سوف أسرد اليكم قصتي أنها ليست من وحي الخيال بل هي واقعية ، إنني إنسانة من الله علیها بتوبة نصوح، وإليكم قصتي .بعد أن كنت غارقة في وحل المعاصي والذنوب لا أعرف غير أن لي رب مسامح فقط مهما فعلت من أعمال قبيحة كنت أستهوي التبرج والزينة واستمع للأغاني تاركة للصلاة و جميع الواجبات وهذا ليس من باب التفاخر بالمعاصي بل من باب اعترافي بالجهل الذي كان ينمو بداخلي ، كل هذا حتي اشبع رغباتي الشيطانية و كلما فعلت شيئ كان بنفسي تقول لي هل من مزيد ؟
و ما أرى نفسي إلا مطوقة بحب الأهواء و الملذات الدنيوية فأخذت مني كل مأخذ لكني عندما أكون في أشد نشوتي في تحقيق التسلية كان هناك خوف يعتريني و يذكرني بالله و لم أكن أحس بالسعادة المنشودة وإنما هي زائفة!
كنت في الوقت ذاته أغبط كل فتاة متدينة عفيفة ترتدي العباءة و أشعر أن هناك بين عقلي وقلبي صراع وحسرة تعتصر کیاني وبقيت هكذا لعدة سنوات مستورة و محمية بظل الذي اعصيه !
وما أن هداني الله إلى مشاهدة إحدى المحاضرات للسيد محمد رضا الشيرازي الذي كان السبب في هدايتي و دروسه تركت أثر طيب في حياتي وما أن أصغيت إليه بمسامع قلبي حتى بدأت كلماته تصقل ذاك القلب و تحلوها وانتهت المحاضرة وأنا متشوقه لليوم الثاني كي استمع إليه مرة أخرى فأني أجد في نفسي رغبة و لهفة لمشاهدة محاضراته فأعتدت على الإستماع له و كل كلمة اسمعها تهز اعماقي و تنير مداركي فهیمن کیاني الشعور بالخوف و الخجل من أعمالي وإهمالي لمعرفة دوري التكليفي في هذه الحياة التي ما هي إلا بمثابة جسر نعبره الى الله تعالی وما أن أتممت سلسلة المحاضرات تلك حتى بدوت إنسانة أخرى أحست بأنسانيتها !
التي هدرتها في حب الشهوات و واأسفي على ما فرطت في دنياي بعدها ذهبت إلى سجادتي و توجهت لربي منكسرة خجلة لعله يقبل هذه الأمة الضالة وإذا بي أطلق صوتا من أعماق قلبي :يارب أريد الخلاص مما أنا فيه، أريد الخلاص من هذا الصراع المميت بين عقلي و قلبي !
أتوسل إليك بأمي فاطمة أن تلهمني رشدي، خذ بيدي حتى تبلغني رضاك . فقمت الصلاة و اغرورقت عيناي بالدموع ووقفت بين يدي سيدي و أنا على يقين بأن عناية إلهية اعانتني على التخلص من أوزاري ومن حب الدنيا و ملذاتها ما أرى نفسي إلا وقد بدأت مسيرة جديدة حتى لم أعد أعير أي أهمية المساحيق التجميل و الموضة، حتى مشاهدة التلفاز لم أعد أجد لها معنى بل كرست وقتي للعبادة و مطالعة الكتب التي أصبحت أحب الأمور إلى قلبي. وما أن أشرقت شمس الإيمان بداخلي حتى عرجت إلى الأسواق وانتقيت الملابس الشرعية والعباءة الزينبية التي طالما استهزأت بها ولم أعرف ما هي قيمتها إلا مؤخرا .
اليوم أصبح العكس!
فهي الآن عشقي الذي لا يقاوم وذهبت إلى المكتبة و ما أن لفت نظري كتاب
"السيدة فاطمة من المهد إلى اللحد" حتى هرولت إليه وضممته بين طيات قلبي و بدأت بمطالعته ..
كان يحوي كل صغيرة و كبيرة في حياة السيدة | الزهراء عليها السلام وبعدها تشوقت أن أتعلم و أتفقه في أمور ديني فبدأت أبحث عن أماكن تقام فيها الدروس الدينية للنساء حتى أنال من تلك الدروس والعلوم ما ينفعني. و الحمدلله بعد عناء وصلت إلى ما أريد وما رأيت نفسي إلا وأنا في حوزة تحوي الفتيات المؤمنات اللواتي يرتدين ثوب العفة والطهارة ألا وهي العباءة الزينبية، وإذا بهن يستقبلني بكل حب و احترام و ما أن تعرفت عليهن حتى تعلمت ما يتم تدريسه في الحوزات العلمية وأصبحت لدي عقيدة ثابتة و إيمان راسخ بفضل الله وشفاعة رسوله وأهل بيته عليهم السلام و محاضرات السيد محمد رضا الشيرازي قدست نفسه والذي بسبب كلماته ونصائحه اهتديت بعدما كنت في ضلال!
الشكر الله و لهدايتهسماء الجود