نظرة إمامي !

176 26 4
                                    

نظرة إمامي !

في الحادي عشر من عمري كان هاجسي الوحيد هو إرتداء عباءة مولاتي زينب ( عليها السلام ) ولكن بحكم إني الفتاة الأصغر في عائلتي لم أستطع أن أرتديها....

في عمر الثالثة عشر قررت وبشدة أن ارتديها لأني كنت أشعر أني سأكون أقرب لقلب صاحب الزمان وسأتوج بزي مولاتي زينب (ع) أخبرت عائلتي عن شدید رغبتي وعن شدة قراري فوجدتهم بين الرافض والمؤيد كان والدي من الرافضين لأنه مايزال يراني طفلته الصغيرة ولكن بتوكلي على الله وطلب المعونة منه سبحانه وبعد أن رأى والدي شدة إصراري وافق وسعد بهذا الإصرار واشترى لي عباءة، ذهبت في اليوم الأول إلى المدرسة وكنت سعيدة بذلك ولكنني كنت غير قادرة على التحكم بها فكانت تسقط مني بسهولة !

ولكني بقيت ثابتة على قراري لأني وجدت حلاوته أجمل وأكثر من التعب الذي كنت أواجهه .. مضت الشهور وأنا أشعر بقوتي معها وارتدت ثلاث من صديقاتي العباءة لأنهم أعجبوا بها وبجمالها في المرحلة الإعدادية، في السابع عشر تحديدا من عمري قررت أن أشارك هذه السعادة مع من هم حولي وجاء هذا القرار بشكل غير مخطط له حيث حدثت صدفة جميلة كنت أنا وإحدى رفيقاتي نتحدث فقلت لها: ياعزيزتي هل لي بسؤال ؟
فقالت : بلی تفضلي

،فقلت : لها لم لاترتدين العباءة فقالت أنا والدي يجلبني بسيارته من المنزل الى المدرسة فلا حاجة لي بها..

فقلت لها : حسنا !!
ولكن ياعزيزتي إن كانت الزهراء حاضرة معك هل كنت سترتدينها ؟

لو كانت الزهراء معك ورأيت حشمتها ووقارها وعفافها ألن يأخذنا الحياء منها لما نحن فيه من درجة دنيا ؟
هل سترتدينها إن كانت مولاتك معك ؟

فقالت : نعم بالتأكيد سأفعل ...
فقلت لها: ماذا إن كانت رب الزهراء حاضر معك !!

فأخذ الصمت مجراه فيما بيننا لبرهة من الزمن ورن جرس المدرسة فانصرفنا فإذا باليوم التالي جاءت العزيزة وقد إرتدت العباءة فشعرت بسعادة لاتوصف أبدا و كانت هي سعيدة وفخورة بذلك أيضا، حمدت الله كثيرا أن وفقها لتصبح كما أراد وشكرته وتمنيت أن لا أحرم من هذه السعادة وهذه النعمة فكانت هنا إنطلاقتي..

في الأيام المقبلة تأثرت صديقتي بحكم المودة والمحبة التي فيما بيننا فارتدت العباءة وإذا بأخرى ترتديها أيضا و كلاهما كانتا تحت ظروف صعبة جدا وعوائلهن الايسمحون بذلك ولكنهن استطعن أن يكن من الأقوياء ولله الحمد بعد مدة زمنية كانت هنالك فتاة إختلاطها قليل مع الجميع قليلة الكلام أحببت أن أتقرب منها كان المحور الأول لكلامنا عن صاحب الزمان ثم استدرجنا بالحديث إلى أن بدأت أسالها عن رأيها في العباءة وعن سبب عدم ارتدائها فوجدت السبب في عدم قبول اهلها !!

فقلت لها: ياعزيزتي كوني ملكة على نفسك احكمي نفسك في كل ما يرضي الله واتكلي عليه وهو من يدبر أمرهم، إن من أراد شيئا سيصل حتما أيتها الغالية، إعلمي إن أحدى من اعرفهن لا توجد أطلاقا في عائلتهم من ترتديها وبإصرارها إرتدت والحمد لله كوني ياعزيزتي كما يريد إمامك لا كما يريد الناس إجعلي نظرة إمامك إليك نصب عينيك لا نظرة الناس الفانية المتغيرة في كل يوم!

قصتي مع العباءة 🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن