الثامن عشر

1.7K 48 6
                                    

الفصل الثامن عشر  ...

تجلس أمام باب الغرفة التي يقبع بداخلها زوجها ورفيق دربها ، ومن هوتـه الروح ، ومن تعلق به القلب إلى ما لا نهايـة ؛ حتى حينما تركه وذهب تبقى على العهد القديم الذي بينهما ، أن يحبه إلى أن يختفي النبض به ..
يعلم أشد العلم أن ما مر في بعده لم يكن عمرًا ، وأنها كانت تظنه أحب أحد أبناء آدم .. كانت ساذجة وغبية لا تفهم قلبها وما يحتاج !!

هي فقط أحبت تمسكه بها في شركته لا في قلبه !
فهمت ما يرمي إليه أنه يحتاجها في الشركة بأنه يحبها ، تقربت منه وأعجبت به كإمراة تركها زوجها بعدما ترجته أن يبقى معها .. دعنا نقول بأنها فعلت ذلك لكي تثبت لنفسها أنها جميلة ويوجد الكثير من الرجال سيقعون في حبها غير هذا الأحمق الذي تركها !!

فالمرأة ما هي إلا كرامة ، لا تحب أن يخدش أحدهم كرامتها ولا غرورها ، وعندما يحدث ذلك ستفعل أي شيء وكل شيء لكي تسترد كرامتها .. أيًا كانت هذه الطريقة ، فهي تكون مغيبة تمامًا .. فقط أمامها الإنتقام وإستراد كرامتها .. لا ترى أنها تغضب ربها وتفعل ما نهاها عنه ..

نظرت إلى شيء لا يحق لها .. تناست أن الله طلب منا غض البصر وأن هذه فاحشة كبـرى لا تجعل شهوتك توقعك بها !!

انسالت دموعها على وجنتيها .. تبدلت من فتاة قوية إلى فتاة هشه بمرض حبيبها .. تشعر بالتعب الذي يشعر به ، قلبها يتمزق وجعـًا لوجعه .. أرادت أن تأخذ ما يؤلمه ويبقى هو على ما يرام ..

انقلب هدوئها إلى بكاء عالٍ جعل قلب خالد يعتصر ألمـًا ، اقترب منها وجلس إلى جوارها ولكن على بعد مسافة .. قال بهدوء ودموع تنسال رغمًا عنه فوق وجنتيه :
مينفعش كده يا مي .. لازم تبقي أقوى منه عشان هو محتاجك .. قومي وخليكي جمبه وحاربي الظروف وارجعيله .. مفيش حاجه تخلينا نحب الحياة مادام اللي بنحبه مش معانا .. خليكي قوية عشان ترجعوا بيتكم مع بعض انتو ولاتنين وتحلوا الخلاف اللي ما بينكم .. قاسم بيحبك ، ومعافرته مكانتش غير ليكي .. بس هو مجروح منك ومن فراقك وإنك سبتيه .. قربي منه وعوضيه وعوضي نفسك عن أي وجع عشتوه .

أنهى حديثه وذهب سريعًا من أمامها يبكي وبشدة .. خائفـًا من فراق صديقه .. يريد فقط بعض الأيام لكي يستسمحه عما بدر منه وأنه تركه في أشد الأوقات إحتياجًا له ، لا يريد أن يأخذه الموت منه وهو بداخله أحاديث وأفعال كثيرة يريد أن يفعلها معه ..

بينما هو على حالته تلك وبكائه الذي لا ينتهي ، خرج الطبيب من الغرفة بوجه خالٍ من أي علامة تجعل قلبهما يطمئن ..

هرول إليه سريعًا وأسرعت مي إليه ووقفت إلى جوار الطبيب لكن خالد كان أسرع حينما قال بقلق :
طمني يا دكتور .. قاسم كويس صح ؟ هو لسه عايش صح ؟

تمتم الطبيب بابتسامة مطمئنة :
لا اطمنوا خالص .. هو بس شوية إجهاد من الكلام اللي دار بينه وبينك .

طرف تالتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن