حلقة كمان للغاليين ♥️
الفصل الثالث عشر ...
استيقظت رغد من نومها وخرجت من غرفتها فوجدت والدتها تتجه نحو دورة المياه .
سعاد :
صباح الخير يا حبيبة ماما .رغد :
صباح الخير يا أمي .
سعاد :
يلا يا حبيبتي نتوضى ونصلي .نظرت رغد تجاه والدتها لدقيقتين وقد شردت في البعيد .. لقد مر وقت طويل على آخر مرة تذكر فيها أنها أدت فرضًا لربها عز وجل .. أهذه رغد التي لم تكن لتترك فرضًا أو نِفلًا إلا وأدته تعبدًا وتقربًا للمولى عز وجل !!.. هي حتى لا تذكر آخر مرة أو آخر فرض أدته .. لقد حادت عن طريق الله فحادت حياتها إلى الطريق المعاكس .. لقد نست ربها فنسيها ..
أفاقت من شرودها على يد والدتها التي تمتمت بهدوء :
يلا يا حبيبتي فضفضي مع ربنا .أماءت رغد بتيه وتحركت مع والدتها لأداء فرض الظهر .
وقفت بين يدي الله عز وجل بقلب ملتاع وروح مسلوبة وخاطر مكسور .. ارتجفت جفونها وسالت عبراتها تنعي حبها المسلوب على يد من لم تحسب لغدرها حسابًا ..
علت شهقاتها ندمًا لما وصلت إليه من بُعد عن طريق خالقها .. هو فقط من يستحق أن يشعر المرء بالندم إن ابتعد عنه .. هو وفقط ولا أحد سواه ..أنهت صلاتها وجففت عبراتها وخرجت مجددًا لتجد والدتها تنتظرها بغرفة الجلوس .
سعاد بهدوء :
لابسه ورايحة في مكان يا حبيبتي ؟رغد بتنهيدة :
عندي معاد مع الدكتورة .سعاد :
طب استنيني دقيقة يا حبيبتي هلبس وآجي معاكي .رغد :
لا يا أمي أنا هروح لوحدي .سعاد بحزن على حال ابنتها :
رغد تعالي يا حبيبتي .. عاوزه أتكلم معاكي شويه .جلستا بجانب بعضهما لتتمتم سعاد بهدوء :
رغد يا بنتي أنا عارفه ان إحنا سكتنا للي حصل وان لو والدك عايش مكنش هيسكت ..
بس ما باليد حيله .. استحملي يا بنتي ..
هحكيلك على موقف حصل وشوفي حكمة ربنا في كل اللي بيحصل ..كان يا بنتي في ست مسلمة اسمها " تميمة بنت وهب " .. كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .. كانت عايشة مع جوزها " رفاعة " حياة سعيدة جدًا وكان بيعاملها أحسن معاملة .. وفي يوم من الأيام شافته جاي بين مجموعة من الرجال وكان هو أقل واحد فيهم من حيث جمال الشكل .. فقالت بينها وبين نفسها .. وأنا إيه اللي يخليني أستمر مع زوج قبيح الشكل .. ونفسها الأمارة بالسوء حرضتها على الشهوة بالزواج من واحد أجمل منه .. فراحت للنبي صلى الله عليه وسلم وقالتله " يا رسول الله إني لا أعيب عليه في خلق ولا دين فهو نعم الناس بأخلاقه ودينه، لكنى أكره الكفر في الإسلام، أنا أبغضه كما أبغض الكفر، فأنا لا أتحمل البقاء معه ولا أعيب عليه شيئًا، ولكنى لا أريد أن أستمر معه".
أنت تقرأ
طرف تالت
General Fiction#مقدمة : انتقال الفتاة من بيت والدها إلى بيت زوجها المكون من عدة غرف هي المسؤلة عن نظافتهم وتجميلهم أمر صعب ، أن تترك دلال والدها وحنان والدتها وتصبح في كنف رجل آخر شيء ليس بهين ، أن تصبح هي العمود الفقري لذاك المنزل والنصف الآخر لصاحبه أمر يتطلب ال...