الطالبة المثال..

136 20 2
                                    


الطالبة المثال

سأتكلم لكم عن قصتي مع رفيقة دربي عباءتي الزينبية ..
لم يخطر في بالي قبل دخولي للجامعة انني سألبس العباءة وعند بدء العام الدراسي ذهبنا أنا وأختي للجامعة وعند الباب قالت لي :

انزعيها هنا فمن العيب أن تبقي على لبسها شعرت بشيء ولكني نفذت كلامها وكنت البس جبة فضفاضة وربطة لبنانية طويلة كان يعجبني كثيرا حجاب اللبنانيات وأشعر به قريب من العباءة ومستوره مرت الأيام وأنا مستمرة في دوامي ولم ارتح أبدا وأنا أشعر بأن النظرات تأكلني وأشعر بأن إمام زماني غير راض عني وإنني نافقت !

فأنا خارج الجامعة ألبس العباءة وهم نفس الرجال هنا بل أكثرا لأنني يوميا أراهم وأبقى معهم وقت
طويل وأمشي واتحرك بقيت هذه الأفكار تدور في مخيلتي ولكن كنت خائفة بعض الشيء أن أطرح هذا الموضوع على أهلي و كان وقتها أيام أربعينية الإمام الحسين عليه السلام وأخذنا عطلة الأربعينية ورزقت للحضور في مجلس حسيني لقارئة لها مكانة في قلبي وهي ايضا تحبني ومنذ وقت طويل لم نر بعضنا، لم يذهبوا اهلي ولكنني اصريت حتى اتكلم معها حول هذا الموضوع وذهبت أنا وزوجة أخي وبعد انتهاء المجلس سلمت عليها واخبرتها أنني أريد نصيحة فاني اصبحت بالجامعة فقالت لي

ماذا تلبسين؟ قلت لها الجبة والربطة الطويلة اللبنانية .

سألتني : لماذا هل الرجال يختلفون في الجامعة حتى تنزعي عباءة مولاتنا زینب ؟؟؟ !

شعرت بأنني صعقت أو أن أحدهم ضربني على رأسي ورغم إنها تكلمت بقوة واستياء إلا أنني لم آخذ موقفا سلبية منها ، بل بالعكس فقد فكرت بأن كلماتها كانت هدية من الله لي لأنني كنت قد سألته أن يدليني على الطريق ولايجعلني في حيرة بين نفسي وديني في نفس تلك الليلة وفي عالم الرؤيا رأيت مولاتي الزهراء عليها السلام، لم أر شبها معينا في وقتها غير إمرأة موشحة بالبياض وقالت لي
( حافظي على العباءة ) ولم تقل من هي ولكني عندما استيقظت شعرت بأنها أمي الزهراء روحي فداها .

بعد تلك الرؤيا قررت أن أتخذ هذا القرار حتى لو كان صعبا، أخبرت أمي وأختي المقربة وقلن لي يجب أن تعرفي أنك عند لبسها لا يحق لك أن تخلعيها متى شات !

بل يجب أن تحافظي عليها الإربع سنوات، فكان جوابي بأنني سأفعل ذلك حتى لو واجهت صعوبة في الدراسة والامتحانات ولم أخبر بقيت عائلتي خوفا من اعطاء اراءهم التي تضعف همتي، ليست العباءة و تحتها العباءة الإسلامية ( الصاية ) والحمد لله لم ألقى صعوبة أبدا في ذلك ما عدا ما وجدته من بعض صديقاتي من كلام ولم اهتم له ، وفي يوم رأتني اختي التي تدرس الماجستير في نفس الجامعة ولكن في قسم آخر ولم نكن تعلم بقراري و تفاجات مني وبقيت توبخني وبأنني اخجلتها وأصبحت معقدة والناس يهربون مني

أما أنا فلقد ابتسمت من كلامها فهل ياترى كل هذا تصنعه العباءة ؟
قلت لها في وقتها إن كنت أسبب لك الإحراج فلا تأتي لزيارتي في قسمي ولا تقولي هذه اختي  وإن ابتعدوا عني الناس فيكفيني إنني قريبة من الله ومن أمي الزهراء أما بقبة اهلي فعرفوا عندما أصبحت بالمرحلة الثالثة فقد كانت هناك مسابقة المطالبة المثال من قبل العتبة الحسينية
(لمن ترتدي العباءة وتحمل الصفات
الحسنة والمستوى العلمي الجيد ) وكنت أجلس آخر القاعة وكنت يومها قد جئت متأخرة وعندما وزعن الطالبات في الاعلام النسوي الأوراق على الطلبة الیکتبوا بها اسم الطالبة واذا بي اسمع الاخوة الزملاء يتناقشوا بينهم ويطرحوا أسمي  لم يخطر في بالي انهم سيختاروني فقد كانت في شعبتي مايقارب 15 فتاة تلبس العباءة وعندما اعلنوا النتائج فظهر أنه تم اختياري من قبل الطلبة ومن قبل القسم أيضا هناك فرحت جدا لأنني تذكرت کلام أختي بأنني سأصبح معقدة ولا يحبني أحد وسيهربوا مني !!!

وحزنت في نفس الوقت لأنني خفت أن أصاب بالغرور والرياء وهل سأعطي للعباءة حقها في الأيام المقبلة ، رغم اني تأذيت من حسد ونفاق بعض الطالبات ولكن ومنذ ذلك اليوم وأنا أشعر بالفخر وبالشكر لمولاتي الزهراء عليها السلام لأنها لم تتركني، ولتلك الخطيبة الحسينية التي تكلمت معي بحرص وفتحت عيوني على الأمر الصحيح، والشكر لله على نعمته وتوفيقه والشكر لأخوتي وأخواتي الطلبة واساتذتي الذين كانوا يروني مثالا للفتاة التي تحافظ على الحجاب ولو يعود الزمن إلى الوراء لا أختار حجابا لي سوى العباءة .

آیات

قصتي مع العباءة 🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن