الفصل السابع: ما بعد التخرج:

1.5K 82 0
                                    

اسمي هدى. لدي أو كان لدي أخ "سامر" وأخت "تاليا" ولكنهما ماتا أثناء أداء أخي لمهمة إلقاء القبض على عصابة في وكرها بعدما أخذوا أختي وقريبات ضباط آخرين كرهائن. قُتِلا أمام عينيّ لذا قررتُ أنني سأنتقم مهما حدث! انتسبتُ لكلية الحقوق وبعدها لأكاديمية الشرطة وأخذتُ عهدًا على قائد هذي العملية -الذي منحني وسام الشجاعة لمساعدتي لهم- بأنه سيساعدني لأعمل في المباحث. ظن أن السنين الأربع في كلية الحقوق ستغير ما حدث ولكن لا لم يتغير أي شيء. بخصوص ما حدث قبل أربع سنوات -عندما تحدثتُ إلى كائن يسكن المرآة وأجريتُ اتفاقًا معه لكي يساعدني- ومن ثم أمسك بي والداي وأنا أتحدث للمرآة. فما حدث هو التالي:
قال والدا هدى: مع من تتحدثين؟
ارتبكت هدى وقالت: في... الهاتف.
نظر والدها في هاتفها بعدما انتزعه منها ووجد ألا مكالمة. سألها: اصدقيني القول، لا مكالمة هنا. مع من تتحدثين؟ لا تقولي لي إنك تتخيلين وجود شخصيات الأنمي وتتحدثين معها!! كنتُ أعلم أنها ستدفعك للجنون.
صرخت هدى: أوه كفى!! لهذا لم أستطع أن أتوافق معكما أو أحبكما أبدًا مذ كنتُ صغيرة! دائمًا ما تسخران مني وتعملان على تهديم سعادتي عندما أشاهد الأنمي وأستمتع وتقللان من حجم سعادتي وكأنني حمقاء لفرحتي الشديدة لحصولي على صورة لشخصية أحبها! أخواي كانا الحاجز المنيع ضدكما والآن رحلا. لا تظنا أنني سأسمح لكما بالتحكم فيّ!! سنعيش بهذا المنزل كالغرباء وسأبحث عن عمل ما لشراء طعامي. لم أعد تلك الطفلة التي تتحكمان فيها! إن أردتما رحيلي سأفعل. لا تلصقا أية تهم بالأنمي!!
بكت الأم: لمَ تعامليننا هكذا يا ابنتي؟ ألسنا والدي..
قاطعتها هدى: لأنكما آذيتماني والآن بعد موت أخويّ ستضيقان عليّ الخناق أكثر إلى أن أمل وأنتحر في النهاية. ولا، الأنمي ليس ما دفعني لقول هذا! كفا عن متابعة المقالات السخيفة لأناس جهلاء يسخرون من الرسوم المتحركة دون متابعتها بل دون احترام تنوع الأذواق. كفا عن إلصاق عيوبي بالأنمي، عيوبي نتجت عن معاملتكما الجافة لي. الأنمي هو من عالجني فكفى!!
تدخل الأب: بغض النظر عن هذا الموضوع، مع من كنتِ تتحدثين؟ نريد الاطمئنان عليكِ.
ضربت هدى كفيها ببعضهما: وكأنني أتحدث مع نفسي. لا لم أكن أتخيل شخصيات الأنمي! هناك وحش في المرآة أتحدث معه. أرأيتما؟ هذا أكثر جنوناً من تخيل شخصيات الأنمي.
ارتاب والداها منها؛ فتدخل كائن المرآة وطلب منها رسم رمز يشبه الرمز السابق ولكن مع بعض الاختلافات فيه ليتمكن والداها من سماع المرآة. فعلت هدى ذلك ووالداها يشاهدان برعب ويسألانها عما تفعل دون إجابة منها. تمكنت المرآة من الحديث وقالت: مرحبًا. تعديل بسيط، أنا جني ولستُ وحشًا. تشرفتُ بالتعرف بكما. أنا أساعد هدى لا تخافا. أنا من أخبرها بأن أخويها في خطر وساعدتها للحديث معهما قبل موتهما.

كادت الأم تفقد وعيها فقال الأب: ماذا تريد من ابنتي؟
قال جني المرآة: لا شيء. أريد حمايتها فحسب دون مقابل. هي فتاة طيبة ولا أنوي إيذاءها. بالطبع لدي هدف ما ولكني لن أكشفه في الوقت الحالي. لا تقلقا، الأمر ليس كما تشاهدان في الأفلام. أنا أرغب بحمايتها وتاليا هي من طلبت مني ذلك.
أخرسهما كلامه ولم ترد المرآة الرد على بقية تساؤلاتهما. خاف الوالدان من جني المرآة وحذرا هدى منه التي ابتسمت وهي تشعر أخيرًا بالتحرر منهما. عانقاها برغم خوفهما من الجني وأخبراها أنهما لم يريدا إلا مصلحتها. في الواقع هما من أعطيا المال لأخويها ليشتريا لها بضاعة الأنمي المحببة لقلبها. أخبراها أيضًا أنهما لن يعترضا على دخولها كلية الحقوق ولكن عليها ألا تموت كأخويها عندما تصير ضابطة.

للأسف أنا أشعر بالغضب منهما. لماذا تظاهرا بأنهما سيئان وهما يدعمانني سرًّا؟ أكره هذا ولا يمكنني مسامحتهما! المهم أنه بعد عملي في المباحث، بدأت أبحث أكثر عن هذي العصابة لأقضي على باقي أفرادها للانتقام. بفضل أحمد خاطب أختي نجحتُ في كلية الحقوق دون مشاكل. ساعدني على الدراسة وتوسط لي بإقناع القائد بالالتزام بعهده لي. أنا مدينة لأحمد بالكثير وأحترمه جدًّا. المشكلة هي أنه بدأ يعجب بي.

#الضابطة_هدى

#Esraa_Nuriko

الضابطة هدى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن