وضعت رأسها على الوسادة تفكر ... ثم اخرجت اوراق الفحوصات من جيبها و بدأت تقرأهم ...
دلفت امها عليها ... عدلت جلستها ... بينما امها تغلق الباب و قالت :
- رحيق .
ابتسمت لها و افسحت المجال ... جلست امها على السرير لتضع رحيق رأسها في حضن والدتها و قالت :
- امي .. انا مشوشة كثيراً ارغب في البكاء ثم ارغب في الضحك .. هذا الحِملُ فوق طاقتي .
تنهدت امها بحزن و قالت :
- انا لا اريد ان تطلقي ... ليس لأنني لا اريد ان ينظر لكِ الناس كمطلقة أو ما شابه ... و لكن انتِ تحبينه أرى هذا في عينيكي ... لا يجب ان يذهب هذا الحب بسبب شيء يجهله ادهم ... يجب ان تتحدثوا .. انا اتفهم الطلاق بسبب عدم التفاهم أو الطلاق بسبب خلاف ما أو عدم تحمل أحدكم الآخر ..
ولكن ان تطلقوا بعضكم وانتم تحبون بعضكم البعض هذا ظلم .
قالت رحيق بحزن :
- من غيرته عليّ هو بين الحياة و الموت ... لقد دهسته السيارة امامي لأنه كان قد شعر بالغيرة لدرجة عدم النظر حوله او سماع ضجيج السيارات ... أود قتل ذلك الرجل الذي كان بجانبي ... الشعور بالذنب يقتلني يا امي .
مسحت صابرين وجه رحيق و قالت :
- إهدأي سيستيقظ و يتحسن .. فقط قومي بالدعاء .
قالت امها محاولة تغيير الموضوع :
- ما هذه الاوراق ؟
نهضت من حضن امها و عدلت جلستها قائلة :
- شيء .. هذه اوراق فحوصاتي ...
تنهدت امها بحزن :
- لو انكِ تتغذين جيداً وزنك يكاد يصل الثلاثون !
- هذه لياقة يا امي .
قالت امها بحنو :
- غدا تصبحين حامل و تنجبين و تركضين وراء اطفالك و لا تبقى هناك لياقة ...
زفرت رحيق الهواء بتوتر و قالت :
- يبدو أنني في المرحلة الأولى ... امي انا حامل .
كانت المفاجأة واضحة على ملامح وجهها ثم قالت بسعادة :
- يا لجمال قدومه .. منذ متى ؟ الآن يجب عليّ انا ان اغذيك بشكل جيد .... متشوقة لرؤية أول حفيد لي ...
كان حماس والدتها كبير لدرجة انها ظللت عدة ساعات تشرح لها ماذا تفعل و ماذا تتناول .. كان حديثاً طويلاً ... فجأة وجدت رحيق نفسها نائمة من التعب ... نهضت والدتها صابرين و قامت بتغطيتها جيداً ثم اتصلت على أمل تستفسر عن ادهم
~~~~
ركض الطبيب نحو ادهم و بدأ بإجراء فحوصات له للتأكد من صحته .. كانت امل و مروة تنظران نحوه بتوتر كبير ... ولكن رغم ذلك يبتسمون لأن ادهم قد استيقظ .. و لكنه صامت .