الفصل السادس

1.4K 44 0
                                    

الفصل السادس :

خرجت رغد من غرفتها تكاد لا تشعر بقدميها أثر جلوسها لوقت لا بأس به تبكي على عدم سماع زوجها لها، نظرت لساعة الحائط لتجدها الساعة الخامسة عصرًا وإلى الآن لم يعد زوجها .. ألهذه الدرجة هو غاضبٌ منها؟! لكن هي لم تفعل شيئًا يجعله يفعل معها كل ذلك .. هي فقط تريد أن تسعده هو أولًا ومن ثم هي ..

دلفت للمطبخ بتكاسل تريد تحضير وجبة العشاء من أجلهما .. أخذت تقلب الطعام ناظرة للأمام بشرود ودموع تهدد بالنزول في اي لحظة .. دموع أهلكها ألم القلب الذي لا يبوح بنصف ما بداخله .. كانت تريد فقط أن يسمع حديثها .. يشعر بما تشعر هي به .. إنسالت عبراتها على وجنتيها بصمت .

تفاجأت بيديه تجفف عبراتها وكأنه شعر أنها بحاجه إلية ليلبي النداء فورًا .. شعرت به وازدادت عبراتها نزولًا تعاقبه على حديثه لها وعدم حديثه معها في آن واحد .

تمتم بحنو :
انتي مش عارفه إن دموعك لما بتنزل بتوجعني ؟

تعالت شهقاتها فلا يوجد بداخلها حديث يُقال .. لا يوجد سوى الدموع .. تمتم أحمد بحزن :
عارف إني اتعصبت عليكي .. بس يا رغد بالعقل كده مش انا قولتلك كذا مره إن وجودك في حياتي كافي، ووالله ما عايز من الدنيا غيرك .. وبعدين احنا لسه صغيرين وانا عايز ادلعك واتدلع عليكي .. وبيبي ايه اللي مستنياه بسلامتك بعد تلت شهور جواز ده .. هو دليڨيري يا ماما!

ضحكت بخفة ليتابع بتذمر :
وبعدين دول هيكبروني بسرعه وانا مش عايز أكبر .. وكل ما اجي اقعد معاكي يروح ناططلي في ثواني ويبوظ عليا كل خططي وكلامي الكتير اللي بعوز اقوله .. وانتي طبعا عارفه كلامي بيعوز شرح يعني .

لكزته بغيظ وخجل من حديثه .. ضحك عليها وأكمل بهدوء :
حاسس بيكي والله وبالإحساس اللي بتحاولي تداريه قدامي .. بس انا شايف ملهوش لازمه الاستعجال يا رغد .. انا ديما بقولها وهقلهالك اهو، إنك انتي بجد ماليه عليا حياتي، مش كل الحاجات ينفع .. مش كل حاجة بتيجي بالعافية .. زي ما برضو مينفعش كل حاجه تتقال، ناخد بالنا من الحاجات دي وكل حاجه ناخد رأي بعض فيها .. تمام .

أماءت له بهدوء .. ليمسك هو برأسها وقام بتقبيلها بحب قائلًا بحنان :
أنا آسف على كل حاجة وكل دمعة نزلت منك .. ويلا تعالي شوفي جبتلك أي وانتي بوظتيها .

ابتسمت بخفة وهي تتمتم بعبث :
شوفتها .

فرك لحيته ونظر لها بمكر وقال :
شوفتيها؟! طيب يبقى نروح بقا على الحاجة اللي بعدها .

رفعت إحدى حاجبيها بتعجب ولكن لم يعطها فرصة للتفكير أكثر من ذلك ليطفئ الموقد ومن ثم رفعها بين ذراعيه، وسار بها إلى غرفتهما حتى يعتذر عما بدر منه بطريقته الخاصة ..

-----*-----*-----

في صباح اليوم التالي ، استيقظت مي من النوم مبكرًا، أزاحت ستار النافذة ، و نظرت لبحر الإسكندرية ، كم هو رائع أن تعيش في مدينة ساحلية ! ، دلفت إلى المطبخ و أعدت كوبًا من القهوة المانو خاصتها ، وجلست بجوار نافذتها ، أخذت تجمع أفكارها بتسلسل ، أولًا كان أساس الصفقة ، هو تصدير شركة مدحت السيوفي كمية كبيرة من الحديد لشركة أحمد ، بسعر منخفض عن باقي السوق ، فكانت فرصة لا يمكن الإستغناء عنها ، وهو حصول أحمد على كمية كبيرة من الحديد ، بثمن أرخص من باقي السوق فكانت ستحقق له مكاسب هائلة ، و عندما رفض خالد هذه الصفقة بطريقة غير لائقة ، توعد السيوفي لهما بأنه لن يصمت عن هذه الإهانة ، وبعد مغادرته مكتب أحمد ، وقع حادث الحديد المخلوط بمعدن آخر ، هي لا تريد أن تظلم أحدهم ، ولكنّ تسلسل الأحداث و تقاربها من بعضها البعض أولد لديها شعور بأن مدحت السيوفي له يد بهذه الكارثة ، توقفت عن التفكير حينما طلبت معدتها الطعام ، فتحركت لتناول إفطارها ، ثم أخذت حمامًا دافئًا ، و ارتدت ثيابها ، وحملت حقيبتها وخرجت من المنزل متجهة إلى الشركة مستقلة لإحدى سيارات الأجرة.
وما إن وصلت إلي الشركة ، حتي صعدت إلى الطابق الثالث حيث مكتب السكرتيرة .

طرف تالتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن