Something fiction

(1-scholarship)

‎سيمرُ اليومُ طويلاً حقًا بهِ فراغٌ
كأن لا أحدَ غيري في هذا العالم ..

‎يُخيّلُ لي بأنهُ قد وقعَ عليّ الإختيارُ لكي أكونَ أولَ مستوطِنٍ يسكُنُ كوكبًا قد تمّ اكتشافهُ

وعليّ أن أختارَ بينَ التفرّدِ لأولِ مرةٍ بعيدًا عن البشرِ ،
عن الضوضاءِ والفوضى .. وبينَ أن أختارَ قدومهم
لكي لا أكونُ وحيدًا ..

ذلكَ صراعُ كلّ يومٍ يدورُ حينَ استيقظُ من النوم،
هل أخرُجُ من الغرفةِ، أم أبقى؟

___________________________

تنهدت أسيا بعمق، ثم أمسكت بحقيبتها بعنف وسحبتها خلفها وهي تخرج مسرعة من الفصل

لكن الممر كان يعجّ بالطلاب، وكأنّها في سباق مع الزمن، فتسارعت خطواتها، حتى اصطدمت فجأة بفتاة ذات شعرٍ مموجٍ متشابك، يتراقص تحت ضوء الممر
بلون بني فاتح

نظرت الفتاة إلى أسيا بنظرة مشحونة بالغضب،
بينما كانت عيون أسيا تائهة في خصلات شعرها المصفوفة بعناية فائقة، والمحشوة بالمنتجات التي لا تستطيع حتى تسمية بعضها

تمتمت أسيا بصوتٍ خفيضٍ، يقطر صدقًا: "المعذرة"
ثم دفعت الفتاة جانبًا بخفةٍ ، وكأنها تتجنب أن تعكر صفو الوقت الذي لا تملكه

كانت تعلم أن كل دقيقة تساوي كثيرًا، فعملها الجزئي سيبدأ بعد عشر دقائق فقط، ولا تزال بحاجة لركوب المترو، وهو أمر لا يحتمل التأجيل

ظهرت على وجه الفتاة تعبيرات من الغضب المكبوت، لكن أسيا لم تُعرها اهتمامًا كبيرًا، فقد اعتادت على هذا النوع من النظرات، فالأغنياء هنا، في هذه المدرسة المرموقة، غالبًا ما يكونون ضحايا ترفٍ مُفرطٍ،
مدللين إلى حدٍ يحجب عنهم رؤية معاناة الآخرين،
تلك المدرسة، التي تتباهى بمكانتها الاجتماعية،
تزداد رفعة وغنى، بينما تصبح قلوب بعض من فيها أشد برودة

سقط وجه الفتاة حين لمحَت آسيا، وانزلق معه كل شعور بالثقة كانت تتشبث به

تمتمت بصوت خافت، وكأن الكلمات تخرج بصعوبة
من بين شفتيها "إنها هي،"

نظرت إليها من أسفل حتى أعاليها، في نظرة تمتلئ بالازدراء، ظنًا منها أن آسيا لا تصلح لأن تكون في مكانتها، ولا تملك من الكفاءة ما يؤهلها لأن تكون مثلها

لكن الفتاة تراجعت، وبلعت كلماتها، لم تجرؤ على قول المزيد، لأن سمعة آسيا قد سبقتها إلى كل مكان

كانت تُلقب ب"الحمقاء"، "أميرة الثلج"، أو حتى
"طالبة المنحة الدراسية"، وكأن كل هذه الألقاب تكفي لتحديد من هي، وتُسكت كل من ينطق بغير ذلك