البداية 🖤

37.8K 256 19
                                    

أشرقت شمس الشتاء الباردة علي أحد  الأحياء الفقيرة حيث البيوت القديمه المتهدمة والمتلاصقة ببعضها  ،  القاذورات و الأوساخ والمياه  ملقاه في كل مكان ، علي ناصية  تلك البيوت كان بيت الست "هدي وبناتها "   كما يطلق عليها أهل الحي بيت قديم  عشوائي علي ناصية حارة أجنبية ضيقة ،  يتكون من طابق واحد تلتصق به البيوت من ثلاث جهات  فتشعر بداخله بالأختناق من صغر حجمه 

أستيقظت الست هدي امراءة خمسينيه جسدها ممتلئ ذات بشرة بيضتء وعين بنيه  داكنة ، استيقظت بتعب  كعادتها تجاهد جسدها المريض بداء السكري والذي تركه الزمن كعلامة في جسدها  لما فعل بها طوال عشرون عاما ، فطوال هذه المدة كانت هدي تعمل كخادمة في البيوت لتعيل بناتها واختها بعد وفاه زوجها و والديها ، قامت بتحضير طعام الافطار البسيط فتزينت طاولتهم الخشبية القديمه   بأطباق بسيطة وأصناف رخيصة من للأطعمة الشعبية ، كانت ترص الاطباق علي الطاولة حين قاطعها صوت احتكاك عجلات  الكرسي المتحرك الخاص باختها  من خلفها لتلفت بإبتسامة دافئة لاختها 

هدي:- صباح الفل يا هند 

هند بإبتسامة :- صباح الورد يا هدي .... تسلم ايدك انا هروح أصحي البنات 

هند امراءة اربعينة ذات جسد انثوي ممشوق وملامح أجنبية وعين زرقاء وشعر أصفر يصل لخصرها تبدو كالنساء التي تظهر   علي أغلفة المجلات ، ولكن هذا الجمال لا يري النور فهو  سجين العجز وكرسيها  المتحرك ، حركت عجلات كرسيها واتجهت لغرفة بسيطة  أساسها قديم مكونة من سريرين وخزاته ملابس وبعض الصناديق القديمه ...لتلقي التحية علي  فتاه تقف امام المرآة  ذات جسد نحيل وطول فارع وبشرة حنطية  وشعر قصير أسود يصل لكتفها تتخلله بعض الصبغات الصناعية الملونة ترتدي بنطلون ضيقا وكنزة صوفيه وتضع  مساحيق التجميل علي وجهها ...ابتسمت لها هند وقالت :- صباح الخير يا مريم 

مريم بلامبالاة :- صباح النور ياخالتو 

هند :- هي ملك مصحيتش لحد دلوقت  ؟!!!!

هزت مريم كتفها والقت نظرة علي سرير أختها وقالت :- لأ  

حركت هند كرسيها في اتجاه السرير ترقد عليه فتاة في الثانية والعشرون من عمرها بالرغم من جسدها الصغير الهزيل الا انه لايزال جسد أنثوي جذاب وبشرة بيضاء  عينان بنية واسعة ، أكثر ما يميزها  هو شعر أسود غجري مموج ،كثيف وطويل  ينتشر علي وسادتها .......كانت تغط في نوم عميق ولكن ...... قبضة يدها تعتصر أغطيه السرير والعرق يتساقط علي جبهتها بالرغم من برودة الطقس وصدرها يعلو ويهبط بقوة و الخوف يكسو ملامح وجهها و تصدر همهمات خوف من بين شفتيها ..

أقتربت منها هند بقلق وأخذت تهزها برفق  :- ملك ...ملك يا حبيبتي أصحي .....فوقي ياملك .......أصحي يا ملك 

تشنج جسدها وبدت كالغريق الذي يلتقط انفاسه بصعوبة ثم انتفضت من علي سريرها فجأة تنظر أمامها بخوف ...اعادها وجه خالتها الواقع وطمأنها فوضعت يدها علي قلبها تهدئ من سرعة ضرباته وقابلت عيناها المتعبة خالتها فقالت بلهاث :- صباح الخير ياخالتو 

أسيرة الوحشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن