٢ : خطبة

18.5K 951 327
                                    

نظرت أمل نحوه قائلة :

- ولكننا نحاول تزويجه منذ علاقة حبه الفاشلة و لا ننجح .

- اذا سنستغل بعض نقاط الضعف .

نظر نحوها وقال :

- استغلي مرضك ... و انا سأذهب له وهو في الشركة .

أومأت أمل ... بعد عدة أيام بالفعل كان أدهم مشغول في العمل ينظر نحو الأوراق بتركيز .. طرق الباب اجاب بهدوء :

- تفضل .

كان والده ... نهض من مكانه بسرعة وقال :

- تفضل ابي اجلس هنا .

ابتسم له وجلس على الأريكة وقال :

- أريد التحدث معك .

نظر نحوه بخوف ... ثم نهض و جلس بجانبه و قال :

- هل اطلب لك قهوة ؟

- سنشربها ولكن ليس هنا .

عقد أدهم حاجبيه ليقول أحمد بحنية :

- بني ... لم انام الليل ... ولكن ليس من تآوهات امك وتعبها من المرض الذي انهش جسدها ... بل على العكس حين شاركتها همي نامت بدون ألم لانها متحمسة .

- هل تتحسن صحة امي ؟

- نعم وكثيراً ولكن اخاف ... ان تعود فجأة لحالتها السيئة .

- إذا ابي بماذا فكرت لهذه الدرجة ؟

- هل تتذكر رحيق التي رأيناها قبل عدة ايام ؟

- ابنة السيد تحسين آغا ؟

- نعم ... كيف وجدتها ؟ 

- ماذا كيف وجدتها انسانة عادية ... ما الذي سأجده فيها ؟

- انا و امك أحببناها .

- فلتحبكم العافية يا ابي .

قهقه والده على ردود ابنه ليقول بجدية :

- امك تريد ان تزوجك تعلم هذا ؟

- نعم و لكن ...

- بني اعلم انه صعب عليّ أن أقولها ولكن والدتك ايامها قليلة ... انظر انا سئمت من بكائها بسببك .

- بسببي ؟ 

- نعم هي تريد تزويجك و تبكي لأنها ستتركك وحيداً اذا توفت .

- ابي لما لا تخاف على اخي الصغير مثلاً ؟

- لقد قلت انت بلسانك .. صغير .. لا زال صغير .. اما انت في نهاية العشرينيات ... بني .. اريد منك ان تنجب صغاراً و انت في شبابك .. لا أريد ان ارى طفلك الصغير وشعرك يخالطه الشيب .. سيكون ظلماً للأطفال .. ان يكونوا في طفولة و والدهم بسبب كسله سيكون بعمر الجد لهم .

تنهد أدهم و قال :

- ابي ...

- امك في الأسفل ...

زواج بلا ذاكرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن