الفصل الحادي عشر: قصة تاليا:

1K 52 6
                                    

تنبيه: يحتوي هذا الفصل على مرض (متلازمة) ما قد لا يتقبل بعض القراء معرفته، ولكن وجب استخدامه للتنويه؛ بسبب وجود عدد من الأمراض النفسية التي لا يعرف الكثيرون عنها، والتي يعاني المصابون بها في صمت بسبب وصمة العار التي تلاحق المصاب.

*******

بدأ عرض مقطع فيديو من المرآة لتراه هدى عن حياة تاليا السرية التي لم يعلم عنها أحد شيئاً عدا المرآة لأن تاليا الراحلة أخفت تفصيلات حياتها عن الجميع لئلا تضغط عليهم أو تؤذيهم بما تعانيه. إلا أن - لسوء الحظ - لم يكن مقطع الڤيديو واضحاً بما فيه الكفاية لتفهم هدى معالمه: يا مرآة، أنا لا أرى بوضوح. هل يمكنك أن ترفعي الجودة أكثر. أنا لا أمزح. أعلم أنكِ لستِ موقعاً لعرض مقاطع الفيديو ولكن أبإمكانكِ رفع الجودة ولو قليلاً؟

قالت المرآة بصوت مسموع: اقتربي مني يا هدى إذن مستعينة بالخاتم الذي وضعته على إصبعك. سوف تتمكنين وقتها - عن طريق الخاتم - من عبور المرآة والدخول لتريّ عن كثب عالم تاليا كأنكِ تعيشينه معها، الفارق الوحيد هو كونكِ لن تقدري على تغيير أي شيء مما يحدث إطلاقاً! أنتِ مجرد زائرة في عالم أشبه بحلم انتهى ولا يمكنكِ تصحيح الأمور. عديه مقطع فيديو معروضاً بخاصية الهولوجرام.

توترت هدى وشعرت أنها قد تبكي لرؤيتها أختها، إلا أنها تماسكت: أنا مستعدة.

أخذت هدى نفساً عميقاً وأطبقت كل قبضة من قبضتيها بقوة: هأنذي قادمة لأعرف ما حدث معكِ يا تاليا.

اقتربت هدى من المرآة ومدت يدها ذات الخاتم الأسود وقربته من المرآة؛ فحدثت فجوة ضوئية داخل المرآة سحبت هدى للداخل: أه آه آآه!!

فقدت هدى توازنها بينما سحبتها الفجوة بالمرآة لتدخلها: هذا أمر مفزع بعض الشيء!!

داخل عالم المرايا، وقفت هدى حائرة تتلفت فيما حولها، بغرفة تاليا منذ بضع سنوات مضت. سألت هدى بشوق: تاليا... تاليا أختي... أأنتِ هنا الآن؟؟

أجابت المرآة سؤالها: لن تجيبكِ مهما حاولتِ أن تناديها؛ لذا لا تحاولي أن تتركي مشاعرك تتملك منك. سيطري على ذاتك لئلا تتعبي يا هدى. القادم أفظع مما يمكنك أن تتخيليه.

ابتلعت هدى ريقها بقلق: أشعر بارتخاء بقدميّ. أنت مجرد كائن ما لم تكن بشرياً ولن تكون أبداً مهما تعاملت مع الكثير من البشر!! لن تفهم مشاعرنا أبداً لذا لا تتفلسف أو تتعامل معي على أنني آلة من دون مشاعر!! إنها أختي! أختي الراحلة الحبيبة التي تعيش حياة مزدوجة ولم أعلم لا أنا ولا أي أحد آخر من أسرتها عن حياتها تلك برغم وجود غرفة واحدة فقط بيني وبينها! غرفة أمي قريبة من غرفتها بمعنى أنها مقابلة لها، وغرفة أخي بالقرب من غرفة أمي وأبي أما غرفتي فملاصقة لغرفة تاليا. الفاصل بين غرفنا جميعاً هو صالة... صالة صغيرة فشقتنا ليست شاسعة. لهذا السبب دعني وشأني ولا تتدخل.

الضابطة هدى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن