الفصل السادس

4.2K 143 33
                                    


ألقت رواء نظرة متوترة على ساعتها بينما تقاوم شعورها بالاختناق وذلك الشعور الآخر الذي يفسد عليها فرحتها بلقائه، ذلك الصوت الذي تسارع بإخراسه كلما تعالى.

إنها لا تفعل خطأً، همست لنفسها وعقلها سخر منها في الحال، من تخدعين؟ هي لا تخدع أحداً، الأمر فقط، لا يمكنها إخبار أحد من أسرتها الآن.

مما تخافين؟ همس الصوت مجددًا، ما دمتِ لا ترتكبين خطألماذا تقابلينه سراً؟ حتى لم تجرؤي على إخبار سمراء. أوجعها ضميرها أكثر فأسرعت تطرد أفكارها بعيدًا، وعادت تنظر في ساعتها هامسة

"هل أتيت باكراً؟"

تردد خلفها فجأة صوت بنبرة متثاقلة

"لماذا يقف الجميل وحده؟"

تحركت مبتعدة بضيق، ليتبعها في الحال مردفاً

"حِنّ علينا بنظرة يا جميل، يا غزال شارد في البرية. أموت أنا في الشعر الذي يذبح والعيون التي"

التفتت لتشتمه وهي تتوعد سالم لأنه جعلها تنتظر هكذا

"احترم نفسك يا حيوا"

انقطعت شتمتها حين قابلها وجه سالم الضاحك والذي اقترب مستعيداً صوته

"فداها أنا هذه العيون التي تجرح"

هتفت بعد ثوان من الصدمة

"سامحك الله يا سالم، أوقعت قلبي"

اقترب قائلاً وابتسامته الشقية تتسع

"سالم من وقع قلبه يا حورية، فرفقاً به"

احمر وجهها وأشاحت مرددة

"ظننتك شخصاً قليل الأدب يتحرش بي"

اختفت ابتسامته وردد متوعدًا

"فليحاول أحدهم الاقتراب منكِ وسيعتبر أمه لم تلده أصلاً"

ارتقع حاجباها من طريقة تهديده، قبل أن تضحك بشدة، انعقد حاجباه فحاولت كتم ضحكتها متمتمة باعتذار

"آسفة، لم أقصد... أنت تتحدث مثل تلك الأفلام، ينقصك فقط مطواة وسلسلة تطل من قميصك المفتوح"

ابتسم مرغماً بينما صدحت ضحكتها مرة أخرى

"ابن ذوات وبلطجي، لا يمكنني تخيل الصورة"

كتف ذراعيه يتأملها مبتسماً ثم قال

"هل انتهيت؟"

أومأت وهي تضغط شفتيها، دون أن تمنع ابتسامتها الشقية ليقول هو بعد ثوان

"حسناً، ابن الذوات هذا مستعد ليتحول إلى بلطجي إذا تعلق الأمر بكِ"

رقت نظراتها واقترب هو الخطوة التي تفصلهما

"أنتِ تخصينني يا رواء بدر العزايزي، ولا رجل أبداً يقترب ممن يخصني دون عواقب"

ازدادت نبضاتها تخبطًا وأسرعت تردد بارتباك

قلوبٌ عصيّة (سلسلة حكايات الحب والقدر ج٣)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن