صديقتي الأقرب !كان الجو ممطرا و السماء ملتحفة بغيوم رمادية ؛ الوقت صباحا، و المكان : طريقي إلى الجامعة، كانت ترافقني ككل مرة، ولكن في هذه كان الأمر مختلفا عندما شعرت بمقدار حبها لي واهتمامها بي ومدى قربها مني حيث وقفت حائلا كي لا يصل الطين - الذي قفز من الأرض بفعل سيارة كانت تسير بسرعة كبيرة إلى ثيابي .. و
قفت حينها متسمرة في مكاني لا أدري أمن مفاجأة الحدث أم كي أسمح لذرات السعادة لتنتشر في عروقي ..
ابتسمت مطمئنة و شكرتها ممتنة و وعدت أن أرد لها الجميل في أرفع عنها ما علق عليها على أن ما سأفعله لها قطرة في بحر ما فعلته من أجلي ..لم تكتف بهذا الموقف في عادت تكرر أمثاله مرات ومرات وكلما كنت معها تثبت لي كم تحبني وكم تتمنى لي الخير و تفعله من أجلي أيضا .. صديقتي .. ليست نبيلة و حسب إنما كلها دفء وحنان في كلما تعلقت يداي بها تسللت طمأنينة عجيبة إلى قلبی و تملأ وجودي كله .. كم كنت أقصر معها لكنها لم تك تقابل تقصيري بمثلها كانت معي في السراء والضراء و الشدة
والرخاء .. في أيام الإمتحانات حيث يتناسی - عادة الرفيق فيها رفيقه تكون معي والأقرب مني ؛ تجلس معي في المقعد نفسه !!
نعم هي أمينة و الكل يعرف بهذا، حاشا لها أن تتسبب لي بإرتكاب الحرام أو تسمح لي بفعله فقد كانت زينا لي و كل طلبها مني أن أكون لها كذلك فلا أسيء لها بقول أو فعل ..
هي جزء من السمعة الطيبة التي اكتسبتها و سبب إلى أسباب أخرى في ما نلته من الإحترام و التقدير .. ذات يوم و بينما كنت أسير معها في أروقة الجامعة هبت ريح عاصفة فشددت بقوة عليها فانتفضت تحلق حولي مرفرفة كفراشة فتية؛ لم أعلق على الموقف واكتفيت بكلمات شکر قلبية و لكن فتاتين قد فعلنا ذلك فسمعتهما ملأ أذني تقول إحداهما للاخري أنظري ما أشد توافقهما كانهما يتنافسان أيهما تكون أكثر محافظة على الأخرى يا ليتني اتخذت هذه الرفيقة وتوافقها الثانية على ما قالته الأولى في حسرة ..
أجابهما قلبي : لم يفت الأوان .. وهذه الرفيقة تنتظر.. هي ليست لي فقط بل لكل مريدات السعادة الساعيات لها .. ها هي الآن أمامي حيث تقف بكل هيبة وشموخ؛ ونظراتي تحتضنها بكل فخر وامتنان .. تلك هي عباءتي!
أختكن : قلم زهرائي حسيني