الفصل الرابع: المدنية المتهورة:

1.9K 80 0
                                    


لفت نظر هدى كرة الهدم التي تُستخدَم في هدم المباني الآيلة للسقوط وتحطيمها أو في التخلص من بيت قديم لبناء بناء حديث مكانه، وتعجبت من وجودها، ولكنها لم تجد أحدًا من العمال بالقرب منها. عندما دققت النظر؛ وجدت العمال مختبئين حول آلات البناء؛ فأدركت أن هذا الموقع هو موقع بناء وأن هذا البيت سينهدم ليُبنَى مكانه برج ما من الأبراج الحديثة؛ فهو بيت قديم مكون من طابقين والمنطقة من حوله غير مأهولة بالسكان وتخلو من المباني؛ لذا فهو مكان مناسب لاختباء العصابة. قال القائد: علينا أن ننتبه لحركاتـ...
قطعت هدى كلامه وركضت لآلة الهدم التي هي عبارة عن جرار يتحكم بكرة فولاذية ثقيلة ضخمة عن طريق أزرار ما؛ فتتأرجح للأمام والخلف وتصطدم بالبناء فتهدمه. ركبت جرار أو بلدوزر آلة الهدم وسط ذهول العمال وصراخ القائد بالتوقف. حركت الأزرار يمنة ويسرة إلى أن علمت كيف تتحكم بالكرة. سألها أحد العمال: ماذا تفعلين؟
فردت: أنقذ أختي!
لم يفهم العمال ما يحدث، فانطلقت للأمام فصاح بها القائد لتتوقف ولكنها لم تهتم. صدمت البيت بالكرة فصرخ أفراد العصابة بالداخل متسائلين عما يحدث. استمرت هدى بالاصطدام بالبيت ولم تدع العصابة تستفهم ما يحدث. اقترب أحدهم من النافذة ليعلم ماذا يجري وقال: ماذا تفعلين أيتها الحقيرة؟ ماذا تكونين أيتها المجنونة؟ هل تريدين أن نقتل الرهائـ...
لم يكد ينهي جملته حتى ضربت هدى النافذة التي أطل منها بالكرة؛ مما أدى لإصابته ومن معه. صاحت هدى: يا فتيات! تحركن بسرعة وابتعدن! سوف أهدم المنزل على أولئك الأوغااااد!!!
صرخ أحد أفراد العصابة: سنقتلهن أيتها الحمقاء إن تحركن! من تظنين نفسك؟ توقفي عما...
ضربت هدى البيت من كل الاتجاهات ودارت حول المنزل بآلة الهدم مع ضربها للبيت المستمر؛ فعبر القائد عن غضبه: أنتِ!! توقفي في الحال! من تظنين نفسك؟ توقفي!
صاحت هدى بعدما سئمت هذا السؤال: من أنا؟ الضابطة المتهورة!
فقال القائد: لستِ ضابطة، أنتِ مدنية!
فأعلنت هدى: أنا المدنية المتهورة!
غصب القائد واشتعل: سوف تُعاقبين وستتسببين بمقتل الفتيـ...
نظر لباب البيت فرأت عيناه منظرًا مريحًا. خرج أفراد العصابة هاربين بسبب وقوع الكثير من قطع الحجارة فوق رؤوسهم. لذا تابع القائد: بل استمري ولكن احذري أن تصيبي الضحايا.
رفعت هدى صوتها تدريجيًّا مخاطبة القائد والفتيات: وكيف لي أن أعلم؟؟ هحح أهناك أية إصابات بأي منكن يا بنات؟
قالت سعاد: قليلًا... لقد جعلتِنا نركض كالفئران في هذا البيت لرعبنا من كرة الهدم وضربها العشوائي. ارتعدنا بسبب إحاطتكِ البيت من كل الاتجاهات ولكن أحسنتِ... آه.
تلقت سعاد ضربة من أحد أفراد العصابة الباقين ألا وهو الزعيم الجديد المؤقت للعصابة، وقال بمكر: هكذا إذن! هذي من تريدين حمايتها؟
أومأت هدى برأسها للشرطة بالتحرك بعدما نظرت من خلال نافذة البيت ووجدت أن تاليا على وشك الهجوم على الزعيم. هجمت تاليا عليه وهي تتسلل ببطء وضربته برأسها وصرحت: بل أنا من تريد هي إنقاذها أيها الغبي!
في الوقت ذاته هجم أفراد الشرطة على البيت بسرعة بعدما أمسكوا بمن هرب من العصابة. اشتبكوا بالداخل مع الأفراد الباقين. نزلت هدى من آلة الهدم ووجدت مسدسًا أوقعه أحد أفراد العصابة الفارين دون أن ينتبه؛ فالتقطته وحدقت به لثوانٍ وقطع تحديقها صوت إطلاق الرصاص بالطابق الثاني مع صراخ أختها تاليا.

#الضابطة_هدى

#رواية

#إسراء_نوريكو

الضابطة هدى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن