رواية اسباب لقائنا غير متوقعة ):! [ مكتمله ] ~

part 41

كان هارو على حافه حائط البنايه التي يحتوي طولها ستين طابقا

واقفا هناك والهواء البارد يعبث بخصلاته الغرابيه ورغم الرياح الشديده والجو المثلج الا ان يديه كانت تتعرق جاعلةً من ذلك الدم يصبح رطبا

كان خائفا ، خائفا بشده لكن ليس من القبض عليه وليس لأنه يقف الان على بعد ارتفاع شاهق بل خائف من الذي ينظر اليه الان

ذلك السفاح الذي لا يهاب شيئا هو في الحقيقه يخاف بشده من شخص واحد فقط

'

جيون ؟ كان قلبه لا يقل خوفا عن الاخر بالكاد استطاع ان يقف بجسد مرتجف وصوته الذي اطلقه كان مهزوزا كفايه ليصل ارتجافه الى الاخر

جيون :" م ماذا ت تفعل ؟"
هارو :" انا الان على بعد خطوتين من الحافه "
جيون :" . . . "
هارو :" هل ستأتي وتنقذني ؟"
جيون :" ه هارو.. "
هارو :" سآخذ خطوه اخرى ! لذا تبقَى خطوه اخيره "
جيون :" . . . "
هارو :" كل ما عليك فعله هو ان تسامحني "
جيون :" ا.. "
هارو :" اذا كنت ستتركني ! لن افكر مرتين ! سأذهب الى الاسفل "
جيون :" ل لا تكذب ا انا لا استطيع.. "

كان هارو خائفا من سماع كلمات الاخر لذا استمر بمقاطعته وجيون كان كل عظم بداخله يرتجف وكلما فتح فمه للتحدث كان من الصعب ان يخرج حروفا

هارو :" اذا كنت ستتركني ؟ لا ليست كذبه ! سأنهي حياتي ! هنا ! والان ! . . . امامك "
جيون :" . . . "
هارو :" كل ما عليك فعله هو امساك يدي وعناقي كبرهان على مسامحتي حسنا ؟"

كانت نبرته توسلا اكثر من تهديد ومد يده لجيون للأمساك بها بينما يقوس حاجبيه وشفتيه

كان يبدو كما الجرو الحزين الذي لا يريد الافتراق عن مالكه ولأن الوفاء من صفاته ؟ هو لن يقبل بشخص اخر ويفضل الموت على ان يعيش دون تدليل مالكه له

كان همه الوحيد البائس هو ان يتركه جيون بعدما عاش بنعيمه ! متجاهلا التفكير بمشاعر الاخر الان

لو فكر لثانيه ، لو امعن النظر بتلك الاعين ، لو اعطى جيون فرصه للتحدث لأستطاع رؤيه خوف الاخر من خسارته وعلم انه اتى لأنقاذه وليس ليراه على حافه الموت امامه

كان جسد جيون بأكمله يرتجف وعقله غاب عن الوعي لذا بدلا من ان يرى تلك اليد ويمسك بها كانت افكاره تأخذه للكثير

يفكر انه الان ان سقط لا امل له بالنجاه وتلك الثلوج المتراكمه بالاسفل البيضاء بلونها ذاك ؟ سيطغى عليها لون الدماء اثر قوه الاصطدام

وسيبقى ذلك الثلج يمتص اخر قطره من دم محبوبه وهذا سيكون اخر مشهد يراه به