كان احمد يقبض بيده علي حور بجمود وغل سرعان ما تحولت تعابيره الي صدمه حينما رأي الدالف
احمد بصدمه : ماما
عبير بصدمه هي الاخري : ايوا يا أحمد ماما
احمد بنبره مهزوزه : جيتي هنا ليه وازاي
عبير بنبره ألم : هو ده بس كل اللي همك جيت ازاي وليه اقولك جيت ليه جيت عشان اشوفك وانت كده جيت عشان اشوف ابني اللي كسرني راجلي اللي مطلعتش من الدنيا غير بيه جيت عشان اشوفك وانت بتفتري وبتقتل وبتزهق روح مالهاش ذنب في حاجه جيت عشان اشوفك وانت بتقهرني وبتطعني بسكينه بارده جيت عشان اشوف الدكتور أحمد اللي بدل ما المفروض يحافظ علي ارواح الناس ايا كان مين هما الناس دول بيعمل عكس كده وياريت مع ناس مذنبه لا دي مع ناس مالهاش اي ذنب في اي حاجه جيت عشان اشوف ان وجودي مكنش ليه اي لازمه وان تعبي وتربيتي راحو كلهم في الارض ياخي دانا استحملت كل ده عشانك انت عشان تتربي بين ام واب عشا قاطعها احمد صارخا بوجع : أب ما تقوليش آب ده استحاله يكون أب دانا لو كلب عنده كان عاملني احسن من كده أب أب ايه ده اللي يعيش ابنه في زل ومعايره طول عمره أب ايه ده اللي عمري ماسمعت منه كلمه حبيبي او حتي عمري حسيت بحضنه عارفه هو لو كان بيعمل كده عشاني فعلا وعشان مستقبلي كان ممكن ده يشفعله عندي بس هو كان عايزني ابقي بس احسن من حمزه عشان ما يحسش ان أدهم احسن منه اما انا بقا مش مهم مش مهم هتوجع ازاي او حتي هحس بإيه المهم انه يكون الأحسن ثم اكمل وبدأت العبرات تشق طريقها علي وجنتيه ياريتك كنتي سبتيه و اخدتيني معاكي علي الأقل مكنتش هشوفه وهو بيضربك وبيهينك كل شويه مكنتش هسمعه كل شويه وهو بيعايرك بيا وبخلفتك ليا مكنتش هعيش وانا بكرهه دلوقت علي الأقل وقتها كان ممكن يبقي عندي امل ان هو بيحبني زي ما اي أب بيحب ابنه انتي بتضحيتك ده موتينيي بالبطئ وانتي مش واخده بالك
عبير بنحيب هي الاخري : صدقني انا فضلت علي امل ان هو يتغير هو نفسه كان وعدني بكده مرضيتش احرمك من ان يكون ليك أب زي باقي صحابك جايز اكون بسكوتي ده غلطت وغلطت اوي كمان بس والله يا بني مكنتش اعرف ان كل ده هيحصل فوق يا احمد و سيبها يا بني هي مالهاش ذنب ما تخليش كرهك ليه يعميك
احمد بابتسامه سخريه : هه افوق تعرفي الكلمه دي كانت تنفع بس من تلات سنين فاتو بس دلوقت معدتش ليها لازمه اصل كده كده خلاص اخدت اللقب وبقيت قاتل مش هتفرق بقا مره من اتنين او حتي تلاته قالها وهو يشير إلي كل من حور وحمزه بنظرات شيطانيه
عبير صارخه وشهقاتها تدوي في المكان : صدقني يا احمد لسه في فرصه أبوس ايدك يا بني ما تضيعش نفسك أكتر من كده دانا ماليش غيرك في الدنيا دي فوق يا احمد ما توجعش قلبي عليك يا بني انت مش بتنتقم منهم هما انت بتنتقم من اللي كان السبب في ان انت توصل لكده بس هو خلاص مات بس حقك هيجي برضه ربنا يا بني ما بينساش حد وما بيرضاش بالظلم سيبهم وتعالي انا وانت نرجع زي الاول انا وانت بس
كانت حور مستكينه بيده ولكن الزعر مسيطر علي تعابيرها بشده لا تقوي علي فعل شئ سوي البكاء والدعاء المكتوم
اما حمزه فكان مترقبا بخوف ليده التي تحمل السلاح خوفا من أن تخرج منه رصاصه تودي بحياتها في الحال
اخذت عبير في الاقتراب منه ببطئ مردفه بحنان سيبها يا حبيبي وتعالي في حضني تعالي نبعد عنهم كلهم
كانت تعابيره ترتخي تدريجيا وكان علي وشك الافلات بها ولكنها تحولت إلي جمود وكره عندما دلف كل من براء وريان وادهم و زياد وبعض من رجال الشرطه بعد ما حاصروا المكان وامسكو بكل من به بالخارج اما بالداخل امسك رجال الشرطه بكلا الحارسين وتولي أدهم وريان فك قيود حمزه اما براء فعندما رأي منظر حور تجمد بمكانه وكان علي وشك الاقتراب ولكنه تراجع عندما أطلق احمد رصاصه في الهواء مردفا بنبره جديه : المره الجايه هتبقي في دماغها لو حاولتو تقربوا مني تاني بينما حور ما ان سمعتها أطلقت صرخه قويه ولم تعد قدماها قادره علي حملها أكثر من ذلك فأخذ جسدها يرتخي تدريجيا حتي اغمضت عينيها و استسلمت لمصيرها
رددا كل من حمز وبراء اسمها بضراخ قوي
ولكن احمد لم تهتز له شعره بل أحكم قبضته عليها أكثر من قبل عندما رآهم علي وشك الامساك به فاردفت عبير صارخه : لا لا ابعدو عنه مالكوش دعوه بيه ثم امسكت بكف أدهم برجاء : أدهم عشان خاطري خليهم يبعدو وانا أوعدك والله هخليه يسيبها بس اديني فرصه وما تخليهمش يتدخلو
اومأ أدهم رأسه ايجابا مشيرا لهم ان ينتظرو لدقائق
ابتسمت له عبير بامتنان ثم سرعان ما توجهت ناحيه ولدها
عبير ببكاء احمد عشان خاطري يا احمد هات المسدس ده عشان خاطري ما تضيعش نفسك انت لو جرالك حاجه انا هروح فيها
احمد ببكاء وتلعثم : ل لا ه هما كلهم بيكرهوني انا مفيش حد بيحبني ه هما كلهم ببيحبوا حمزه وانا لا هما بيقولو عليا فاشل زي ما هو كان بيقول
كانت عبير علي وشك الرد ولكن قاطعها حمزه بهدوء: احمد صدقني احنا كلنا بنحبك وانت عمرك ماكنت فاشل بالعكس انت دكتور ناجح جدا ثم اكمل برجاء سيبها يا احمد سيبها انت مش وحش عشان تعمل كده سيبها
كان احمد يستمع إلي حديثه بتردد فعلم حمزه ان حديثه يتردد في أذنه فأخذ يكرره بهدوء حتي ارتخت يده تماما عنها
كادت راسها ان ترتطم بالارض ولكن أسرع حمزه تجاهها ومنع حدوث ذلك
كادو رجال الشرطه ان يمسكو به ولكن ما اوقفهم انه أرتمي بأحضان والدته باكيا كالأطفال مردفا بشهقات : ماما لا ابعديهم عني انا بكرههم كلهم بكرهمم ما تخليهمش ياخدوني مش انا احمد حبيبك ما تخليش حد ياخدني منك
زينب بنحيب و وجع وهي تشد عل احتضانه : محدش هياخدك مني يا حبيبي ما تقلقش انت هتفضل مع ماما ظلت تهدهده ولكنه بقي يردد كلهم بيكرهوني زي ماهو كان بيكرهني انا فاشل انا فاشل حمزه احسن مني
حمل حمزه حور متجها بها إلي المشفي ولحق به الجميع باستثناء أدهم طلب أدهم من رجال الشرطه ان يذهبوا وأنه سوف يلحقهم به ووافقو علي مضض إرضاء له
اتجه أدهم ناحيته وهبط الي مستواه مردفا بحزن وكأنه يحدث طفل وهو يربت علي كتفه كأنه يهدهد طفل صغير : قوم يا حبيبي يالا تعالي نمشي ما تخافش محدش هياخدك
نظر له احمد ببراءه وكأنه يستشف مدي صدق حديثه كالأطفال مردفا وهو يكفكف دموعه : بجد يا عمو يعني هفضل مع ماما وابعد انا وهي عن كل اللي بيكرهوني
أدهم وهو يحاول كبت دموعه : اه يالا قوم تعالي انت وماما يالا
قبض احمد علي يد والدته بشده مردفا بابتسامة : يالا يا ماما تعالي عمو حلو وهيودينا بعيد
عبير وهي تنتحب وتحتضنه بشده : يالا يا حبيبي يالا حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كان السبب
أنت تقرأ
حلم يقودنا لحقيقه
Randomليس من الضروره ان يكون الحلم أفضل من الواقع فهناك أحلام لو أصبحت واقع لقضت علينا وهناك أيضا واقع لو كان حلم لما كنا عايشناه بتلك السعاده