لا تؤجلي الفرص المعنوية

519 54 4
                                    


كنت في السادس العلمي سنة 2003 عندما كنت ارتدي بما يعرف بالجبة وفي ذلك الوقت كنا نظن أنها أعلى مراتب الستر، وبقيت على ذلك الحال حتى تم قبولي في كلية الآداب قسم اللغة العربية وعندها رأيت البنات وكن على قسمين الاول اللبس غير المحتشم طبعا في وقته كان الأكثر كذلك .. والثاني ذوات العباءة لكن بمجرد أن يجتزن الباب حتى يخلعن العباءة ! بصراحة كنت اشمئز من هذه الحالة وأتساءل لماذا يخلعن العباءة في الحرم الجامعي؟ ولماذا ترتديها عندما تخرج؟ اليس هنا رجال وفي الخارج رجال ؟ إضافة إلى كونها غير ملتزمة لما تلبسه تحتها فتبرز مفاتن جسمها وتضع المكياج فكنت لا أرى أي التزام أو تأثیر سواء لبستها أم لا. واستمر النصف الأول من دراستي و كنت دائما أشعر بالمسؤولية تجاه الطالبات ولابد من تقديم النصيحة والموعظة بما يناسب مستوى ثقافتي آنذاك، وكثرت الندوات والاحتفالات التي تقام هناك فكنت أسمع بحجاب فاطمة وزينب عليها السلام لاسيما اني ضعيفة أمام ذکر مولاتي العقيلة والعبارة التي كانت تتردد داخل أعماق نفسي: ( لو كانت مولاتي زينب موجود في هذا العصر هل تقبل بهذا اللبس الذي ارتديه مع العلم العباية الاسلامية في بداية سقوط النظام كانت من النوع الفضفاض ولو كانت موجودة سلام الله عليها أقصد العقيلة زينب ماذا كان الحجاب الذي ترتديه ، ؟؟؟؟ وهي في المعركة كانت تمسك الخمار بيد وتدفع سياط الأعداء بيد وحافظت على الحجاب والعفة ؟؟؟ وهكذا تساؤلات كثيرة في نفسي وعقلي ..

إلى أن جاء اليوم ( اعتبره يوم صحوة لنفسي وسلوكي وتفكيري ورسالتي ) ذهبت الى والدتي قلت لها أريد أن ألبس العباءة غدا في الكلية . تعجبت قليلا وقالت : ليس لديك عباءة ! فقلت لها : عادي! أي عباءة قديمة فأنا مستعدة لألبسها. مما زاد تعجبها أكثر! فأنا الطالبة التي لا تقتنع بأي زي ولا أي حجاب ولا أي حقيبة ... تصوري العباءة قديمة ولونها مائل للون الأحمر قليلا! اخذتها وغسلتها و کویتها وجعلت لها " لاستيك " لكي اسيطر عليها لأنه ليس لدي معرفة كاملة بلبسها (لأنه في لحظة اقتنعت أنه من غير المقبول خروجي غدا للدوام بالعباءة الاسلامية وعلي أن ارتدي العباءة الزينبية ). وفعلا في اليوم التالي واتذكر التاريخ أنه صادف الأول من شهر محرم، فدخلت الكلية وكل العيون متجهة نحوي وكأني كائن غريب بينهم ! لكن الذي سهل الأمر أن أغلب الطلاب تصوروا أني لبستها بسبب دخولنا في شهر محرم الحرام شهر السواد والعزاء .. هكذا جرت الأمور وسبحان الله أحسست بقوة وإيمان وعباءتي كانت رسالة في وقتها، وطبعا أحداث كثيرة حصلت معي ومحاربة من البعض ممن كانوا حولي لكن الحمد لله كلها لم تثني عزيمتي. | واختصارا بعد أن أكملت 4 سنوات أرتدت عدد كبير من الطالبات العباءة في كليتي واعتبرتها سنة حسنة في وقتها وبأن شعور الإخلاص الذي شعرت به أثمر في النهاية.

همسة : إذا جاءت للإنسان فرصة معنوية فلا يسوفها أويؤجلها فتذهب لذتها وتزول بركتها

أم معصومة التميمي

قصتي مع العباءة 🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن