الفصل الأول: الرمز الغريب:

15.6K 305 13
                                    

لطالما لعبتُ بمساحيق التجميل في صباي وتلقيت توبيخاً شديداً من أمي وأبي. غضبتُ منهما في كبري بسبب منعهما المستمر لي من وضع المساحيق. "ألم أكبر بما فيه الكفاية؟" سألتهما لأفهم. "ضعيها عندما تصيرين بالجامعة." بعد شهور قليلة سأبدأ بارتياد الجامعة، ألم يحن الأوان بعد؟ أريد تجربتها فحسب كبقية فتيات جيلي. لماذا كل هذا التشدد؟ لن أريها لأحد بل سأرسم على وجهي أشكالاً غريبة فحسب ويمكنني فعل هذا دون أن يرياني في غيابهما! وهكذا أخذت أحمر شفاه أمي لشدة غضبي ورسمت به على مرآتها: "أنا غاضبة!!" وذهبت تاركة الغرفة، فجأة استوقفني شيء ما. ردٌ انكتب وحده على المرآة -محدثًا صوتاً مسموعاً- تحت جملتي: "ممَ أنتِ غاضبة؟ أخبريني فلربما استطعتُ مساعدتك!" ارتعدتُ وارتعشت... ماذا يجري؟ دائماً ما أقرأ عن قصص أشباح المرايا والقرين والجن وما إلى آخره. أهذا أحدهم؟ كتبتُ: "من أنت؟" أتاني الرد: "لا يهم من أنا. أريد مساعدتكِ وبالمقابل ساعديني، ولكن ارسمي دائرة ولونيها كاملة لا تجعليها جوفاء، تتشعب منها خطوط قصيرة غير مستقيمة تشبه أشعة الشمس، وارسمي حولها الرقم ستة باللغة الإنجليزية ولكن بشكل معكوس وفوقها مثلثات دون قاعداتها. لا تخافي الرقم 6 ليس ما تظنينه، أنا أحاول تقريب الشكل لمخيلتكِ فحسب يا هدى." فزعت ولم أعلم كيف أتحدث أو ماذا أقول. الكلمات تُمحَى أمام عيني وتتبدل بكلمات أخرى كلما امتلأت المرآة بالكلمات. "كيف علمت اسمي؟" هذا ما كتبتُه. "هاهاها هل تظنين أن هذا صعب علي؟ بالطبع أنتِ الآن تعرفين هويتي. ساعديني لأساعدكِ." هكذا كانت إجابته التي شلت فكري. هل أنا أتخيل؟ صحيح أنني أحب قراءة القصص الخيالية وقصص الرعب، ولكني لم أتخيل أن أكون إحدى بطلاتها في يوم ما. ما قصة هذا الرمز الغريب؟ ماذا يجري وفي أية ورطة أوقعت نفسي يا ترى؟ هل أساعده وأرى كيف سيساعدني؟ بل وفيمَ وبمَ سيساعدني؟؟

#الضابطة_هدى

#رواية

#ساو

#إسراء_نوريكو

الضابطة هدى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن