هدية المولى صاحب الزمان
بداية دخولي للجامعة لم يكن في ذهني أي فكرة عن ارتداء العباءة داخل الحرم الجامعي فبنات عمي وبنات اخوالي صورن لي الموضوع بأنه مستحيل وصعب ولايمكن ارتداء العباءة في الكلية أبدا وكونها تعيق الحركة وغيره من الكلام لدرجة انني اقتنعت أنه لا عباءة داخل الكلية!
ببركة صاحب الزمان وتلك قصة أخرى وهدية أخرى من المولى روحي له الفداء دخلت لكلية الصيدلة التي كنت احلم بها ..
في المرحلة الأولى كنت أرتدي زيا واسعا وينطبق عليه مفهوم الحجاب لكنني لم أكن مرتاحة أبدا، فقد اعتدت العباءة خارج البيت كنت أحس بأنني افتقد لشخصيتي!
نعم فلقد أثر الموضوع على شخصيتي كثيرا إذ كنت أشعر بأنني لست أنا .. لست كما أحب ...لست كما يحب الله ...لست كما يحب صاحب الزمان ...لست كما تحب الزهراء وكنت خجلة منهم..
بعد انتهاء المرحلة الأولى وفي العطلة الصيفية شرعت بالتفكير في الموضوع وكنت في داخلي بين كر وفر...
صديقاتي بنات عمي بنات خالتي وحتى والدتي .. الجميع يقول لا.. ستتعبين!
عيشي حياتك فإن هذه الأيام هي أجمل أيام حياتك .. هل ستقضينها داخل خباء أسود اللون؟
عشت صراعة حقيقية حينها، وربما هو أشرس صراع مع نفسي والشيطان !
ذات يوم اعتصر قلبي الحزن وقلت في نفسي لو كان إمام زماننا حاضرا بیننا لاستطعت أن اسأله عن الأفضل لي فهو طبعا لا يريد لي السوء وإن كانت العباءة تؤذيني فلن يختارها لي ..
فبكيت وطلبت منه اشارة بسيطة قلت له سيدي أنا اعلم بأني لا أستحق أن أراك حتى في المنام لكنك إمامي وأعلم الناس بما يحصل في داخلي فارید منك نظرة ابوية تنتشلني بها من الحيرة والضلال كان الوقت عصرا وفي المساء حصلت على تلك الاشارة من الإمام المهدي روحي له الفداء..
اقشعر بدني حينها واجهشت بالبكاء بدون وعيا كان أخي بسألني زینب ما الأمر ما بك ؟
كنت أبكي وأقول له هل تعتقد أنني أستحق أن يسمعني الإمام ويلطف بي ويرد جوابي...؟
هل الإمام قريب علينا لهذه الدرجة ؟؟
او كم كان شعورا جميلا وغريبة لم أشعر بهكذا شعور طوال حياتي شعرت وكأن الإمام يحدثني، يسمعني ويعينني .. نعم لم تكن مجرد عباءة كانت بداية لارتباطي بإمام الزمان الذي تعميق حبه في داخلي أكثر وأكثر واليوم أنا أنعم بنعمة العباءة - هدية إمام الزمان - أعيش داخل هذا الحباء معززة مكرمة، عندما أمشي داخل الكلية أرى إحترام الجميع لي .. حتى الأساتذة يعاملوننی معاملة خاصة، في كل مرة انظر إلى المرآة وأنا أرتدي إرش الزهراء أحمد الله حمدا كثيرا، دائما تتردد في داخلي مقولة السيدة زينب ( عليها السلام )..
( والله لن تمحو ذكرنا ولن تمیت و حينا )
والعباءة جزء لا يتجزأ من إرث اهل البيت وقد فتحت لي آفاقا كثيرة من معرفتهم عليهم السلام وعمقت ارتباطي بصاحب الزمان أرواحنا فداه ، وعرفتني على صديقات مهدویات وهذہت سلو کې وخلقي و كانت لي عقلا آخر يأمرني بالمعروف وينهاني عن المنكر فبارتدائي لها ابتعدت عن الأمور التي لا تليق بصاحبة العباءة.العباءة عالم ملون رائع ونعمة كبرى ودعوة للالتحاق بقافلة العشق المهدوي .. وليست مجرد خباء أسود كما يقولون
زينب جواد