الفصل الحادي عشر

124 4 0
                                    

الخلة: توحيد وضع الحبيب في مكانة لا شريك له فيها.
بعد أن أعطته الأمان تقبلت البعد وهي تعتصر شوقًا انكشفت الأمور وانقلب كل شيء رأسًا على عقب فهل ستخضع وتكره إذا وجدت كرامتك تهان وبك يستهان أم تستمر بقتل كبريائك، ذاتك؟

الفصل الحادي عشر
ميرا بموقف لا تحسد عليه تبكي وتداعب كلبها حزينة من فارس. بعد أن انتهت العلاقة أصر أن يستكمل ظلمه ألا يكف عن انتقامه بتركها. ومع ذلك لم تسمح لخالد برفضه من الشركة كي يظل قريبًا منها. وضعَ الشركة بمشكلة و في ظل شرودها دق جرس الشقة فنظرت من العين السحرية وهي تقدم خطوة وتأخر خطوة رأت رويدا تبكي وتهلل:
- الحقي بنور ستموت من شدة الصدمة عرفت كل شيء.
خبطت ميرا على صدرها وارتدت ملابسها بسرعة وذهبت معها
***
نور تصرخ تحطم كل شيء من حولها يحاول والدها أن يهدئ من روعها لكنها لا تسمعه انتقلت لعالم من الأوجاع وبعد دقائق قليلة ومحاولات فاشلة منهم أن تهدأ أشارت لهم بالخروج من الغرفة فامتنعوا هي لم ترهم فقط ترى الصورة التي قلبت موازين عقلها وجعلتها ترجع للوراء نادمة على إخلاصها وسذاجتها ارتمت على فراشها أمسكت قدمها بيدها نامت على الجانب الأيمن واستيقظت بعد عشر ساعات وجدت ميرا تجلس أرضا بجوارها والدها يبكي بجوار الحائط والدتها تبكي حتى انتفخت أعينها نظرت لهم وهي تحاول أن تنطق فشلت بجدارة تنحنحت كي يظهر صوتها دون جدوى فتحركت من فراشها وأتت بورقة وقلم وكتبت
- أريد أن أشرب .
وضعت الورقة بيد والدها المتعجب من صمتها
يسألها لمَ لم تتكلمي أنتِ غاضبة مني؟!
أومأت برأسها لا
كتبت:
لا أستطيع التحدث أبي، أنا بخير
ميرا تهمس بجوارها بصوت يكاد يختفي من الخجل تتأسف لها عمّا أخفته عنها بخصوص فارس، تلوم حالها كيف أخفت عنها شيئًا خاصًّا بها لكن كتبت نور عبارة زلزلت كيان ميرا
(أخفي ما تشائين فالآن أنا كصخرة أتوقع أي شيء من أي شخص حتى نفسي تاهت، أنا مغفلة وسأكتشف قريبًا مَن خدعني سواه)
توجست ميرا من كلماتها كيف لو علمت أنهم جميعًا يعلمون بما رأته بل هي خطة مشتركة بينهم؟ حتمًا ستنهار .
ظلت على هذه الحالة أربعة أيام لا تتحدث لا تذهب للعمل
***
كريم بالشركة يتعجب من غياب كلٍ من نور وميرا أيضا كلما سأل خالد عن نور يجيب فقط تعب بسيط غير مطمئن، هاجر أيضًا اختفت دون مقدمات أتته رسالة هاتفية أن هاتف نور أصبح متاحًا الآن، فاتصل على الفور وتحدث بلهفة
- نور أينَ أنتِ؟
تنحنحت ميرا وبجدية
- أنا ميرا يا كريم نور غير قادرة على....
أخذت نور الهاتف من يدها وحاولت مرارًا ثم حركت شفتيها
- ك ك كريم
ثم بكت بحرقة.
سألها ماذا بها
فكتبت لميرا أن تطلب منه أن يحادثها على الماسنجر، أغلق الاتصال وهو بقمة لهفته وفضوله ماذا أصابها؟
نور typing: أنا كنت ضحية كذبة كبيرة عشت سنوات مقهورة عملت بشركة أبي لأشغل حالي طيلة الوقت بالعمل كي لا أفكر ولمَ أفكر، بمن أفكر لن أصدق مخلوقًا على وجه الأرض يا كريم.
كريم عاقدًا حاجبيه typing: لم أكن أعلم أن مجرد خلاف مع ميرا سيفعل بك كل هذا.
نظرت لميرا بخذلان وعيناها تلومها على ما أخفته عنها واستكملت حديثها مع كريم فهو لم يفهم سببًا واضحًا لهذه الحسرة والحزن بحديثها يحاول أن يعرف والفضول يهيمن عليه.
ما أقسى أن تعيش الفتاة فترة من الألم تنغلق تنفصل عن الحياة تحزن على ما لا يستحق الحزن.
بعد حديثها المبهم مع كريم جلست القرفصاء وطلبت من ميرا كوب ماء دمعت عينها وربتت على كتفها برقة:
-صديقتي سمعت صوتك من جديد
نور بدلال
- صديقتك التي أخفيتِ عليها أنك على علاقة بمن؟ بفارس؟ ولمَ سيتركك لو أخبرتِني؟
ترددت ميرا ثم قررت أن تخبرها أن وظيفتها كانت من حق فارس لكن والدها فضلها عليه كي تخرج من حالتها النفسية عقب وفاة ياسر لكنها لم تصدق فهذا السبب غير كافٍ ليندس بينهم ويحاول تدمير الشركة.
نور تردد: ياسر ياسر ثم تنهار بلحظة وتحطم كل ما حولها بالغرفة تمزق خصلات شعرها وتلطم وجهها.
دخل والداها لمحاولة تهدئتها وهي بحضن ميرا تبكي وتبكي ثم بعد دقائق نجح الجميع بتهدئتها جميعهم كانوا يعلمون هذا لكن والدها رفض أن يطلب منها العدول عن عشق هذا الندل دون مبررات فقرر معه أن يفتعل هذه المكيدة فالحقيقة هي ( لم يمت ياسرر!!!!!!)
وما رأته نور هي صورة لآسيا وائل سمرة وياسر وخبر تهنئة بخطبتهما يظهر بأبهى صورة يبتسم لم يبتسم بجوار نور بصورة واحدة. بعد أن هدأت طلبت من والدها أن تخرج معه كصديق ليس كأب فحين يتعامل الأب مع ابنته كصديق يحتويها ولن يتركها لتفاهات أصدقاء السوء، أخذها والدها لمطعمها المفضل وطلب لها وجبتها المفضلة (تشيكن بارميچانا) كانت حقا جائعة لم تأكل منذ أيام فقط تحتسي العصائر وقبل أن تأكل طلبت من والدها أن يحكي لها ما حدث تفصيليا:
لمَ تصرف ياسر بهذه القسوة؟ لمَ كذبت أخته؟ هل هو حقا مريض؟ ماذا حدث؟
طلب منها أن تأكل وسيروي كل شيء وهما يحتسيان القهوة.
***
ميرا تهندم المنزل مع رويدا ابتاعتا ورد الچوري لنور ووضعتاه بغرفتها رويدا سعيدة لنهوض نور من هذا الكابوس حتمًا كانت ستعرف يومًا ما.. تأخر هذا اليوم لكنه يوم استعادة نور للحياة بكامل إرادتها أن تعيش.. ميرا قلقة مما سيقوله خالد لنور هل ستنتهي علاقتها بنور أم تتفهم الموقف؟

استكانة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن