فلتدفن معي ! |قصتي بدأت من أيام المراهقة ... نشأت في بيئة ملتزمة أخلاقيا لكن الحجاب لم يتكامل في وقتها وكنت الأقل التزاما بينهما في ذات مرة ومن دون أي إرادة مني سمعت محاضرة تتكلم عن الآخرة وعذابها وعرفت أنها رسالة لي شخصيا ..
عندها حاولت أن أتغير وبدأت معاناتي لأنني لم أجد من يعلمني ما هو الحجاب الصحيح ومرت 6 سنوات وأنا أحاول وانتبع كي أعرف وفي كل مرة أعرف شيئا خاطئة في حجابي وأحاول تغييره، تستمر معارك محتدمة مع أهلي لأنهم يرفضون كل تغییر ویرونه تشدد لا داعي له ..
في كل تفصيل خضت حرب !
رفض الالوان الصارخة ..
لبيس العريض .. الجوارب .. التحنك ... ولم يقبلوا أن ارتدي الجبة بحجة انني سأكبر وأدخل الجامعة والبذهاب ودخلت الجامعة ولم أتغير بل زادت رغبتي ..
وبعد الإصرار ارتديتها في السنة الثانية .... وبدأت معاناة أخرى في أن أجد الجبب العريضة الملائمة .. وخضت معارك أخرى.!في السنة الأخيرة زاد إصراري على ارتداء العباءة الزينبية .. وواجهتني عائلتي بالرفض الشديد وبدا الإحتكاك يزداد .... مررت بحالة نفسية صعبة لأنني لم أعد أجد في السوق ما يناسبني من الالوان والموديلات العريضة من الجيب!
أصبح السوق سلعة بيد التجار والتجار سلعة بيد الشيطان .... ولا يستوردون إلا الذي يخالف مايريده الشارع المقدس من الحجاب
الاسلامي ... وكنت دائما أفكر أن الامام المهدي عجل الله فرجه إذا ظهر فلن أتمكن من الذهاب إليه مباشرة .. فحجابي لايليق بمقابلته!
وسألت واستفتيت الكثير .... هل ارتدي العباءه وأخالف أهلي وأعصيهم أم أحترم رغبة أهلي؟!
توسلت بأهل البيت عليهم السلام كثيرا، وأحسست الإجابة في قلبي ... إنه جهادي ... وعلي أن أستمر حتى أنجح ...
صرت
هادئة أكثر في مواجهة اهلي ورفضهم وفي كل مرة أحتاج أن أشتري فيها الجبة كنت مسبقا أتوسل بأهل البيت كثيرا، وأحيانا أنذر النذورات حتى لا أجبر على شراء ما يخالف حجابي في ذات مرة وكانت الأخيرة مررت بأكبر مشكلة في شراء ما يخالف حجابي !وعندها أتذكر أنني بكيت كثيرا وتوجهت للإمام الجواد عليه السلام وطلبتها منه ... أخبرته أن صبري إنتهى وأنا لا أريد سوى أن التزم بما يرضي الله، ولم يأت الجواب سوى ببرود في قلبي وصبر أكبر.... ومرت سنه بالضبط ... تحسن فيها صبري كثيرا .. وصرت أكثر برا بأهلي ... وتحسنت روحي .... عرفت عندها أن أهل البيت أرادوا لي أن تتهذب روحي ايضا .
بعد مرور هذه السنة خطبت لرجل مؤمن... وفي أول لحظه لنا في العقد الشرعي وقرب الإمام الجواد أخبرته بشرطي على أن ارتدي العباءة ولعل رغبته المسبقة لذلك ما جعلتني ابتسم للطف أهل البيت عليهم السلام معي، ولم أستطع ارتداءها خلال فترة الخطوبة بسبب رفض اهلي وارتديتها في أول يوم لي بعد الزواج من صحن الإمام الجواد عليه السلام ...
أتذكر في أول مره رأوني أهلي بعد الزواج صدموا بمنظر العباءة أجابهم زوجي بأن هذا فخر لي.... ولا ازال ارتديها وسأبقى أرتديها وأوصيت أن تدفن معي .