الفصل العاشر

1.3K 40 2
                                    

الحلقة العاشرة  :

ذهبت إلى المطعم الذي لا يبعد عن الشركة بكثير .. وجدته ينتظرها فألقت التحية عليه وجلست بهدوء .

أحمد بابتسامة :
أنا واقع من الجوع .. تحبي نطلب إيه ؟

مي بتوتر :
هاكل على زوقك .

أحمد بابتسامة :
على خيرة الله ونخليها أكلة سمك .

ابتسمت له بهدوء ليتمتم بعد أن طلب وجبتهما :
ها يا ستي .. أهو بقينا لوحدنا .. قوليلي بقا أي الحاجة اللي هتخليكي تمشي من الشركة ؟

تنهدت بهدوء وقالت بابتسامة مصطنعه :
مفيش حاجه يا أحمد ومتضغطش عليا بالله عليك، وبجد مفيش حد لا قالي حاجه عشان أتضايق ولا أي حاجه من ده كله .

نظر إليها مطولًا وقد شعر بشيء غامض من إبتسامها وحديثها الحزين ..فتمتم بإصرار :
ما انتي لازم تقوليلي سبب عشان أسكت .

نظرت إليه لثوانٍ وإلى إصراره بمعرفة سبب استقالتها من الشركة .. وفي هذا الوقت تذكرت قاسم الذي تركها بدون حديث أو تبرير للذي فعله .. تعلم أنها أخطأت في بعض الأشياء لكن لا يوجد معصوم من الخطأ .. جميعنا خطاءون .. أخذت تقارن هذا بذاك .. أحدهم تركها مع أول مشكلة حدثت بينهما .. تركها وهي بداخلها الكثير من الأحاديث والحب الذي تكنه له، وأنها سوف تتغير بالفعل من أجله .. لكنه ذهب !!

والآخر لا يريدها أن تذهب وهو لا يدري كم من المشاعر التي تخبئها له بداخلها .. ماذا إذا علم بها ؟!
لا تعلم أنها ستجلب الإرهاق لقلبها بهذه الأفكار التي ينسجها عقلها الأحمق .. فهذا شخص وذاك شخص آخر ، ولا يوجد بينهما وجه مقارنة .. تمتمت بهدوء تقتطع على نفسها هذا التفكير :
معلش يا أحمد بس أنا حابة أحتفظ بالسبب لنفسي .. وأنا الوقت اللي قضيته في الشركة كان من أجمل الأوقات والله صدقني .

أحمد بتذمر :
من أجمل الأوقات إزاي وانتي عايزة تمشي؟ قوليلي كده هشرب القهوة مع مين الصبح ؟ ولا لما أكون متضايق هتكلم مع مين ؟ ولا مين اللي هيفضل يرخم عليا وأنا تعبان من الشغل ؟ ولا مين اللي أول ما هبص في وشها هضحك تلقائيًا كده ؟

ضحكت رغمًا عنها على تذمره المحبب لقلبها .. كما ابتسامته التي تجعلها تذهب إلى عالم آخر .. عالم يجلسان به بمفردهما .. فلا يوجد رغد أو غيرها، ولا هذا الألم الذي يحتل قلبها ..

قطع حديثهما النادل وهو يمسك بيده الطعام وقام بوضعه بنظام وذهب لإكمال عمله .

قال أحمد بمرح لكي يزيل توترها وحزنها الذي يراه بعينيها والذي لا يعلم سببه :
إيه رأيك في المطعم ده ؟ ديما بجيب رغد فيه، لينا ذكريات جميلة أوي فيه .. وأولها إننا بعد كتب الكتاب جينا على هنا .. من اليوم ده وهو المطعم المميز عندي .

أنهى حديثه بابتسامة عاشقة لصديقتها .. نظرت إليه وقد آلمتها إبتسامته ...
لا إراديًا رفعت يدها إلى قلبها الذي شعرت بوغزات تؤلمها، وكأنه رأى إبتسامة نصفه الآخر لقلب غيره، فتألم وجعًا .. نظر إليها أحمد متمتمًا بقلق بعدما رأى يدها على قلبها وملامح وجهها إنكمشت :
مي .. مالك ؟ ماله قلبك ؟

طرف تالتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن