رواية - فتاة ذوبتني عشقا -
الجزء السابع عشر** صوت صفارة الاسعاف يرن في ارجاء المكان وصولا الى المستشفى ... ترجل الجميع بسرعة البرق يأخذونها من السيارة لغرفة العمليات سريعاً .. بينما فارس يركض خلفهم .. يتبعه والده .. ثم والدته .. من ثم سليم .. وقمر .. وفي النهاية وصل ليث مهرولاً بملامح صفراء شاحبة ... مازال الجميع مصدوم .. والدتها الي تولُل على حال ابنتها خوفاً ان تفقدها .. بينما قمر تحتضنها وهي تهدء من روعتها وخوفها وتتطمئنها ببعض الكلمات المهدئة .. بينما فارس يقف وللمرة الثانية مكتوف اليدين عاجز عن فعل شئ لاخته كما عجز تماماً عن فعل شئ لحبيبة قلبه .. كانت الصدمة كبيرة عليه .. بل تلقى عدة صدمات كبيرة هذه الفترة ولكن اكبرها دخول اخته للعمليات وخطورة حالتها ..
ليث .. كان يقف بعيداً عن الجميع يخفض بصره للأرض .. ينظر امامه بشرود مصدوما مما حدث .. لا يعلم كيف ولكن يشاء الله في دقائق ان يغير الأحوال .. فهي كانت تحدثه يعلم انها لم تكن بخير ولكنها كانت جيدة الصحة .. يكفي ان يستمع لصوتها مهما كانت حالته فهو كان سيغير ذلك .. ولكن الآن الحال تغير .. هي بين يدي ربها .. لا يستمع الى صوتها .. لا يحادثها .. لا يتشاجر معها ويجادلها .. لا يغازلها فيجعلها حمراء اللون .. يخاف ان يفقدها كما فقد الغير وما كان الفقد إلا مراراً يلذع القلب ويترك الذكرى السيئة .. يدعو الله ألا تتركه مثلما تركه الجميع .. وان تكون جواره .. شريكة لحياته .. زوجة صالحة .. تُسانده في شدته .. تفرح لفرحه .. تحزن لحزنه .. لم تكن احلامه سوى هكذا .. ويعلم جيداً ان حنين هي فقط من ستقف جواره وهي من ستتفهمه .. رفع رأسه لـ أعلي يسنده علي الحائط خلفه داعياً من داخله لها ..
مرت الساعات وكُلهم صامتين .. الصمت يعم المكان وسيده .. خرج الطبيب من غرفة العمليات ونظر للجميع ثم توجه نظره لفارس قائلا ( دكتور فارس .. أولاً الف سلامة علي اخت حضرتك !) هز فارس رأسه مستجيباً قائلا بقلق ( متشكر .. هي اخبارها اي يا دكتور !؟) تنهد الطبيب بأسـف ( حالتها نوعا ما مُستقرة نرجو الدعاء لها .. حصل إصابات جامدة في الدماغ .. ممكن تكون الإصابات دي تسببت بأي حاجة عندها .. احنا منقدرش نحدد غير لما المريضة تفوق ونبدأ نعملها إشاعات علي الدماغ ونشوف هي هتشتكي من اي ؟) ابتلع فارس غصته .. بينما والدتها جلست تبكي اكثر وقمر تهدئها داعية لحنين .. بينما سليم وضع يديه فوق كتف فارس بتنهيدة قائلا ( ربنا يقومها بالسلامة !) .. بينما ليث يتابع حديث الطبيب بفقدان لكل شعور حوله .. لا يعلم بماذا يشعر .. أيشعر بالغضب ام الحزن ام الصدمة ام جميعهم .. اكمل الطبيب قائلا ( ربنا يقومها بالسلامة ليكم .. عن اذنكم !) ثم غادر من امامهم بينما الجميع وقف بهمه يسانده الحائط ... اتت ممرضة إليهم قائلة بخفوت ( ربنا يقوم الانسة علي خير .. بس زي ما حضرتكم عارفين مينفعش العدد دا يبقى في المستشفى عشان لو حصل اي ظرف طارئ علي الأقل يكون موجود تلاته بس !) هز سليم رأسه بإيجاب لها قائلا ( ماشي متشكرين !) ثم نظر لقمر قائلا ( خدي عمو وعمتو عندنا البيت ياقمر عشان يرتاحوا وانا هفضل هنا مع فارس !) هزت والدة حنين رأسها بنفي قائلة ببكاء مرير ( لا لا .. انا مش هسيب بنتي وامشي .. انا مش هسيبها وامشي !) استمع فارس لكلامتها بأسى ثم اقترب من جلستها وجلس علي ركبتيه امامها قائلا ( ماما ياحبيبتي .. روحي مع قمر البيت وحنين اول ماتبقى كويسة هطمنك .. ارتاحي ياحبيبتي عشان تبقي مع بنتك لما تفوق !) اكمل سليم علي حديثه ( يلا يا عمتو انا هوصلكم البيت قومي بقا !) هزت رأسها علي مضض وقامت معهم بينما قمر التفتت لفارس وابتسمت إبتسامة اطمئنان فبادلها الإبتسامة قائلا ( خدي بالك من ماما !) ( حاضر !) اجابته بخفوت ثم ذهبا مع سليم ووالدهم لما ينطق بكلمة واحدة ..
أنت تقرأ
فتاة ذوبتني عشقًا
Romanceأسرتني عَينيها العسليتين مُنذ اللقاء الأول ، لِقاء ليس في الحُسبان ! وشخصيتها ليست كأي شخصية قُوتها ، حَنانُها ، حُزنَها ، ضَعفُها ، بُكَاءُها ، ضِحكتُها ، إبتسامتها جمعيهم اصابوني بشلل ثُلاثي الابعاد في كل مكان في جسدي ، دفعني كل انش في جسدي أن أم...