رواية - فتاة ذوبتني عشقا -
الجزء الواحد وعشرين 💖** صوت سيارة الاسعاف يرن في ارجاء المكان ناقلاً نور بعدما استقبلت رصاصة في بطنها بسبب تلك المشاجرة التي كانت في حارتها .. يقف تامر مصدوماً .. خائفا بل مرعوباً عليها .. خوفا ان يفقدها فهي من عوضته عن الجميع .. يتذكر رؤيتها بدمائها دون حول او قوة .. تنام مستسلمة بلا هوادة .. انتبه لنحيب والدتها فجلس جوارها قائلا بحزن ( هتكون كويسة يام نور .. هي محتاجة دعواتنا ) فقالت والدتها بنحيب ( اه يابنتي .. بنتي بتروح مني .. يارب اشفيها يارب !) اغمض عينيه بقهر عند تلك النقطة خوفاً ان تذهب نور بالفعل ولكن هو واثق بأنها لن تتخلى عنه إطلاقاً ستكون جواره .. فهي وعدته بذلك وهو يدعو الله ان يجعلها توفي بوعدها له وان تكون جواره .. استند برأسه على الحائط منتظراً خروج الطبيب ليطمئهم عن حالتها ... مرت ساعة واثنتان والطبيب تأخر لديها .. هل حالتها خطيرة لتلك الدرجة .. بدأ يتعرق كثيراً خوفاً .. لا يدري كيف يهدأ والدتها ويطمئها وهو غير مطمئن في الأساس ... مرت ساعة اخرى وخرج الطبيب وملامح الأسى على وجهه قائلا ( حالتها كانت خطيرة جدا ومازالت خطيرة .. انا لازم اعرف صلة حضرتكم بيها عشان في موضوع مهم لازم نتكلم فيه .. ) قامت والدتها ببكاء مرير قائلة ( انا امها يادكتور طمني بنتي مالها ؟) وقال تامر بخوف ( انا خطيبها .. في اي يادكتور ؟) هز الدكتور رأسه بأسف قائلا ( الرصاصة جت في الرحم و للاسف اتأذى .. لازم نعملها استئصال رحم فوراً .. !) شهقت والدتها بخوف بينما تغيرت ملامح تامر للصدمة وهي ينظر للطبيب وتراجع خطوة للخلف وكأنه يتراجع عن مصير كامل .. بينما قالت والدتها بعد لحظات ساكنة وكأنها تفكر ( شيله يادكتور شيله بس بنتي تبقى كويسة الله يرضى عليك ياربب .. يارب بنتي يارب !) ساندها الطبيب واجلسها قائلا ( حاضر ياست الكل .. ادعيلها !) ثم نظر بطرف عينيه لتامر المصدوم الذي كان بعالم غير هذا العالم ويفكر فيما سيحدث .. ثم دلف الطبيب مرة اخرى لغرفة العمليات تاركا اياهم .. والدة نور تدعو لها بالشفاء وتنظر بين حين وآخر لتامـر بهدوء تـام تنتظر أي ردة فعل منه .. سواء بتكملة مصيرهم او انهاؤه ..
- علي و ورد -
** اتى صباح يوم جديد .. استيقظ علي على صوت ناعم جواره أذنه .. ( علي .. اصحى ياعلي !) فتح عينيه بخفوت ونعاس ينظر لمن ينادي عليه فوجدها ورد .. نظر اليها بفزع واستند على ذراعيه فقالت له بدفئ ( اهدى مالك انا ورد .. انا الدكتور ورد !) هز رأسه بإيجاب ثم قال ( اه صحيح .. بس انتي دخلتي البيت ازاي ؟) نظرت له بإستغراب ( انت نسيت ولا اي .. انا خدت منك نسخة امبارح عشان لما اجيلك كل يوم !) هز رأسه سريعاً قائلا بنبرة مرهقة ( اه صح صح .. انا نسيت باين !) ابتسمت بدفئ ( مافيش مشكلة .. دلوقتي في معايا ممرض هيساعدنا عشان نحطك عالكرسي بتاعك عشان يسهل حركتك ماشي !) همهم بتفهم قائلا ( هيفضل معانا طول اليوم دا ؟) هزت رأسها بنفي ( لا مش طول اليوم اوي في اوقات زي دي يعني لأنه اكتر حد أمان ممكن يساعدنا يعني بدل ماندخل حد غريب وامم انا بنت معاك وكدا !) هز فـ اومئ برأسه قائلا ( تمام .. ناديه يعدلني ويقعدني يلا عشان عاوز اقوم اغسل !) وقفت مكانها ونادت الممرض ثم دلف وهو يُلقي تحية الصباح باحترام قائلا ( صباح الخير !) ابتسم له علي ابتسامة صغيرة راضية ( صباح النور ) ساعده الممرض في الجلوس على كرسيه المتحرك .. ابتسم له علي ثم بدأ ينظر لذلك الكرسي بشرود .. سبحان من غير احواله بين يوم وليله كان يقف على قدميه اصبح عاجز بكرسي متحرك يخدمه الناس .. كان دائما يفكر بالايجاب لحالته تلك ولكن هو لم يشعر بأي ايجاب الى الان بل فقط يشعر بالاختناق ... خرج الممرض برفقة ورد ثم عادت ورد مرة أخرى قائلة ( بقولك في ناس جيرانك وانا طالعة عايزين يجو يشوفوك قولتلهم بعد العصر ماشي ؟) زفر بضيق وهو يمشي بالكرسي المتحرك الي المرحاض ( هو انا ناقص حد هيطلعو يقولو ويعيدو ) تنحنحت ورد بخفوت ( اممم .. !) فهز رأسه لها وقال ( متهتميش ) ثم دلف للمرحاض ومد يديه يفتح الصنبور وغسل وجهه ويديه وتنفس بتعب بينما هي طرقت بخفة على الباب ( ينفع ادخل ) قال وهو مغمض العينين ( تعالي ) دلفت إليه وابتسمت بتنهيدة ثم فتحت الماء وبدأت تساعده في تغسيل يديه ووجهه وشعره ... خرجا من المرحاض للخارج ثم قالت ( عندك مين قريب منك يساعدك في اللبس وكدا ؟) هز رأسه بلا اهتمام ( معنديش حد .. انا وحيد كدا !) ثم نظر من شرفة النافذة وهو ساكن وهادئ بينما هي تنظر له بحزن لحاله .. ثم ابتلعت غصتها وقالت ( هحضرلك الفطور وبعدين نبقى نتكلم !) لم يجيب بل ظل ساكنا ساكتاً عن الحديث .. ينظر للخارج بشرود بالغ ..
....................................
- فرح وسليم -
** كانت تجلس جواره تنظر لقدميه التي تهتز بعنف لحال اعصابه المتوترة الغاضبة .. نظره موجه كالصقر لوالده .. وضعت يديها فوق يديه تهدأ اعصابه فلم يهدأ بل ظل على حاله .. نظرت لوالد سليم فكان ينظر إليه بنظرات هادئة .. نظرات غير مفهومة ولكن وحده سليم يفهمها .. يعلم جيداً تلك النظرات وما وراءها من مكايد وامور تغيظ سليم .. قال بنبرة خافتة ( مش يادوب بقا ولا اي .. جيت باركت لـ قمر وخلصنا ) قام والده من مكانه قائلا ببرود ( يادوب انا فعلا كنت ماشي .. بس عايز اقولك كلمتين على انفراد كدا !) ثم نظر لـ فرح فأرتبكت مكانها وابعدت نظرها عنه سريعاً .. بينما سليم يراقب الموقف ثم خرج هو ووالده للخارج قائلا ( خير ؟) اشعل والده سيجارته وهو يقول ( مراتك ؟) رفع سليم حاجبيه قائلا ( مالها ؟) فقال ذلك بنبرة ساخرة يغيظ بها سليم قائلا ( كانت بتاجر في المخدرات هي واخوها ) صمت للحظات وهو ينظر لملامح والده ثم قال ( وانت اي عرفك .. مش انت بتقول انك بعيد عن السكة دي ) فقال والده بتمثيل صادق ( طبعا يابني .. انا بعيد عن الموضوع دا من زمان بس عرفت يعني وقولت .... ) لم يكمل كلامه بسبب مقاطعة سليم له قائلا ( انا عارف .. وعارف كل حاجة ... ياريت انت متدخلش ) ثم التفت ودلف للمنزل ونظراته مسلطة على فرح لا غيرها .. بحدة .. برود .. من ثم تحولت الي هدوء تام وهو يقول ( قومي يلا عشان نروح البيت ) تنحنحت ببعض التوتر قائلة ( ح.حاضر يلا ...) وقفت والدته جواره وهي تقول بحنان ( متعصبش نفسك يابني اهو مشي وخلصنا !) هز سليم رأسه بإيجاب وودع والدته وقمر ساحبا معه فرح بقوة ضاغطاً على يديها ......
..........................................................
أنت تقرأ
فتاة ذوبتني عشقًا
Romanceأسرتني عَينيها العسليتين مُنذ اللقاء الأول ، لِقاء ليس في الحُسبان ! وشخصيتها ليست كأي شخصية قُوتها ، حَنانُها ، حُزنَها ، ضَعفُها ، بُكَاءُها ، ضِحكتُها ، إبتسامتها جمعيهم اصابوني بشلل ثُلاثي الابعاد في كل مكان في جسدي ، دفعني كل انش في جسدي أن أم...