كانت كلماتُها صادِقة جدًا تمامًا مِثلها..
تردد مالِك كثيرًا قبل أن يتجه بسيارتِه إلى منزلِها حسنًا إن كانت سَتُغادر حقًا فَيكون وجهه هو الأخير الذي تراه !وصل أمام بيتها وتذكرَ عندما كانت في السيارة بعد النُزهة التي قضاها معهم ونظرَ لها في المرآة وتوترت بعدها حتى مع فُقدان ذاكرتِهما احتفظت بِتلِك التصرفات اللطيفة ، قرعَ الجرس وانتظرَ حتى فتحت له والدتُها .. ظل ينظر لها يحاول فِهم سبب واحد يجعلها لا تُخبر ياسمين أنه تواجَد بحياتها ! سبب واحد فقط يدفعها لِأن تتغاضى عن كل تِلك الذكريات التي ما انفكت تجتاح عقلَ كليهما ! وها هي تُجيبه دونَ حتى يسأل
= ظننتُكَ مثله ! لم أحتمِل أن أرى ابنتي تُعاني بسبب حُب آخر فرنسي لن يعود ، كنتُ مُخطِئة لكن حان الوقت لِتصحيح تِلك الأخطاء ..
تخللت إبتسامة هارِبة إلى شفتيه الجافتين وثوانٍ حتى اختفت مع استكمالِها لِتلك الكلمات القاسية التي يعرفها بالفعل لكنه يحاول إستنتاج أي ردٍ آخر
= ستعود معي إلى مصر !
أثقلت تِلك الجملة قلبه .. شعرَ وكأن كل تِلك الهموم ستنتهي لو عانقَها لمرٍة أخيرة .. فقط مرة
- حسنًا ، هل يمكنني التحدُث إليها؟
هُنا حيثُ قررت الأم أن تتراجَع وتتركه يذهب إلى غُرفتِها ، لم يكُن قد أتى مِن قبل لكن قلبُه قاده إليها ، لديها غُرفة تُشبُهها هادِئة من الخارج وصاخِبة من الداخل ..
( ومقرمشة من الأطراف .. بهزَر معاك عزيزي القارِئ في إيه؟ )
طرقَ الباب عدة مرات قبل أن يفتَحه ويجِدها تُرتِب حقيبتها بيأسٍ لم يعهدها به من قبل ، لم تبدُ مُتفاجئِة فَأغلقَ البابَ وجلس على مكتبِها وقال
- هل لي أن أتوقَع أنكِ توقعتِ مَجيئي؟
= لم أتوقَع!
- لمَ أنتِ حزينة ؟
ذهبت إلى الباب وفتحته كي تتأكد من أنه لا أحد يتلصص عليهما ثُم عادت إليه تقول
= لا أُريد الرجوع إلى هُناك .. أحببتُ البقاء هُنا !
- حسنًا لكن يجب عليكِ الإمتثال لأوامِر والدتكِ مهما يكُن..
= هل قامت برشوتَك؟ قُل لي هـ..
وجدته يقِف أمامها مُباشرًة ينظُر في عينيها ويقول بصوتِه النصف نائِم مجددًا
- إنه يومِك الأخير في باريس هل سَنقضيه في التحدُث عن والدتِـ..
وضعت يدها على شفتيه وأشارت له على الباب
نظر لها بنصف إبتسامة وهو ما يُتقِنه فَأدركت وقالت مُصحِحة
= لو سمِعتنا والدتي سَتغضب مِنك كثيرًا ..
أنت تقرأ
أحبـبتُه بَـاريسيًا
Romanceوعادَ مشهد الإعتراف مرة أخرى تركَ مالِك يدها وأخيرًا ليتجِه لشاشة التلفاز ويُوقِفها عِند ذلك المشهد ليعود ويجلِس بـقُربها ويقول - هُنا تحديدًا .. ماذا قال ؟ أيمزَح معها ؟ كيفَ ستقول له أنه قال " أُحبك " وهو في ذلك القرب ! هل ستنظر في عينيه الخضراو...