السادس عشر

1.7K 47 2
                                    

الفصل السادس عشر ...

لم تدري بذاتها إلا وهي تخرج من المنزل مسرعة دون أن تتفوه بكلمة مع أحدهم أو تجيب على تساؤلاتهم ونداء أحمد الذي كان على وشك اللحاق بها إلا أن أوقفه اتصال من هاتفه ليجيب على الفور :
ايوة يا ريم في إيه
ريم :
أحمد .. مش عارفه ده صح ولا غلط بس رغد تعبانه أوي .. ومحمد اخدها للدكتور هو والأستاذ معاذ ويدوب راجعين من بره دلوقتي .

أحمد بلهفة :
أنا جاي حالا .

-----*-----*----------*-----*-----

وصلت إلى الكافيه حيث ينتظرها خالد وهي تتحرك تجاهه بتثاقل ودموع تتلألأ بمقلتيها .. قالت بتلعثم وصوت بالكاد وصل إلى مسامعه :
فـ فيه ايه يا خالد ؟ قاسم ماله ؟ وإيه الحاجه اللي تخص حياته ؟

رفع عينيه إليها بحزن شديد ودموع تتلألأ بمقلتيه .. قال بتنهيدة طويله دلت على الكم الهائل من الحزن الذي يحتله :
قاسم عنده كانسر وحالته متـأخرة أوي .. محتاجلك أكتر من أي حد .

وقعت الكلمات على مسامعها كالخنجر الذي يطعن القلب دون رحمة .. على القلب تهشمه وتجعله قطع متفرقة .. على روحها وكأنها تخرج من جسدها لتصبح كـالأموات .. بدون روح .. أخذت تتنفس بصوت عالٍ فـالكلمات حجبت التنفس عن ئأتيها .. جعلت التنفس والنبض ضعيـف للحد الذي جعل الرؤيـه تتشوه أمامها ، لا تشعر بما حولها .. كانت ستفقد وعيها ولكن خالد كان أسرع حينما اقترب منها سريعًا وجعلها تجلس على المقعد وجلس هو مقابلًا لها متمتمًا بحزن :
يا مي مينفعش كـ ..

قاطعته بدموع :
امته ده حصل .. فهمني وقولي كل اللي تعرفه بالله عليك .

تنهد بثقل وأخذ يقص عليها بدموع تنسال على وجنتيه قائلًا :
أنا كنت زيك معرفش اللي عنده بالظبط .. رحت معاه للدكتور لما عرفت انه تعبان .. الدكتور قال إنه ورم وبعدها قاسم حلفني متكلمش وأكتم الموضوع .. وده اللي حصل فعلا بس أنا ظنيته حميد .. مهتمتش والحياه شغلتني .. بعدها بفترة كبيرة اتبعتلي طرد كان ليكي وظرف ليا .. الظرف كان بيعاتبني كانت دموعه باينه على الحبر .. كان بيقولي إنه عنده الكانسر وملقاش غير البعد عشان مش عايز يعذب أي حد من اللي بيحبهم بمرضه .. عايز يبعد عشان يتعذب لوحده ومحدش يشيل همه ولا يبقى عالة على حد ويشوف نظرة الشفقة في عيونا .. كان بيقولي خلي بالك من مي .. مي أمانة في رقبتك يا خالد .. خد بالك منها وخليك زي ضلها .. أبقى ديما روحلها واطمن عليها وعلى أهلها .. متسبهمش .. وإعتبرها دي وصيتي ليك ..

علت صوت شهقاته غير عابئة بأعين جميع من بالكافيه رالذين ينظرون إليها .. تابع بعدما جفف دموعه :
طلب مني إن كل الكلام ده يفضل ما بينا .. محدش يعرف عنه حاجه عشان برضو مش عايز حد يزعل عليه ولا تنزل دمعه من اي حد ويكون هو السبب فيها .. اللي هو حتى وهو بيموت من التعب بيفكر فينا .. إحنا اللي محدش فينا فكر يكلمه ولا يقوله مالك وفيك أي .. أنا أكتر واحد كنت بعيد عنه لفترة كبيرة .. بعدت من مشاغل الدنيا .. سبته يعيش لوحده الألم والتعب والمرض اللي بياكل في جسمه من غير ما أشاركه الحاجات دي .. من غير ما أسنده وأبقى ليه كل حاجه .. لكن بعدت وخليته يصارع المرض لوحده .. حتى انتي سبتيه مع إنه جوزك .. مش هقولك إنك انتي بس اللي غلطانه .. لا انتوا الاتنين غلطانين .. المهم أنا مش جايبك عشان اخليكي تندمي أكتر ما انتي ندمانه .. قاسم محتاجلك ومحتاج لدعمك وإنك تقفي جنبه .. أقفي جمبه وسيبي كل زعلكم من بعض على جمب .. المهم هو وحياته .. خليكي جمبه ومتسبهوش .. حتى لو هتتصالحوا قبل مـ ..

طرف تالتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن