العشرون

1.8K 55 1
                                    

الفصل العشرون ..

أخذت الأيام تمر تباعًا ، لم تكن جميلة إلا لشخص واحد فقط ..
فقد كان المرض في أواخره ، حيث كان جسده يستقبل العلاج بصدر رحب فما كان يوجد لديه أي مانع في أن يستكمل حياته لطالما كانت هي معه !!
يشعر بالفرحة وبأنه على ما يرام طوال فترة جلوسها معه ، وعندما تذهب يشعر بغصة في قلبـه في بعدها .. يريدها إلى جانبه لكي يسترد صحته في أسرع وقت ويتمكن من تعويضها عما مضى !!

أما مي فقد كانت دومًا إلى جواره .. لا تتركه إلا في وقت النوم وهذا يكون بعد إلحاح طويل من خالد الذي يكاد يفقد عقله منهما ، وكأنهما أصبحا مراهقين ، أحبا بعضهما من جديد .. لا زوج وزوجة !!.. أجل فلقد تزوج بها من جديد .

كما الندم الذي يكـاد يقتلها من كثرة تفكيرها وتأنيبها بالذي حدث وبالذي فعلته لصديقتها ورفيقة دربها والتي لا تترك يومًا إلا وذهبت إليها تطلب منها السماح ، ولكن ما فعلته مسبقًا بـات شيئًا كبيرًا في قلب رغد !!

أما عن أحمد فهو أنهك نفسه في شركته والتي أصبحت البيت له والتي لا يتركها أبدًا .. إلا دقائق ، يعتقد أنه بفعلته تلك سينساها أو سيجعل قلبه يكف عن حبها والتفكير بها .. لا يعلم بأنها تسكن القلب بل أنها تمتلك قلبه بقضبة يدها !!

وأما عن رغد فهي تحتوي نفسها بنفسها ، لا تريد شفقة من أحد أو تعاطف من البعض .. أخذت قرار أنها قادرة على تخطي هذه الأزمة بمفردها ..

تجن عليه من القلق كلما علمت بأنـه لا يذهب البيت لطالما هي ليست به !!
تحبه ولا شك في ذلك .. لكن القلب وما يريد !!
حتى وإن كان سيموت عليه وعلى حضن من أحضانه ، لا بد من أن يعاقبه ..
عقاب القلوب وما أصعب من عقاب القلـوب !!

خرجت من منزلها قاصدة المشفى القابع بها نصفها الثاني .. تنهدت براحة وهي تتذكر كم أصبحت علاقتهما أفضل من ذي قبل ، ولكن يوجد شيئًا واحدًا يعكر صفو راحتها .. تريد أن تخبره بما حدث معها هي وأحمد من سذاجات .. تعلم أنه سيتغير بعدما يستمع إلى ما ستقوله ولكنها تريد أن تبدأ معه على الصراحة ..
قررت أخيرًا أن تخبره ما في القلب من أحاديث تؤلمه وتجعله حزين لعدم إخبارها به ...

دلفت إلى الغرفة بابتسامتها المعتادة والتي تنير الجانب المظلم من حياته .. نظر إليها بفرحة وبعتاب على تأخيرها في المجيء إليه .. تمتمت معتذرة :
- صباح الخير أولًا .. ثانيًا والله العظيم صحيت متأخر وأول حاجه عملتها جيت على هنا .

نظر لها قاسم بابتسامة وقال بحنو :
- المهم إنك جيتي .. وحشتيني .

قالت بتذمر :
- الله بقا يا قاسم .. مش قولنا الكلام ده ميتقالش دلوقتي .

رماها بنظرة مغتاظة ، ابتسمت بخفه وجلست إلى جواره ممسكة بيدها الأكياس التي يوجد بها الطعام والتي ابتاعتهم قبل مجيئها .. تمتم قاسم بتساؤل :
- خالد فين ؟

طرف تالتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن