الخامس عشر

1.6K 49 1
                                    

الفصل الخامس عشر : ....

كان يعتلي الفراش ويفكر فيما وصل إليه حاله كعادته .. أيستحق كل ما هو عليه الآن؟!أيستحق هذا الضعف وهذه الوحدة!!  يرى الكثيرين ممن يعانون من هذا المرض اللعين .. لكنهم يقامون من أجل الحياة .. يحاربون من أجل النصر .. لم ليس مثلهم ؟ ألهذه الدرجة لا يملك ما يمكنه من التمسك بالحياة ؟! ماذا عن طلابه الذين يتخذونه قدوة؟.. ماذا عن حلمه في أن يكون صاحب كتاب علم نفس يفيد البشرية؟! لفقد ظلم نفسه .. لا يستحق ذلك .. لا يستحق هذا اليأس وهذا الحزن وفقدان الأمل بهذه الطريقة .. لقد عاد إلى جواره أعز صديق له .. وأصبح يقويه بما يمكنه من كلمات كي يتجاوز هذه المحنة .. من يدري ؟!!! قد تكون بداية له .. أو .. فليجعلها هو البداية .

قرر أداء فرضه وبدأ يبكي خشية لله وعلى ما فعله بذاته من فقدان أمل بالله تعالى وعدم الصبر على البلاء وعدم الاستعانة برب العباد ..

وأخيرًا لقد قرر أن يواجه المرض ويصبح شخصًا قويًا ويواجه الأشخاص الذين تخلوا عنه .. ويريهم من هو قاسم .

-----*-----*----------*-----*-----

دلفت الأم إلى غرفة إبنتها بحزن بـاد على ملامحها .. جلست إلى الفراش بصمت ، فقط تنظر للأمام بتيه وحزن .. بالكاد تحاول منع عبراتها من النزول .. لا تعلم ما الذي عليها فعله في مثل هذا الموقف .. أتفرح لابنتها التي ستتزوج من شاب تتمناه أي فتاة ، من شدة إحترامه وخلقـه الذي يشهد بـه الجميع .. وحبه لها الذي بـات واضحًا في تعامله معها منذ أن تمت خطبتهما ..
أم تحزن للأخرى التي اختارت طريق غير طريقها .. طريقـًا تعلم أشد العلم أنها ستتحطم منه في النهاية ؛ حتى وإن كان أوهمها أن قلبـه يحبهـا فهي مخطئة ..

فالرجـل عندما يعشـق من الصعب أن ننزع هذا الحب من أوصالـه .. أو أن يسمح لامرأة غير التي يحبها القلب أن تسكنه أو تأخـذ حيزًا من حياته ..
الرجل حينما يـدق قلبه إلى حواء لا تستطيع حواء أخرى أن تجذب عيناه .. فالقلـب يصبح مشغولًا بها وبكل شيء يخصهـا ..
فكل الذي يفعله ما هو إلا وقت فراغ وملل فعلته بـه الأيام .. ولا يوجد تغير بينهما أو يعطيا العذر لبعضهما ..
فالحـب لا يريد الأنانية .. الحب يريد من يعطي ولا ينتظر ردًا أو مقابلًا للذي أعطـاه .. يعطي بلا مقابل .. فهو يتعامل بقلبه ..

أخرجتها رهف من دوامة أفكارها التي أصبحت كثيرة في الآونة الأخيرة حينما قالت بمرح :
الله يا ماما .. انا من وقت ما دخلتي ومستنياكي تتكلمي ومش راضيه .. أقول اتكلم وبعدها الاقي ملامح وشك بقيت مضحكة فبسكت .

صفعتها حنان بخفه وقالت بضيق :
بس يابت وبطلي ضحك .. مش شايفه المصايب اللي إحنا فيها دي .

اعتدلت رهف في جلستها وقالت بهدوء :
طيب والزعل هيغير حاجه ؟ هيخلي مي تتراجع عن اللي في دماغها ؟ للأسف يا ماما مي مغيبة تمامًا عن اللي بتعمله .. مفكرتش غير في نفسها وإنها عايزه تثبت لنفسها إنها هتقدر تكمل من غير قاسم وهتقدر تحب تاني .. هيا بتمثل ده ويمكن صدقت نفسها لكن انا عمري ما هصدقها .. أصل لما القلب بيحب من الصعب إنك تشيل الحب ده في ثواني كده .. ده محتاج سنين طويلة عشان تقدر تتعايش من غير الشخص ده .. لكن إن من بعد ما تسيبيه تحب دي اللي حاجه محدش يصدقها أصلًا .. عامله نفسها إنها باللي بتعمله هتخلص من وجع قلبها .. طيب هو وجع القلب هيتداوى بالسهولة دي ؟

طرف تالتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن