الفصل الرابع عشر

1.5K 49 2
                                    

الفصل الرابع عشر ...

وصل معاذ إلى مصر واتجه نحو الإسكندرية وهو يفكر في حال أخته وكيف هي الآن وبماذا تشعر .. ويفكر ماذا سوف يفعل مع أحمد و مي صديقة أخته و التي أعتبرها أخته الثانية .. كيف لها أن تفعل هذا بشقيقته !! لم ير أي سوء من مي من قبل فماذا حدث !! هل غاب عن مصر مدة طويلة ليتغير أحوال من يعرفهم بهذا الشكل السيئ ، ولكن الزمن لا يغير أحد بل يكشف كل إنسان على حقيقته  ... جلس في كافيه (.....) والحزن والضيق يملأ قلبه ثم  اتصل بأحمد زوج أخته و قرر أن يعنفه على ما فعله برغد ..

معاذ هاتفيا :
ألو

أحمد بارتباك :
معاذ

معاذ بضيق :
اه معاذ ، أنا وصلت مصر  في كافيه (...) ولازم نتقابل قبل ما أروح أشوف أختي .

أحمد بتوتر :
طب ما تيجي البيت .

معاذ بسخرية :
لا مش جاي ، تعالى أنت .

أحمد :
تمام.

معاذ بضيق :
هستناك ما تتأخرش

و ما إن انتهت المكالمة حتى جلس أحمد على سريره ووضع كفيه على رأسه و أخذ يفكر في نفسه ويقول :
يارب أنا بحب رغد و في نفس الوقت بحب مي ، غصب عني حبيتها ، ورغد اتغيرت بس مش عاوز اسيبها ولا أسيب ابني و مش عارف معاذ بيفكر في إيه ولا هيعمل إيه ، اللهم اختر لي ولا تخيرني فأنت خير من يختار .

على الجانب الآخر جلس معاذ وهو يشتعل غيظًا من هذا الشخص الذي أعتبره أخ لم تلده أمه وائتمنه على قطعة من قلبه ؛ شقيقته الصغرى رغد التي أعتبرها ابنته منذ وفاة والدهما ، التي اشبعها من الحنان و الحب و الاحترام في بيت والدها ورباها فأحسن تربيتها  ، وسلمها لزوجها عزيزة ، وبعد كل هذا يأتى زوجها و يجعلها تلقى الأمَرّيْنِ  ، تذكر حب أخته لزوجها و إصرارها على الزواج منه رغم رفضه له .
حقًا من المؤسف أن تفعل المستحيل لترضي شخصًا ما و في نهاية المطاف يتركك و يُفضل غيرك و ينسى ما فعلته من أجله.

دلف أحمد إلى داخل الكافيه المشار إليه و أخذ يدور بناظريه في الكافيه حتي وقعت عينيه على معاذ فتظاهر بالثقة و الثبات و لكن دقات قلبه كانت تتعالى بجنون فذهب تجاهه ومد يده ليصافحه وقال :
ازيك يا معاذ.

رفع معاذ عينيه من الهاتف و نظر له بازدراء متمتمًا :
أهلا

سحب أحمد يده بغيظ وقبض كفه بغضب وقال بضيق :
خير يا معاذ.

كبح معاذ غضبه و تظاهر بالبرود وقال :
كل خير يابو نسب.

ثم أضاف بانفعال :
من غير كتر كلام ، أنت هتبعد عن مي دي تماما و لا كأنك عرفتها، وتروح لأختي تعتذر منها ، وتخليها تصفى من ناحيتك و تصالحها ، يا كدا يا هاخد أختي وورقتها تحصلها على بيتنا و ساعتها ولا هتشوفها و لا هتشوف ابنك.

طرف تالتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن