الفصل الثامن عشر: أول مهمة لهدى:

91 5 2
                                    

الفصل الثامن عشر: أول مهمة لهدى:

بدأت هدى بتذكر أول مهمة لها بعد تخرجها من أكاديمية الشرطة: وقتها كدتُ أذوب توقاً للانضمام إلى سلك الشرطة كي أنتقم لأخوي. تظاهرتُ وقتها بأنني مدنية عادية مع أني أصررتُ على النزول بها ولم أهتم بخوف الأعلى رتبة مني عليّ ولم أهتم بسخرية المجرمين.

تنفست بملل: بصراحة، ما جعلني أتراجع عن التحقيق بهوية قاتل فواز ليس كون العصابة سيسخرون مني، وإنما هي مهمة منتهية؛ فقد قدتُهم إلى شبه النتيجة النهائية بأن أكدت أنها جريمة قتل وليست انتحاراً. الرائد يعلم أني لا أنصت وأني لو اهتممتُ بالتحقيق بها فعلاً لعاندتُ وأصررت على النزول. المهم لدي هو معرفة أن لفواز علاقة بقاتل أخوي.

استرجعت هدى ما حدث...

*******

*من وجهة نظر هدى*

سرت بكل ثقة وجنون متظاهرة أني مدنية وخلعتُ الدرع الواقي ضد الرصاص. أوقفني أحمد: أيتها المجنونة!! توقفي مكانك، أتريدين الموت؟ هم مسلحون وخطرون! لم تأتِ القوة الداعمة بعد. لم نعلم أن عددهم كبير وعدد أسلحتهم أكبر.

ابتعدتُ مسرعة قبل أن يمسك أحد أو غيره من زملائي بي. أمسكوا بأحمد لئلا ينكشف ستره. تابعت سيري بشكل عادي وتظاهرتُ أني أتحدث مع صديقتي: أجل. وقت الدرس الخصوصي للأحياء اليوم بعد قليل يا ذكية! أنا في الطريق إليه الآن. لا بأس سألتقيكِ في الطريق. أه، هناك منزل قديم سأنتظرك عند مدخله. حوله بعض الأشجار. اممم لا، لا أجد أشخاصاً في المدخل. هناك فقط شخص واحد قادم باتجاهي ليخرج. سأفسح له مجالاً للعبور. لا أرى أحداً آخر بالمنطقة لذا أسرعي لأني أشعر بالخوف من انتظارك بهذا المكان.

تطلعت فيما حولي لأتقن الدور: هناك كشك صغير على مقربة نسبياً من المنزل. أتمنى أن يراني مالكه حتى ينتبه علي إذا ما تعرضت للخطف في مثل هكذا مكان مشبوه بسببك يا حقيرة! لمَ لا تسجلين أوقات الدروس، ها؟ ولمَ يجب أن أتأخر كي أشاركك بتلقي التوبيخ؟ على كل حال، سأدعي أني أصبتُ ولويتُ كاحلي في الطريق وأننا تأخرنا لذاك السبب. فيما بعد سأتصل بك لأذكرك بالخروجـ...

قاطعتني ذراع طوقت رقبتي مع سكين مصوب تجاه رقبتي وصوت يهدد رجال الشرطة: يبدو أن اللعبة قد انتهت يا رجال الشرطة! أعلم أنكم تختبئون ولكن لن تمسكوا بي! أحضروا لي سيارة لأنقلني بها أنا والبضاعة ورجالي.

صوت أحمد وهو يتحدث بعنف: دع المدنية وشأنها!! ألا تكفيك تهمة التجارة بالمخدرات والأعضاء؟

قهقه المجرم عالياً: أحب المدنيين! فهم لا حيلة لهم. ههاهاهاااه!!

ادعيت المقاومة: دعني أذهب! سأقتل صديقتي تلك تلك التي أوقعتني بهذا المأزق!!

قال المجرم لي: وأنا أريد أن أشكرها!

تظاهرت بالغضب: وغد!

اغتاظ من إهانتي له فعصر رقبتي أكثر فتشبثت بذراعه ثم وجه كلامه إلى أفراد الشرطة المختبئين: لا أراكم ولا أسمعكم تطلبون السيارة! يبدو أن حياة الرهائن المصابين لا تهمكم والأدهى أن حتى حياة المدنيين لا تعني لكم شيئاً.

الضابطة هدى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن