الفصل 50

4.3K 124 2
                                    

الفصل ٥٠
وجع الفراق
خرجت كارما من بيت فاطمه مندفعه دون وعي بينما ظل الباقين في حاله من الذهول
تلمس لها نبيل الاعذار بينما زادت غيره ازيس خاصه بعد رؤيتها لاهتمام سليم بها اما سليم فقد كاد يجن من رد فعله قبل رد فعلها
فاطمه :والله البت دي ما هي طبيعه ابدا شوفتوا كانت بتلف حولين نفسها ازاي لا لازم اكلم مريم افهم منها فيها ايه
نبيل :استني بس يا ماما انتي ليه مكبره الموضوع هي قالت حاجه خاصه ومش هتقدر تقولها كنت سبيها براحتها
نهى :وبعدين متنسوش انها شغاله في مستشفى عسكري يعني ممكن تكون حاجه خاصه بشغلها توب سكرت يعني
فاطمه :توب ايه يا ختي
جيجي :سري للغايه يعني يا ماما بمعنى انها في مهمه سريه ومينفعش تتكلم عنها
سليم بعد ان هدا قليلا :فعلا هي قالت انها عندها مهمه
ازيس :وانت بقى شاغل بالك بيها ليه ان شاء الله هاه كانت مراتك ولا من باقي العيله ليه الاهتمام المفاجئ ده ممكن اعرف
سليم :..................
ازيس :رد عليه يا سليم متجننيش فيه ايه بينك و بينها
سليم :انتي اتجننتي فعلا ايه اللي هيكون بينا و بعدين ما انتي موجوده معانا طول الوقت و كلامها كله معاكي انتي انا قليل لما بتكلم معاها
نبيل :لا حول ولا قوه الا بالله ايه اللي حصلكم مش معقول شيطان احنا في رمضان اتفضل يا سليم اجهز عشان نروح نصلي التهجد وانتم اتوضوا و صلوا هنا يمكن ربنا يهدي النفوس رن جرس الهاتف فاسرعت نهى لتجيب
نهى :اهلا يا طنط اه ماما موجوده ماما كلمي طنط مريم
فاطمه :السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اخبارك ايه يا حبيبتي
مريم :وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته الحمد لله يا حبيبتي ممكن اكلم كارما اصل تلفونها مقفول
فاطمه :تلفونها مقفول والله خرجت من شوايا
مريم :خرجت راحت فين
فاطمه :بتقول مسافره شغل
مريم :مقلتش فين
فاطمه :الصعيد
مريم :يعني نفذت اللي في دماغها زي كل مره
فاطمه :تقصدي ايه يا مريم
مريم :بعد بكره سنويه يوسف اخوها وكل مره تروح الصعيد لواحدها تزوره و ترجع من غير ما حد يعرف
فاطمه :يا ضنايا يا بنتي البنت دي بتتوجع كتير ليه يا مريم
مريم :وكمان لو عرفتي انها كانت معاه في نفس العربيه اللي عملت الحادثه يا قلبي امها
فاطمه :مريم مش هينفع كلامنا كده انا هبعتلك نبيل يجيبك تباتي معايا وتحكيلي كل حاجه عنها بدل ما احنا نزود وجعها كل مره كده
مريم :ليه ايه اللي حصل
فاطمه :لما تيجي هتعرفي سلام
اغلقت فاطمه الهاتف ونظرت الى نبيل
نبيل :طبعا عايزاني اروح اجيب طنط مريم
فاطمه :برافو عليكي بالظبط كده
نبيل :طيب نفهم فيه ايه
نهى:وجع ايه اللي كارو فيه
ازيس :انتم ما بتصدقوا تلاقوا مبررات ليها
فاطمه :مبررات ايه لواحده راحه تحيي سنويه اخوها التوام تعرفي تردي عليه ولا خلاص الغيره عمت قلبك وبصرك اوعي تكوني فاكراني مش واخده بالي من معاملتكم ليها انتي و جوزك و كلامك اللي يسم البدن بس اقول ايه
نبيل :ماما اهدي ضغطك هيعلى
فاطمه :هو لسه هيعلى انت بتعمل ايه هنا مرحتش تجيب مريم ليه
نبيل :حاضر بس عشان خاطري اهدي نهى كوبايه عصير ليمون لماما على ما انزل اجيب طنط
فاطمه :مش عايزه حاجه انا داخله اوضتي على ما مريم تيجي
نزل نبيل و سليم لاحضار مريم كما طلبت منهم والدتهم
نبيل :سليم ازيس عندها حق فيه ايه بينك وبين كارو
سليم :انت كمان يا نبيل هتقول زيها
نبيل :من غير زعل انفعالك عليها النهارده خصوصا بعد تجاهلك ليها و معاملتك انت و مراتك اللي تطفش اي حد لا اكيد فيه حاجه على الاقل من نحيتك لان بصراحه البنت منفضالك
سليم :بجد منفضالي
نبيل :انت بالنسبه لها ولا شئ مهمه مفروضه عليها وبتعملها مكرهه عشان والدتك
سليم :كمان
نبيل :معاملتك يعني اللي كانت حلوه ده انت تطف... استنى هنا سليم اوعى تكون بتحبها طيب و ازيس اه كده فهمت ازيس حاست بحبك لكارو يا خبر معقول
سليم :بطل تخاريف احنا وصلنا اتصل بطنط مريم تنزل
نبيل :ماشي بس كلامنا مخلصش
اتصل نبيل مريم فاخبرته انها ستنزل على الفور
وصلت كارو لمحطه القطار وقطعت تذكره درجه اولى وبالفعل اصبحت في القطار لم يمر كثير من الوقت حتى تحرك القطار الى وجهته
بعد فتره من انطلاق القطار ذهبت كارما الى الكافتيريا لتناول كوب من القهوه او الشاي وقطع من البسكويت كسحور لها فهي تعلم انها لن تصل الى وجهتها قبل سبع ساعات وبما ان الساعه الان ال ٣ فجر فستصل تقريبا في ١٠ صباح
بالفعل وصل القطار في وقته المعتاد حملت حقيبتها و توجهت الى مقابر عائله سلطان كما اعتادت كل عام قبل ان تصل الى وجهتها اشترت اصيصين من النباتات كعادتها وذهبت لزياره توام روحها يوسف وصلت فوجدت العديد من الافراد يحيطون بالقبر يبدوا ان هناك حاله وفاه وقفت بعيدا حتى تبين لها الامر توفى عم والدها الذي كان يصارع المرض منذ فتره
ظلت على حالتها حتى ذهب الجميع فذهبت للقبر تتلمس واجهته وضعت الاصيصين و جلست تقرا القران الكريم في خشوع بينما كان هناك من يراقبها متعجبا من تكون لا شكلها و لا هياتها يدل على انها من البلد اسرع يخبر كامل سلطان كبير العائله و الاخ الاكبر للمتوفي و الذي طلب من بعض احفاده احضار هذه السيده للتعرف عليها
كانت كارما قد انهت قراءه القران وهمت بالرحيل حين رات القادمين نحوها يبدوا ان ما كانت تخشاه قد حدث وحانت لحظه مواجهه كبير العائله
طلب منها الرجال مرافقتهم لبيت كبير العائله الذي يريد ان يعرف من تكون ذهبت معهم دون اعتراض حتى وصلت لبيت جدها لابيها كبير عائله سلطان دخلت الى البيت الذي يشبه بيوت الاعيان في الماضي غير انه من الداخل مزيج ما بين الاصاله و الحداثه طلب منها الانتظار في احد غرف استقبال الضيوف حتى ياتي الكبير فوافقت
ظلت كارما في غرفه استقبال الضيوف حتى اذن لصلاه الظهر ولم يحضر احد لها و عندما اقترب وقت صلاه العصر همت بالانصراف من الغرفه لكنها وجدت احد الغفر يقف على الباب
الغفير :على فين
كارما :لو سمحت استاذنلي الكبير عشان اتوضى واصلي الظهر قبل ما العصر ياذن
الغفير :مقدرش اتحرك من مكاني لحد ما يجي امر من الكبير
كارما :تمام هيجي الامر ازاي وشكلهم ناسين اني هنا
الغفير :ادخلي جوه لحد ما الكبير يشيعلك
كارما :لا حول ولا قوه الا بالله عايزه اصلي
ارتفع صوتها حتى اتت سيده كبيره في السن يبدو عليها الوقار :فيه ايه يا غفير؟
الغفير :الست الغريبه اللي كانت في الجبانات عايزه تصلي يا حاجه بديعه
بديعه (جده كارما لوالدها) :وفيها ايه تعالي يا بتي اتوضي و صلي وعاودي اهنه تاني لحد ما الكبير يفضى انتي عارفه الظروف
كارما :شكرا يا حاجه
خرجت كارما مع جدتها بديعه توضات وصلت الظهر و العصر جمعا و قصرا فهي على سفر ثم عادت لغرفه استقبال الضيوف مره اخرى في حراسه الغفير
ومكثت بها حتى اذن لصلاه المغرب فصلت المغرب و العشاء جمعا وقصرا وما ان انهت صلاتها حتى دق باب الغرفه ودخل شاب من اول نظره ظنته يوسف اخيها لولا انها متاكده من موته لظنته هو بالكاد حافظت على هدوئها و وقفت فورا
الشاب :ممكن اعرف انتي مين وكنتي عند مقابرنا بتعملي ايه
كارما :ده سبب احتجازي هنا اطمن وطمن الكبير انا مقصدش مقابركم انا بس اتلخبطت بينها وبين قبر حد تاني وبعدين انا كل اللي عملته قعدت قريت قران وكنت ماشيه ايه المشكله
الشاب :حكيتي اللي عندك تمام هفترض ان كلامك صح قبر مين اللي كنتي رايداه
كارما :هتفرق قبر مين المهم انه ملوش علاقه بيكم لا من قريب ولا من بعيد و ممكن امشي عندي قطر كمان ساعتين
الشاب :يعني مش ناويه تتكلمي
كارما :لا اله الا الله
الشاب:محمد رسول الله بصي يا بت الناس لو وجفتي بين يد الكبير من غير ما تجولي الحجيجه ممكن تروح فيها رجاب
كارما :اللي عندي قولته
الشاب :اكده انا خلصت زمتي منك اتفضلي الكبير عايزك
مشت كارما خلف الشاب وخلفها الغفير فكرت ان تباغت الغفير وتهرب لكن الى متى ستهرب اليس من حقها زياره قبر اخيها
توقعتكم
بقلم Omnia Ayman 📖

حكاية حياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن