الفصل العاشر: الخاتم والمرآة:

1K 57 13
                                    

*من وجهة نظر الراوية*

حركت هدى الفرشاة يمنة ويسرة، وفي أثناء تحريكها، انعكس بنصر يدها اليسرى على المرآة، تحديداً على خدش أسود عريض مائل. فخرج شعاع قوي قد يُعمي. سألت هدى مصدومة وهي تنظر لما حدث لجسمها: مـ ما هذا؟؟؟؟ خاتم؟؟

 سألت هدى مصدومة وهي تنظر لما حدث لجسمها: مـ ما هذا؟؟؟؟ خاتم؟؟

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

صاحت هدى: أيتها المرآة! ماذا يعني هذا؟؟

اختنقت هدى بسبب معجون الأسنان؛ فأنهت غسل أسنانها وحاولت خلع الخاتم بجعل إصبعها زلقًا بالصابون ولكن هيهات.

ركضت لغرفتها لتتمكن من الحديث بحرية أكبر: ما هذا؟؟؟؟ ما هذا الخاتم؟؟!

قالت المرآة: لحمايتك فحسب.

صرخت هدى: ولكني أضع خاتم خطبتي مكان الخاتم الأسود المزعج الذي وضعته بالقوة على إصبعي! متى ستنزعين هذا الخاتم؟

قالت المرآة ببرود: قريبًا. قريبًا جدًّا.

انزعجت هدى ولكنها لم تأبه كثيرًا: سأخبر أحمد أني لا أريد ارتداء خاتمًا ذهبيًّا معرضة نفسي للخطر.

عندما ذهبت لتقابل أحمد بقسم الشرطة، سألها: ما هذا الخاتم؟ أين خاتم خطبتنا؟؟

ارتبكت هدى قليلاً: لا أحب ارتداء الأشياء الذهبية بالشارع. أخشى عليه من السرقة؛ فقد أتعرض الخطر بسببه.

اعترض أحمد محاولاً خلعه: لا لا. لن يجرؤ أحد على إيذائك! أنا سأحميكِ يا عزيزتي. اخلعيه. تباً! إنه لا ينخلع!!

قالت هدى وهي تعاني من التصاق الخاتم الأسود بإصبعها: إنه عنيد بشكل سخيف! لا يريد أن ينخلع وإصبعي على وشك الانكسار، آه!!

خرجت صاعقة كهربية وشعلة كبيرة طولها ١٠ سم من الخاتم، صعقت أحمد فدفعته بعيداً.

وسط ما يحدث، شعرت هدى بالغرابة: لا أفهم شيئاً!

قال أحمد بتعجب ممسكاً بيده اليمنى المصعوقة: هل هل أطلق ذاك الخاتم شعلة؟

ارتبكت هدى خشية انكشاف سرها: لا لا. لا بد أن ضوء الشمس هنا بالمكتب انعكس عليه. نحن وقت الشفق والسماء حمراء.

قال أحمد: ولكن الخاتم صعقني، كيف تفسرين هذا؟

ازداد ارتباكها: أنا من دفعك لأنني تألمت من شدك للخاتم. ليست هناك أي صواعق، جسمي به شحنات فحسب. ربما بسبب استخدامي للحاسوب والهاتف الجوال كثيراً. دائماً ما توبخني أمي بسبب هذا.

صدقها أحمد، وانتهى بها الأمر بالعودة للمنزل: أيتها المرآة! كيف تفعلين هذا بي وبأحمد؟؟

قالت المرآة: هذا الخاتم لحمايتك. لمَ تريدين خلعه؟ ألا تريدين مساعدتي على الانتقام لأخويكِ؟

بدا الغضب على وجه هدى: سئمتُ هذا! لقد قُبِضَ على القاتل وعلى معظم أفراد العصابة. نال معظمهم الجزاء العادل، كيف سأقضي حياتي أطارد وهمًا بسبب حزني؟ عليّ ألا أضيع حياتي كما أضعتُ السنين الماضية بسبب حنقي وعدم تقبلي لموت أخوي. كيف لا أنتبه على تغير والديّ لأجلي، وعلى مساعدة صديقاتي ودعمهن لي وقت ألمي، وأحمد؟ كيف؟؟ أظن أن هذا يكفي، سأكف عن لعبة المطاردة تلك وقت القبض على باقي أفراد العصابة الفارين. عانى أحمد بما فيه الكفاية، ربما حان وقت الاستقرار سوياً.

انفعلت المرآة: بدأتِ تتصرفين كتاليا!

ابتسمت هدى بمكر: علمتُ أن لكُ علاقة بتاليا!! وأخيراً اعترفتي. هيا أخبريني بما تعرفين عن تاليا.

صُدِمت المرآة من كلام هدى: إذن، كل ما قلتِه كذب؟

سخرت هدى: بالتأكيد! سأقضي ما تبقى من حياتي أطارد أولئك القتلة. هناك فساد في قطاع الشرطة وسوف أطاردهم لأكشف سرهم.

سألت المرآة: كيف علمتِ أن لي علاقة بتاليا؟

أجابت هدى: من المذكرات. في الواقع، مذكرة وحيدة وجدتُها على هاتف قديم غير مستعمل بغرفة لتاليا. لم أجد المزيد من المذكرات على هواتفها الأخرى. المذكرة ذكرت أنها خاضت أفضل التجارب على الإطلاق بفضل "المرآة"! وأنا أريد أن أعرف ما هي أفضل التجارب تلك! وما علاقتك بتاليا، أختي؟ عن أية تجارب تحدثت، ولمَ لم أجد المزيد من المذكرات؟

أجابت المرآة: لأنها لم ترد لأي أحد أن يكشف السر بعد أن قرأ أحمد مذكرة من مذكراتها بمحض الصدفة كما فعلتِ أنتِ. المذكرة التي قرأها كانت: "تجربة الطيران الحر، ما أروعها!!" عندما سألها أحمد؛ أخبرته بأنها قصدت تجربة القفز الحر وليس الطيران، ولكنها شعرتْ بأن القفز كان بمثابة طيران. اقتنع بهذا ولكن تاليا أرادت أن تعيش حياتها بسرية، كما تفعلين.

قالت هدى: إذن، ساعدتِ كلتانا؟

ردت: نعم.

فقالت هدى: أخبريني إذن بما لا أعرفه عن أختي! هل كانت لأخي حياة سرية كذلك؟

أجابت المرآة: أخوكِ كما تعرفينه، أما أختكِ فحياتها بالكامل سرية. كانت تعاني من... لحظة، من الأفضل أن أريكِ حياتها كشريط فيديو! لا تنسي أني كمرآة أراقب تحركات الجميع من جميع الأسطح العاكسة، كالتلفاز والنافذة والحاسوب والهاتف حتى لو كانوا مطفئين.

ابتلعت هدى ريقها: أريني ماذا حل بأختي، وسأخبركِ بما أعلمه.

بدأ عرض الفيديو وعلمت هدى أشياء لم تعلمها عن أختها من قبل وكأن كلاً منهما كانتا تعيشان بمنزلين مختلفين، بالرغم من أن الفارق بين غرفتيهما هو حائط واحد فحسب.

***

يمكنكم متابعتي على حساباتي باسم:
Esraa Nuriko - إسراء سعيد (FB)
Esraa_Nuriko (Twitter)
esraa.nuriko (IG)
esraanuriko (Tik Tok)
Esraa-Nuriko (Sound Cloud)
Esraa Nuriko (YouTube)

الضابطة هدى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن