نظرت نحوه و قالت :
- هل هو شيء مهم ؟
- مصيري .
أومأت بهدوء ثم اكملت نظرها نحو الطريق .... نظرت نحو نافذة ثم قالت :
- عندما نصل انتظر ان اجهز لك ملابس أخرى .
نظر نحو طقم الزفاف ثم قال :
- لا يهم ..
هناك اسئلة منذ سنين تريد سؤالها ولكن هناك شعور في قلبها يمهلها على الصبر وعدم سؤاله ...
نظرت له بطرف عيونها وقالت بداخلها :
- هل تحبني ربع حبي لك ؟ لو تحبني ذرة حبي لك سأكون اسعد انسانة ... هذا الحب اذاقني الألم لسنين طويلة .
نظرت حولها قليلاً ثم قالت بسرعة :
- توقف ...
نظر نحوها وقال :
- ماذا ؟
المكان هذا .. لا يمكنها المرور عنه مرور هين ... قالت ببراءة :
- هل يمكنك الذهاب قليلاً ؟ انا لدي هنا شيء مهم ... انظر الإطلالة تلك جميلة انتظرني هناك .
أومأ بهدوء فهو يريد وقت من اجل التفكير في كيفية قول كل شيء لها .
كانت تمشي بين منحدرات خفيفة وهي تنظر خلفها تتأكد أنها وحيدة ... ثم عندما وصلت تلك التلة المليئة بالحشائش ... قالت بابتسامة واسعة :
- لقد جئت يا الله ...
ثم ابتسمت تضرب قدمها بخجل في الارض طأطأت رأسها وقائلة :
- تتذكر عندما كنت اتي هنا كل سنة ابكي لك و امد يداي وانا ابكي قائلة " انظر يا ربي ليس بيدي حيلة انا عاجزة " كنت استحي البكاء امام اصدقائي أو ان اشكو لقريبتي عنه ولكنني كنت آتي وابكي لك حتى تنتهي هنا دموعي ثم أعود إلى منزل وتلك الصخرة التي على قلبي وقعت هنا في القاع ..
واشارت للأسفل .... جلست بأدب على التلة وقالت :
- البارحة كان زفافي انا و هو ... بالتأكيد كنت تعلم ... اعلم انك في كل مكان ... ولكن تعلم جيداً يا الله انني انسانة تحب ان تعطي مكانة لكل شيء ... لذلك اتيت إلى هنا لأعبر لك عن شكري و عن سعادتي الكبيرة ... لولاك لن اجتمع بأدهم ... قدرتك جعلت اخاه يصيب اخي بحادث سير ... انا اشكرك كثيراً ...
تمتمت بالشكر الكثير ثم بكت دموع باردة .. تلك دموع الفرحة ... نظرت نحو السماء ثم اغمضت عيونها بسعادة كبيرة و غادرت ببطء ..
كانت البسمة لا تمحو عن وجهها طوال الطريق حتى وصلوا المنزل ... جلس أدهم على الطاولة حاول أن يتكلم أو أن ينادي رحيق ولكن لم يستطع ... يشعر بتأنيب الضمير ...
غادر بدون ان يتكلم نحو المستشفى وهو يذهب يميناً و يساراً .... حك ذقنه بتوتر ثم رفع رأسه للأعلى بقلة حيلة ... يتسائل : " يجب ان اخبرها الليلة "
