الفصل السادس والعشرون: بداية النهاية:

86 2 0
                                    

الفصل السادس والعشرون: بداية النهاية:

التقت هدى بأحمد: صباح الخير يا أحمد. هل نمتَ جيداً؟

غازلها: أجل ولكني أتشوق لليوم الذي سأفيق فيه بجوارك. أتشوق لليوم الذي سنذهب فيه للعمل سوياً بما أنكِ ستصرين على عدم ترك العمل.

قهقهت هدى ووضعت قبضتها المطوية على شفتيها: كفى أيها المزعج. لا أحب هذا الكلام الزلج.

سخر منها: زلج؟ تعنين لزجاً.

خجلت هدى: زلة لسان!

استفززها ممازحاً: يبدو أن كلامي قد أخجلك.

ضربت كتفه ممازحةً: اصمت.

توقفت ثم سألته: هل لديك أموراً لتنجزها بعد انتهاء دوامك؟

هز رأسه نافياً: لا. أهناك شيء ما؟

زمت شفتيها: ألم أخبرك أننا سنذهب لزيارة قبريّ سامر وتاليا؟ هل نسيت؟

تردد أحمد: لم أزر قبرهما منذ سنوات. تعلمين أني أخاف زيارة القبور...

لم يعجب هدى كلامه: كلنا سنموت! لا أحد عليها باقٍ. سنُدفن هناك على كل حال. لذا لا داعي للخوف أيها الجبان!

ارتعد: لا لا... رجاءً لا أريد الذهاب. أحلم بكوابيس مخيفة بمجرد زيارتي للقبور. أرجوك لا يمكنني فعل هذا...

ألحت هدى: عليك التخلص من الرعب. لا أقصد جعلك تتشائم ولا أقصد جلب النحس ولكن هناك آخرون سيموتون من عائلتك وعائلتي لذا فعلينا الاستعداد. ماذا ستفعل عندما تحين لحظة موتك؟

تنفس بعمق في استسلام: لأني أحبك فقط سأفعل هذا. فقط عددي كم ما أفعله لأجلك!

قهقهت هدى قبل أن تبدأ بعملها هي وأحمد.

قرآ ملف قضية مع رمزي: تم العثور على جثة هذه المرأة واتضح أن زوجها قد أبلغ عن اختفائها قبل العثور عليها ببضعة أيام. وجدها أحد المارة وكاد يفقد وعيه لولا أن استعاد توازنه واتصل بنا. الجثة كانت مرمية بين أكوام القمامة. بينما الرجل متجه لعمله، فوجئ بكم هائل من الذباب وعندما تفحص القمامة ورائحتها الكريهة التي زادت عن الحد لدرجة فاقت كونها مجرد كومة من القمامة؛ فوجئ بالمرأة مدفونة تحتها. هذا ما تمت كتابته يا هدى ويا نقيب أحمد.

أرجعت هدى رأسها للخلف قليلاً: آآه، الزوج في الغالب هو القاتل إذاً.

تساءل أحمد: علامَ بنيتِ اتهامك؟

هزت كتفيها: العديد من جرائم القتل يرتكبها شخص يعرف الضحية، أقارب من الدرجة الأولى أو الثانية والثالثة. أصدقاء، معارف. خدم أو أشخاص يعملون معك أو لديك. هناك إحصائية تثبت ذلك. حسبما أذكر، نسبة من ١٥ إلى ٢٨٪ من الجرائم يرتكبها معارف ولكن يبدو أن النسبة قد تغيرت لتصير غالبية جرائم القتل يرتكبها شخص نعرفه. هذي الإحصائية لا أذكر أين سمعت بها.

الضابطة هدى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن