقع يومًا في حُبِها بل وقع في فخِها ، نظر لِـ ياسمين .. تِلك التي يبدو وكأنهُ أحبها حقًا لم تكُن كـالأُخرى ، ياسمين تفرح بأي شئ طالما أنّك تقدمه لها بـحُب ، لن يكون هُناك فارق إن قدمت قطعة شيكولاتة فاخرة أو قلم رصاص ..
أنت تقرأ
أحبـبتُه بَـاريسيًا
Romanceوعادَ مشهد الإعتراف مرة أخرى تركَ مالِك يدها وأخيرًا ليتجِه لشاشة التلفاز ويُوقِفها عِند ذلك المشهد ليعود ويجلِس بـقُربها ويقول - هُنا تحديدًا .. ماذا قال ؟ أيمزَح معها ؟ كيفَ ستقول له أنه قال " أُحبك " وهو في ذلك القرب ! هل ستنظر في عينيه الخضراو...