" 8 "

1.4K 118 11
                                    


‎ربما تكون الآن مبعثرة، تُشبه كوكبًا هجره سكانه،
فلا عادت جاذبيته تنفع، ولا عاد مأهولًا بأحد.

‎وربما تكون تائهة، فلا تعرف بأي شيءٍ تحلم،
ولا تعرف أين تقف، أو إلى أين تسير..

‎عالقة في منتصف كل شيء، تخشى الفشل
‎وترتبك حين تبدأ علاقةً جديدة،
أو حين تتخذ قرارًا جديدًا...

حتى عندما تبدأ يومًا جديدًا ترتاب
من سوء نهايته ..

وقفت أسيا على بعد أمتار قليلة من بوابة المدرسة , وضعت يدها اليمنى على فمها لتكتم السعال..

بعد ذلك وضعت يدها على كوعها
و بدأت بفركه بتفكير بينما نظرت الى السماء..

على الرغم ان المشكلة التي بين هيجين و أسيا
قد تم حلها و لكنها لا تزال تشعر بالقلق
من اشياء عدة

اولها حالتها اليوم لانها تشعر انها ضعيفة جدًا
ثانيًا الشيء الذي تخبئه والدتها ...

لقد كانت أسيا تفكر بأن والدتها أصيبت بالبرد
او الانفلونزا و انها ينبغي عليها مواجهة
واحد من هولاء...

طردت تلك الافكار من رأسها و اخرجت من
حقيبتها دواء الصداع , ابتلعت الحبة بسرعة ...

و بعدها تنهدت و دخلت المدرسة .
و بمجرد دخولها للفصل ,
قلصت أعينها عندما رأت تلك الاعين التي تجلس بجانبها تحدق بها مرة آخرى..

كان جونغكوك جالسًا هناك بلا مبالاة كالعادة ,
كان يسند ذقنه على كف يده , ونظراته تتجول
تلقائيًا على الفصل حتى وصلت ” لأسيا “.

أردات أسيا ان تصرخ في وجه بصوت مرتفع ..
و لكن ذلك السعال المفاجئ جعلها تنحني من شدته
وضعت يدها على فمها , و لكنها لا تزال تسعل بقوة , وضعت كُمَ معطفها على فمها..

و اغلقت عينها بشدة و خوف ,
لقد كان السعال قوي جدًا ...

و لحسن الحظ أن الفصل لم يلاحظها ,
كتمانها لذلك السعال نفع الان ,
لكنه كان الشخص الوحيد الذي لاحظ ذلك ..

هو الشخص الذي أمامها الان ,
لقد بدت النظرة فيه عينيه تتغير ,
لم تعد تلك النظرة الفارغة من المشاعر و العواطف

لثانية استطاعت أسيا ان تلاحظ تلك النظرات ..
النظرات التي لم تستطيع أسيا تحديدها ابدًا ...

Something fictionحيث تعيش القصص. اكتشف الآن