الجزء الثاني والعشرين

29.5K 589 30
                                    

رواية - فتاة ذوبتني عشقا -
الجزء الثاني والعشرين ❤

- تيم وطيف -
** يجلس جوارها في غرفة المستشفى .. بعد ان اجرت عملية خطيرة في المستشفى .. تمر ايام منذ يوم عمليتها وهي نائمة لا تستيقظ .. ملاكه الجميل الحنون .. كان يجلس جوارها دون ملل منتظراً منها الاستيقاظ يتذكر تفاصيل حياتهم سويا .. منذ لقاءه بها حتى يومهم هذا .. كيف جعلته يحبها بعفويتها وحنانها .. منذ اليوم الاول وهو اسير لها ... ولكن دائماً ماكان الماضي يقف في وجهه فيظلمها أكثر .. يهينها يسرق ما لم يكن له الحق به .. بينما هي لم تكن تستطيع ان تنطق بشئ امامه ..
هي الاخرى رغم ما كان يفعل بها لم يكن لديها سواه ليحميها من جشع الدنيا .. ولكن لو كان لديها فرصة للعيش في أمان بعيداً عن ظلمه كانت لتذهب .. ولكن في بعض الأوقات كان يمنعها شعوراً غير معروف .. رغم تملكه وساديته معها وإهانته لها إلا ان ذلك الشعور كان اقوى .. كانت اقوى بأنها تعلم ان داخله طفل صغير مسجون .. يود ان يخرج ولكن لا يجد يداً تمسك به لتخرجه ..
كان تيم جالساً على كرسي جوار فراشها .. ممسك بيديها بين يديه ومنحني على الفراش بتعب مغمضاً عينيه .. بينما هي وبعد ايام في غيبوبة تشعر الآن انها عادت للحياة .. عادت لرؤية النور .. بعد ان واجهت صدمة بـ عمل عمليتها في قلبها .. فكانت في البداية ترفض خوفاً من الموت في العملية .. ولكن تيم اجبرها على إجراؤها .. لأن نسبة موتها دون إجراؤها كان أكبر .. وهو كل ما يخشاه الآن هو ان يفقدها .. اخذت تنظر لسقف الغرفة قليلاً بشرود  وكأنها تستوعب انها الآن في الحياة وتستوعب بماذا تشعر الآن .. ومع استوعابها شعرت برأسه على يديها .. انتقلت بنظرها له فوجدتها بجلسته الغير مريحة .. نادته بصوت هامس ( تـ.يم ) همهم بتعب غير مستوعب هو الآخر ولكن عندما استوعب صوتها اعتدل سريعاً في جلسته وهو يقول بـ لهفة ( طيف .. انتي صحيتي ) ثم شقت الإبتسامة الواسعة طريقها وهو يقول ( حاسة بأيه .. انا هنادي الدكتور حالا ..) هزت رأسها بنفي قائلة ( اهدا طيب .. انا ..كويسة .. ) ثم مدت يديها تمسك بيديه بحب قائلة بهمس ( قرب ) جلس على طرف الفراش واقترب منها فحاوطته بيديها تحتضنه بينما هو يحتضنها دون ان يضع ثقله عليها قائلا بخفوت حزين ( وحشتيني .. ) غرزت يديها في شعره مغمضة عينيها بإبتسامة مُرتاحة ( وانت وحشتني اوي .. ) ظلا هكذا لدقائق وكأنهما يعوضا ما فات من فراق وخـوف ...
........................................................

- فرح وسليم -
** دلفت إليه في غرفة نومهما ورأته جالساً يعبث في هاتفه بشرود .. فقالت بثبات حاد ( انا عايزة اروح اشوف ماما واخواتي ..) نظر لها بخفوت وقبل ان يجيب قالت ( لوحدي .. وصلني وابقى تعالى خدني ) قوص حاجبيه بأمتعاض ولكنه لم يعترض قائلا ( هاجي اخدك امتى ..؟) هزت كتفها بلا معرفة قائلة ( وقت مانت عايز .. عالعشا كدا يعني ) ثم تقدمت للخزانة وهي تُخرج ملابس لها .. نظر للملابس ولها فوجدها تخرج ما تحب ارتداءه دوماً وما رأها به اول مرة .. ذلك الشال ذو غطاء رأس ويخبئ نصف وجهها .. اخذت ملابسها دون ان تنظر له مرة اخرى للمرحاض وارتدت تنورة فضفاضة باللون البني و كنزة من اللون الابيض .. ثم خرجت أمامه وهو ينظر لها ويتابع جميع تحركاتها الهادئة .. ثم تناول في يديه ذلك الشال ذو اللون الاسود ووقف خلفها يساعدها في ارتداؤه .. نظرت له من المرآه وهي ترتدي حجابها ثم وضعت غطاء الشال فوق رأسها هو الآخر .. كانت تريد الالتفاف له ولكنه امسكها من ذراعيها امام بطنها وهو يعانقها من الخلف قائلا ( لسه زعلانة مني ؟) استند برأسه على كتفه بسبب فرق الطول بينهم .. فقالت بنبرة غير مهتمة ( وازعل ليه هو انت غلطت لا سمح الله !؟) ابتسم بعبث وهو يقبلها على خدها ثم قال ( اه ياستي غلطت وبعتذر منك وانتِ مش راضية تتصالحي .. ممكن بقا خلاص كدا ونرجع كويسين زي الاول ) قوصت حاجبيها بتهكم ثم ابعدته قائلة ( يلا ياسليم ) شددت على اسمه بغيظ ليقول بعشق غامزا ( يلا ياعيون سليم !) لم تستطع ان تمنع خديها من الاحمرار خجلاً ولكن ملامحها العابسة ايقنت له انها غير راضية أيضاً .. امسك بكفها بين كفيه وهبطا سويا للسيارة ليوصلها لمنزل اهلها .. وكان طوال الطريق يتغزل بها وبجمالها محاولةً ارضاؤها ...
.........................................................

فتاة ذوبتني عشقًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن