الجزء الخامس والعشرين والأخير 💛

22.7K 518 23
                                    

رواية - فتاة ذوبتني عشقا -
الجزء الخامس والعشرين والاخير ❤

** كان يسير بخطى سريعة تشبه الركض ليصل للمكان المبتغى .. ليرى ما يحلم به طوال هذه الفترة الصعبة التي يمر بها .. فترة موت ابنته .. ها هو يذهب للمكان الذي امسك به والده متلبساً بمتاجرة اعضاء الاطفال .. وصل للمكان اخيرا مرتديا ملابس عمله التي اقسم انه سيرتديه لآخر مرة ... دلف للغرفة التي بها والده ووقف عند الباب ينظر إليه .. بكره .. بغضب .. بـ نفور .. بكل ما يتخيله القلب من كره بالمعنى الحرفي .. فهو لا يطيق حتى النظر إليه .. يشمئز كونه والده ... يكره وجود الدم الذي يسير في شريانه من ذلك الرجل .. تذكر عندما اتت رسالة لهاتفه تحتوي على « البقاء لله في موت بنتك وحماتك .. كان نفسي اخد السنيورة معاهم بس بصراحة انت صعبت عليا .. عموما انا فاعل خير اوي وانت تعرفني اوي » استشاط غضباً من تلك الرسالة وعندما علم من مُرسلها غضب اكثر .. لم يكن سوى أباه الحقير .. لم يكن سواه قاتل امه وابنته وام زوجته .. قتلهم بدم بارد ليحرق قلبه .. قتلهم بدم بارد ليتاجر في موته مع عصابة اخرى .. ولأنه خطر عليهم وعلى عملهم اراد موته .. اراد موت ابنه .. لحظات من السخرية احتلت قلبه لذلك التعاطف .. اقترب بخطى هادئة وقدميه تطرق الارض بعنف .. وقف امام والده ونظر ليديه المكبلة ولعناصر الشرطة التي تحاصر المكان .. نظرات باردة للحظات ثم ضربه في منتصف وجهه تشفي غليل قلبه .. ترنح العجوز للخلف قليلاً متأوهاً ... بينما وقف علي سريعاً أمام سليم قائلا ( مينفعش ... عشان خاطري امسك اعصابك هيترمي في السجن .. ) بصق سليم على والده صارخاً ( اقسم بالله ما هسيبك الا وانت واخد إعدام .. عشان اشفي غليل قلبي واخد حق بنتي ... انت احقر شخص شوفته في حياتي وانت متستاهلش في حياتك غير المرض والموت .. وربنا مش هيسيبك غير بموته زي الإعدام كدا هي الي تستحقها .. ) نظر إليه والده بسخرية ثم اخذوه رجال الشرطة بينما سليم يتابعهم بغضب شديد .. اخرج سلاحه ورفعه تجاه والده ولكن امسكه علي سريعاً صارخاً ( لا ياسلييم .. لا عشان خاطر ربنا ومراتك .. هتودي نفسك في داهية بسبب واحد اخرته اعدام .. ) نظر إليه سليم بغضب ثم تخطى خطوتين للإمام وهو يتابعهم وهم يضعوه في سيارة الشرطة ويركب جواره شخصين بأسلحة وشخص يقود .. لم تتحرك السيارة سوى خطوتين ثم انفجرت مكانها .. عاد سليم مرمياً للخلف بسبب الانفجار الكبير ... نظر الجميع للسيارة المفتته بحريق بصدمة .. بينما سليم مرمياً أرضاً رأسه ناحية السيارة ينظر لها بصدمة كبيرة .. ها هي نهايته .. مات متفجراً محروقاً منتحراً ... اخذ معه ارواحاً لا ذنب لها .. واخذ من قبل ارواحاً لا ذنب لها ...
...
استيقظ سليم من شروده على ذلك اليوم منذ سنتين .. استيقظ على شعوره بيديها على كتفه وهي تبتسم بهدوء .. تلك الإبتسامة الصفراء التي تشق طريق خديها منذ وفاة ابنتها .. على حالها للان .. تنهد بعمق قائلا ( اخبار البيبي اي ؟) ثم وضع يديه على بطنها فهزت رأسها بخفوت ( كويس ... كل حاجة كويسة ياحبيبي .. ) اقترب منها معانقاً إياها بحنان واضعاً رأسه في ثنايا عنقها .. مغمضاً عينيه تعود به الذكري ليوم جلوسه امام مقبرة ابنته ..

فتاة ذوبتني عشقًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن