عاد من شروده وهو يزيل دمعة هاربة عن عينيه بقهر وألم .. يوزع أنظاره لتلك الصور المطبوعة بكل مكان .. أخذ يناظر تلك الصور بحنين .. حنين يشق عليه الحياة .. لكن هكذا أفضل .. هكذا أفضل بكثير .
أخرج هاتفه وقام بإجراء اتصال هاتفي .. ووقف ينتظر الرد حتى أتاه .. ليجيب بهدوء : أنا مستعد .. أجي امتى النهارده ؟
-----*-----*-----
كانت تقف في المطبخ تقلب طعام العشاء الذي تعده من أجل حماتها المصون والتي ستأتي لتناوله الليلة معهما كعادة كل جمعة .. لم تستطع صبرًا .. فأغلقت الموقد وتوجهت الي غرفتها تجذب الهاتف ... وقامت بطلب صديقتها التي ما إن أجابت حتى اندفعت رغد في تساؤل : ألو يا مي طمنيني يا حبيبتي .. اتصالحتي أنتِ و قاسم ؟
مي بنبرة غاضبة : أنتِ ازاي تتصرفي من غير ما أقولك ؟!
رغد بتعجب لنبرتها الغاضبة : أنا كان غرضي انك تتصالحي أنتِ و جوزك مش اكتر .. أنتِ بتكلميني كدا ليه يا مي ؟
مي وقد زادت نبرتها حدة : عشان البيه مفكر أن انا اللي مخططة لده كله .. وقال اييه عاوزه اصالحه .. مفكر نفسه ايه .. ولا يتكلم معايا كدا ليه أصلا .. لا وبيقولي ورقتك هتوصلك .. هو كان يطول انه يتجوزني اصلا !!
رغد : خلصتي كلامك؟
مي : اه خلصت يا رغد .. خلصت .
رغد : أولا مينفعش أنك تغلطي في جوزك .. النهايات أخلاق يا مي .. ثانيا انا عملت كل دا عشانك .. عشان تفرحي .. مقصدتش أبدًا ان الموضوع يوصل لكده .
مي : واهو وصل يا رغد .. ويا ستي متشكرة بس خلاص كدا كدا هنطلق .. وبكرة يندم .
رغد : تمام يا مي .. بس اهدي ومتتعصبيش كده .
مي : ماشي ان شاء الله .. يلا هقفل مع السلامه .
رغد بحزن : مع السلامه .
جلست الي فراشها بحزن بدا جليًا عليها .. حتي أنها لم تلحظ دلوف زوجها الي الغرفة .
أحمد وقد لاحظ الحزن المرسوم على قسمات وجهها : مالك يا رغد ؟ حصل حاجة ؟
رغد : مفيش يا أحمد مفيش .
أحمد وقد احتضن وجهها بيديه : بس الدموع اللي في عيونك دي بتقول ان فيه يا رغد .
رغد بحزن : مي و جوزها متصالحوش .. وفاكر ان هي اللي مخططة لده كله عشان ترجعله .. فقالها ان اللي بينهم انتهى .. وطبعا مي مسكتتش ادتله اللي فيه النصيب وخلته يمشي قفاه يأمر عيش يعني مستحيل يرجعها و كدا موضوعهم هينتهي بالطلاق .. انا حاسه بالذنب يا أحمد اننا اتدخلنا مع ان نيتنا كانت خير والله .
احمد : أنتِ هبلة يا رغد ذنب ايه اللي تحسيه .. احنا اللي عملناه كان حاجة مبهجة جدا .. دا بدل ما يشكرونا .. اهو الواحد يتعلم ميدخلش لحد في حاجة بعد كدا .. وكل واحد يهتم بمشاكله بقي مش ناقصين وجع دماغ .
أنت تقرأ
طرف تالت
General Fiction#مقدمة : انتقال الفتاة من بيت والدها إلى بيت زوجها المكون من عدة غرف هي المسؤلة عن نظافتهم وتجميلهم أمر صعب ، أن تترك دلال والدها وحنان والدتها وتصبح في كنف رجل آخر شيء ليس بهين ، أن تصبح هي العمود الفقري لذاك المنزل والنصف الآخر لصاحبه أمر يتطلب ال...